ثقافات مختلفة، لغات متعددة، جنسيات من كل مكان فى العالم، استقبلها مطار شرم الشيخ الدولى خلال الساعات القليلة الماضية، بعد أن لاقت دعوة المشاركة فى النسخة الثالثة من منتدى شباب العالم، الذى تنظمه مصر تحت رعاية الرئيس عبدالفتاح السيسى، للعام الثالث على التوالى، تجاوباً واسعاً بين الشباب العربى والأفريقى والأجنبى، حيث تقدم آلاف الشباب من دول العالم بطلبات لحضور المنتدى الذى تستضيفه مدينة السلام على مدار 4 أيام خلال الفترة من 14 إلى 17 ديسمبر. ويأتى الإقبال على المشاركة فى فعاليات المنتدى هذا العام استكمالاً للنجاح الذى حققته النسخة السابقة، والتى شهدت استقبال ما يزيد على 35 ألف طلب للحضور من 156 دولة حول العالم، وبلغت نسبة الشباب الغربى نحو 70% فيما بلغت نسبة شباب العالم العربى والأفريقى 30%، ما يعكس حجم الاهتمام والترقب الكبير من شباب دول أوروبا والأمريكتين لحضور المنتدى. «الوطن» رصدت الإقبال الكبير لحضور فعاليات المنتدى هذا العام أيضاً، وظهر التنوع بين المشاركين الذين حضروا إلى شرم الشيخ قبل ساعات من إطلاق الجلسة الافتتاحية، شباب وفتيات من مختلف جنسيات العالم، كان من بينهم «دانى» الشاب الزيمبابوى، الذى يقيم فى جنوب أفريقيا، وسجل بياناته على موقع المنتدى منذ أسابيع، ليفاجأ بعد أيام بالرد عليه: «كنت سعيداً جداً لما قرأت رسالة إدارة المنتدى التى تدعونى للحضور، المشاركة فى هذا الحدث المهم أمر يجعل الشخص يشعر بالفخر، العالم كله هناك يجتمع فى هذا المحفل الكبير لبحث ومناقشة أهم القضايا الدولية وقضايا الشباب ولتبادل الثقافات والمعارف». "دانى" من زيمبابوى: محفل كبير لمناقشة أهم القضايا الدولية لا يعرف «دانى» الكثير عن مصر، زار شرم الشيخ مرة واحدة فى حياته، لكنه يسمع كثيراً عن الأهرامات التى يتمنى أن يزورها، ويسمع أيضاً عن جمال الإسكندرية، يقول: «أعرف أن هناك العديد من المدن والمزارات الجميلة فى مصر، أتمنى أن أزور هذا البلد العظيم كل عام لأتعرف عليه أكثر، وأنا سعيد لحضورى المنتدى الذى يتيح لى الفرصة للقاء شباب من مختلف جنسيات العالم والتعرف على ثقافات وأفكار جديدة». "هند" من تونس: المنتدى يرسخ السلام والتعاون والمحبة شعور «دانى» كان حاضراً لدى غيره من المشاركين فى المنتدى، حالة من السعادة والحماس غمرت الجميع، «متحمسة جداً للمشاركة فى فعاليات هذا العام، لم أوفق فى الحضور العام الماضى، قدمت طلباً لكن لم تصل لى دعوة، إلا أننى تابعت بعض التعليقات الإيجابية حول هذا الحدث عبر الفيس بوك، وكنت سعيدة جداً بأن أكون جزءاً منه هذا العام»، هكذا قالت «هند» التى تحمل الجنسية التونسية، وقامت بالتسجيل للمشاركة فى منتدى شباب العالم بشرم الشيخ عبر الصفحة الرسمية للمنتدى على موقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك»، أبدت الفتاة التونسية، التى تبلغ 21 عاماً، إعجابها بالفكرة التى وصفتها بأنها بمثابة «فرصة جيدة» لعقد لقاء واسع بين جنسيات وأفكار وثقافات مختلفة، ما يسهم فى نشر التسامح والسلام وقبول الغير بين المجتمعات، مشددة على أهمية مثل هذه الفعاليات على المستوى الدولى، فى وقت يعانى فيه العالم من الحروب والإرهاب والتطرف: «نحتاج إلى فعاليات ترسخ للسلام والتعاون والمحبة بين الشعوب، نحتاج أن نتعرف على بعضنا البعض، نحن لا نعرف بعضنا جيداً وهذا أمر سيئ جداً». وتابعت الفتاة التونسية التى تزور مصر للمرة الأولى: «سعيدة بحضورى إلى مصر، وأفضّل السفر بين البلدان للتعرف على ثقافات مختلفة، سافرت لأكثر من بلد أوروبى، لكنها المرة الأولى التى أحضر فيها إلى شرم الشيخ، ومنتدى شباب العالم سيسمح لى بهذه الفرصة من خلال مكان واحد يجمع آلاف الشباب من دول متنوعة»، مشيدة بالتنظيم الجيد الذى لم تتوقعه حسب قولها. "خالد" من السعودية: تجربة عظيمة نستفيد منها التجربة بالنسبة إلى «خالد»، الشاب السعودى الذى يدرس الهندسة، لم تكن الأولى من نوعها، حيث شارك فى المنتدى العام قبل الماضى فى نسخته الأولى، وتأتى مشاركته هذا العام للمرة الثانية: «كانت تجربة عظيمة، استفدت كثيراً، وقضيت وقتاً طيباً، والتقيت بأصدقاء من دول مختلفة، سعدت بهذه الأيام التى قضيتها فى شرم الشيخ مع شباب من مختلف أنحاء العالم، وعدت إلى بلادى العام قبل الماضى بأسماء جديدة أضفتها إلى قائمة الأصدقاء، سواء على هاتفى الشخصى أو صفحتى على فيس بوك»، لا يهتم خالد بالسياسة والفنون كثيراً، لكن اهتماماته تتعلق بصورة أكبر بمجالات الهندسة والتكنولوجيا والذكاء الاصطناعى: «العالم أصبح يحكمه الذكاء الاصطناعى، ونحن كدول عربية علينا أن نحرز المزيد فى هذه المجالات، يجب أن نولى اهتماماً كبيراً بالتكنولوجيا لأنها لغة العصر الحديث، ومن الأمور الجيدة أن المنتدى هذا العام يخصص العديد من جلساته لمناقشة هذا الأمر الهام فى حضور مسئولين ومتخصصين دوليين، أعتقد أن الجميع سيستفيد بهذا». "أنتونى" من إيطاليا: كلنا نتحدث لغة واحدة فى مصر ملامح متنوعة شهدتها شرم الشيخ قبل ساعات من انطلاق المنتدى، فمن الأفارقة والعرب إلى شباب آسيا وأوروبا والأمريكتين، «سيرينا» من رومانيا، سمعت عن المنتدى بعد أن حضره أحد أصدقائها العام الماضى، فقررت بدورها أن تشارك هذه المرة، تقول الفتاة التى تبلغ 22 عاماً: «أعجبتنى الفكرة، وأحببت أن أخوض التجربة، وأكون جزءاً من هذا الحدث الدولى الكبير»، «سيرينا» لم تزر مصر من قبل، لكن المنتدى وفر لها هذه الفرصة، وتتطلع إلى أن تكرر الزيارة فى سنوات قادمة بعد يومين قضتهما وسط «سحر شرم الشيخ» بحسب وصفها، تضيف: «هذه مدينة ساحرة، أعتقد أن السياح من مختلف دول العالم يجب أن يزوروا هذا المكان، أنا أيضاً أصبحت متشوقة لزيارة أماكن أخرى فى مصر». "ياك" من الصين: أجندة الفعاليات «ذكية» واستطاعت الإلمام بمجالات متنوعة وجذابة «ياك»، الشاب الصينى، عبّر عن إشادته بمنتدى شباب العالم أيضاً، مؤكداً إعجابه بأجندة فعاليات المنتدى، التى وصفها ب«الذكية»، لأنها استطاعت أن تلم بمجالات متنوعة، تحت عناوين جاذبة، وتخاطب اهتمامات مختلفة للشباب والمتخصصين، وأضاف: «هذه تجربة جيدة يرجع الفضل فيها إلى الشباب المصرى، وأنا سعيد لكونى أحد المشاركين فيها، وأتمنى أن تستمر ولا تتوقف وتتحول التوصيات كل عام إلى روشتة عمل مشتركة بين شباب الدول المختلفة»، متابعاً: «شكراً للشباب المصرى صاحب هذا الاقتراح وشكراً للحكومة المصرية على استضافتها لنا وحسن الاستقبال الذى وجدناه منذ اللحظة الأولى من الوصول إلى المطار».