شهدت جامعات القاهرة الكبرى والمحافظات أمس، حالة من الهدوء النسبى وانتظام العملية التعليمية، فى ظل غياب تظاهرات طلاب جماعة الإخوان «الإرهابية». ففى جامعة عين شمس، ساد الهدوء وسط غياب المظاهرات وتكثيف أمنى من قبل أفراد الأمن الإدارى، فيما نظم العشرات من طلاب الإخوان معرضاً تحت اسم: «خليك ساكت بكرة الدور هاييجى عليك»، لعرض صور الطلاب المحبوسين والمتوفين خلال الأحداث الأخيرة، والتنديد بما وصفوه «انتهاكات الشرطة بالجامعات، وتضمن المعرض عدة مطالب، على رأسها الإفراج عن الطلاب المحبوسين والقصاص للشهداء من الطلاب. فيما شهدت جامعة حلوان حالة من الهدوء وسط تكثيف من قبل أفراد الأمن الإدارى على البوابات الرئيسية، الذين كثفوا عمليات تفتيش السيارات قبل دخولها الحرم الجامعى، تجنبا لاحتوائها على أى متفجرات، وكذلك التأكد من هوية كل طالب قبل دخوله الحرم الجامعى. وفى جامعة القاهرة، أكدت مصادر مطلعة فى تصريحات ل«الوطن»، أنه سيتم الإعلان عن مجموعة أخرى من الطلاب المتورطين فى أحداث العنف التى شهدتها الجامعة الأربعاء الماضى، لافتة إلى أنه تم التعرف على شخص من خارج الجامعة كان يرفع علم القاعدة، وسيتم إعداد مذكرات بتفريغ الفيديوهات التى التقطتها كاميرات الجامعة وإرسالها للنيابة، وأوضحت أن كاميرات كلية الحقوق التقطت فيديوهات للطلاب مثيرى الشغب قبل أن يحطموها. وأضافت المصادر أن الدكتور جابر نصار، رئيس الجامعة سيجتمع اليوم، مع موظفى الشئون القانونية المكلفين بالتحقيق فى الأحداث، للاطلاع على آخر ما توصلوا إليه فى التحقيقات، مشيراً إلى أنه من المنتظر إصدار قرارات فصل بشأن ما يقرب من 11 طالباً آخرين متورطين فى أحداث العنف. وأكدت المصادر أن 3 طلاب تم فصلهم من ضمن 23 طالباً بالمدينة الجامعية بعد التأكد من ضلوعهم فى أعمال العنف التى شهدتها الجامعة. وفى جامعة أسيوط، تمكن طالب من الفرار بعد أن استوقفه أفراد الأمن الإدارى عند دخوله المدينة الجامعية، حيث تبين لهم أنه مطلوب ضبطه، وأبلغ أفراد الأمن قسم شرطة أول أسيوط بالأمر، وذكروا أن الطالب أفادهم بأنه مقيد بالفرقة الرابعة بكلية الهندسة، ويدعى «صلاح الدين أحمد محمد أبوزيد» وأنه مقيم بالمدينة الجامعية فى المبنى «ب» حجرة 330، ورفض إبراز تحقيق شخصيته، ثم فر هارباً وترك حقيبة عُثر بداخلها على مستلزمات طبية وأدوية، وتبين أن الطالب الهارب عثر داخل غرفته فى وقت سابق على كيس بلاستيك كبير به 24 قناعاً واقياً للحماية من طلقات الخرطوش، و33 طلقة خرطوش فارغة، و8 زجاجات مولوتوف منها 3 مملوءة للنصف بمادة قابلة للاشتعال، وكذلك 13 فارغ قنبلة مسيلة للدموع. وفى الإسكندرية، كثفت قوات الأمن من وجودها أمام كليات المجمع النظرى بمنطقة الأزاريطة وسط المدينة، تحسباً لحدوث أعمال شغب أو عنف من قبل طلاب تنظيم الإخوان، واصطفت 5 سيارات أمن مركزى أمام الأبواب، فيما واصل طلاب الإخوان تظاهراتهم، بساحة كلية التربية للتنديد بالقبض على الطلاب ووجود قوات الأمن على الأبواب، وقرع طلاب الإخوان الطبول رافعين علامة «رابعة» وصور الطلاب المقبوض عليهم، وتوعدوا بالتظاهر والاحتجاج اليومى لهذا الأسبوع رداً على ممارسات قوات الأمن لهم، وطالب طلاب «حركة الوسط» بإقالة كل من الدكتور أسامة إبراهيم، رئيس جامعة الإسكندرية، والدكتور محمد إسماعيل عبده، عميد كلية العلوم، بعد سماحهما لقوات الأمن بإطلاق قنابل الغاز المسيل للدموع على المتظاهرين بالساحات، والقبض على العشرات أثناء خروجهم من الأبواب. وأكد الدكتور أسامة إبراهيم، رئيس جامعة الإسكندرية فى تصريحات ل«الوطن»، أن قوات الأمن لم تدخل إلى الحرم الجامعى، حتى أمس، رغم وجود مخربين، وغير منتمين للجامعة، موضحاً أن الطالب الذى أصيب خلال أحداث 19 مارس بكلية العلوم برصاص حى ويدعى «شريف» هو ليس من طلاب الجامعة بل هو مقيد بجامعة كفر الشيخ، مشيراً إلى أن الجامعة لم تتخذ قراراً بفصل أى طالب حتى الآن. فى نفس السياق، لم تشهد جامعة الأزهر بفرعيها البنين والبنات أى مظاهرات أو مسيرات. وقال الدكتور أحمد زارع، المتحدث باسم الجامعة ل«الوطن»، إن الجامعة شهدت هدوءاً تاماً أمس، ولم يحدث ما يعكر صفوه، مؤكداً أن الإجراءات الحاسمة التى اتخذتها إدارة الجامعة وتمثلت فى تحويل 638 طالباً فى الفصل الدراسى الأول لمجالس التأديب، و24 منذ بداية الفصل الثانى، أدت إلى الحد من تظاهرات الطلاب بشكل نسبى.