أطلقت كوريا الشمالية، اليوم، 30 صاروخًا قصير المدى باتجاه البحر، في إطار تجربة جديدة، رغم دعوات "سيول" و"واشنطن" إلى وقف "هذه الأعمال الاستفزازية". أعلن متحدث باسم هيئة أركان الجيش الكوري الجنوبي، أن "كوريا الشمالية أطلقت 30 صاروخًا قصير المدى بين الساعة 19.00 و21.10 يتوقست جرينتش، من الساحل الشرقي لكوريا الشمالية باتجاه بحر اليابان"، مضيفًا "يقدر أن المسافة التي قطعتها الصواريخ بلغت حوالي 60 كيلومترًا". ويشكل ذلك حلقة جديدة في إطار التجارب الصاروخية التي تجريها بيونغ يانغ، وتثير حفيظة واشنطن وسيول. قال محللون، إن الصواريخ أطلقت من نفس الموقع الذي أطلقت فيه الأحد الماضي 25 صاروخًا قرب مرفأ ونسان شرق البلاد. وأضافوا أن الصواريخ قصيرة المدى تعود إلى حقبة الاتحاد السوفياتي أي الستينيات. قال البروفسور يانغ مو جين، من جامعة الدراسات الكورية الشمالية، ل"وكالة فرانس برس"، "هذا تعبير عن الغضب من التدريبات العسكرية المشتركة، التي تجريها كوريا الجنوبية مع حليفتها الولاياتالمتحدة". وتقوم بيونغ يانغ، عادة بإجراء مثل هذه التجارب، لكن وتيرتها تصاعدت في الأسابيع الماضية، وإطلاق الصواريخ اليوم، هو السادس في خلال شهر تقريبًا. كانت سيول، طالبت بيونغ يانغ بإلحاح الاثنين الماضي، بوقف هذه التجارب "الاستفزازية"، غداة إطلاق كوريا الشمالية في 16 مارس الجاري، 25 صاروخًا باتجاه بحر اليابان. قال وزير الدفاع الكوري الجنوبي، كيم مين سوك، آنذاك للصحافيين "يجب أن يوقف الشمال الأعمال التي تسبب توترًا عسكريًا" مضيفًا أن "الأعمال الاستفزازية التي تتم بدون أي إشعار مسبق يمكن أن تشكل خطرًا كبيرًا على السفن والطائرات في المنطقة". كما دعت وزارة الخارجية الأميركية، من جهتها، بيونغ يانغ إلى الامتناع عن القيام "بأعمال استفزازية تزيد من حدة التوتر". عبرت بكين، في وقت سابق هذا الشهر، عن قلقها بعدما أجرت كوريا الشمالية تجربة على صاروخ في مسار طائرة صينية، لكن يانغ، قلل من شأن هذه المخاطر. وقال "إن كوريا الشمالية قررت كما يبدو، التخلص من مخزونها القديم الذي يضم 100صاروخ، عبر إطلاقها باتجاه البحر كعرض قوة"، مضيفًا "هذا استفزاز على مستوى ضعيف". والمناورات السنوية بين جيشي كوريا الجنوبيةوالولاياتالمتحدة، بدأت في آواخر فبراير، وستستمر حتى منتصف أبريل. وتنتقد كوريا الشمالية، بانتظام هذه المناورات العسكرية جنوب الحدود باعتبارها تدريب على اجتياحها. ومنذ نهاية فبراير، أجرت بيونغ يانغ العديد من التجارب المماثلة على صواريخ قصيرة المدى. وفي وقت سابق هذا الشهر، هددت لجنة الدفاع الوطني الكورية الشمالية، بعرض قوتها النووية الرادعة في مواجهة ما اعتبرته "عدائية أميركية". وبعد أشهر من التوتر الشديد في شتاء 2012 وربيع 2013، دخلت العلاقات بين سيول وبيونغ يانغ في مرحلة من الهدوء النسبي، ما سمح باستئناف اللقاءات بين العائلات التي فرقتها الحرب الكورية (1950-1953)، للمرة الأولى منذ 3 سنوات. وتأتي هذه التجربة بعدما أعلنت كوريا الجنوبيةواليابان أمس، أن قادتهما سيعقدان قمة مع الرئيس الاميركي باراك أوباما الأسبوع المقبل، فيما تسعى واشنطن لتحسين العلاقات بين البلدين. واللقاء سيتم على هامش مؤتمر دولي في هولندا، يومي الاثنين والثلاثاء، وسيشكل أول محادثات رسمية بين رئيسة كوريا الجنوبية بارك غوين هيه، ورئيس الوزراء الياباني شينزو أبي، منذ توليهما السلطة قبل أاكثر من سنة.