فى أواخر نوفمبر الماضى عثر أهالى منطقة أبوالنمرس على جثة فتاة معلقة بشجرة من رقبتها وسط الأراضى الزراعية، ولم يُتبين ما إذا كانت انتحرت بشنق نفسها أم قام أحد بشنقها وتعليقها على الشجرة. المجنى عليها فتاة لم تتجاوز السادسة عشرة من عمرها، حافية القدمين مرتدية «فستاناً ممزقاً» وملابسها تبدو عليها أنها قديمة جداً وأنها مرتدية إياها منذ فترة. عمرو أباظة رئيس نيابة مركز الجيزة، ومارك ناجى مدير النيابة، انتقلا إلى مسرح الجريمة «عبارة عن قطعة أرض زراعية وشجرة. وكشفت المعاينة أن الفتاة مقتولة منذ قرابة 6 ساعات، والمتهم المجهول خنقها بحبل غسيل». رئيس النيابة أثبت فى أوراق القضية أن القتيلة فى العقد الثانى، وآثار خنق حول رقبتها، وأن جثتها تتدلى من فرع شجرة، وأنها لا توجد أوراق تدل على هوية القتيلة، ولا توجد آثار بمسرح الجريمة لأى شخص كان. المحقق اتصل بالطب الشرعى وقرر نقل الجثمان إلى مشرحة زينهم، وطلب تشريح الجثة، وكلف الشرطة بنشر مواصفات الفتاة على أقسام ومراكز الشرطة فى الجيزة للتوصل إلى أسرتها، وكلف الشرطة أيضاً بعمل تحريات للوصول إلى الجانى. النيابة ناقشت عدداً من شهود العيان وأهالى المنطقة ولم يتعرفوا على الفتاة، قالوا إنهم فوجئوا بالجثة معلقة فى الشجرة عقب صلاة الفجر، وأن الفتاة غريبة عن المنطقة. النيابة قررت بإشراف المستشار ياسر التلاوى، المحامى العام الأول لنيابات جنوبالجيزة، تشريح جثة المجنى عليها لبيان سبب الوفاة عقب انتهاء المعاينة، وطلبت تحريات الأجهزة الأمنية حول الواقعة والكشف عن هوية الضحية وسرعة ضبط وإحضار المتهمين. التحريات والتحقيقات التى جرت بإشراف اللواء محمود فاروق، مدير الإدارة العامة للمباحث، واللواء جرير مصطفى، مدير المباحث الجنائية، أثبتت أن الضحية فتاة لم تتجاوز السادسة عشرة من عمرها وأن ملابسها يبدو عليها حالة الفقر. وأضافت التحريات والتحقيقات أن المتهم المجهول قوى البنية وأن الفتاة يبدو عليها من أطفال الشوارع، وأن المتهم استدرجها إلى المنطقة وحاول إقامة علاقة معها بعد أن تبين أن المجنى عليها ملابسها ممزقة، ويبدو أنها قاومت المتهم فقتلها وشنقها فى الشجرة وتمكن من الهرب قبل صلاة الفجر بقرابة ساعتين. اللواء كمال الدالى، مساعد أول وزير الداخلية لأمن الجيزة، أمر بتشكيل فريق بحث وتحرٍّ قاده اللواء مجدى عبدالعال نائب مدير الإدارة العامة للمباحث، والعميد خالد منير مأمور المركز، والعميد عبدالحميد أبوموسى مفتش المباحث، والمقدم أحمد عصام رئيس المباحث - لفحص بلاغات التغيب والكشف عن هوية المجنى عليها. وفحصت المباحث قرابة 150 بلاغاً من بلاغات التغيب والاختطاف بالمنطقة، ولم تتوصل المباحث إلى أى معلومات تقودهم للكشف عن هوية المجنى عليها أو شاهد يدلى بأى أوصاف لشخص كان مع الضحية قبل ارتكابها الجريمة، ولا تزال القضية غامضة، ومصيرها كلمة واحدة وهى «ضد مجهول».