سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الكويت تقود مبادرة لمصالحة «عربية - قطرية» قبل القمة غداً مصر تتقدم بمقترحات لتأكيد الهوية العربية ومحاربة الطائفية والإرهاب وعدم دعم التنظيمات المتطرفة كشرط للمصالحة
يتوافد وزراء الخارجية العرب، اليوم، على الكويت للمشاركة غداً فى اجتماع مجلس وزراء الخارجية العرب التحضيرى للقمة العربية ال25، التى تستضيفها الكويت الثلاثاء، تحت شعار «قمة التضامن لمستقبل أفضل». وحرصت الكويت خلال الأسابيع القليلة الماضية على بدء تحركات دبلوماسية لتقريب وجهات النظر بين الدول العربية وقطر، تمهيداً لإعلان مصالحة عربية شاملة خلال قمة الكويت. يأتى ذلك فيما أكد دبلوماسيون بالجامعة العربية ل«الوطن» أن ملف المصالحة العربية سيكون أبرز الموضوعات العاجلة المطروحة على جدول أعمال مجلس جامعة الدول العربية على مستوى القادة العرب. وقال السفير أحمد بن حلى نائب الأمين العام لجامعة الدول العربية، ل«الوطن»، على هامش افتتاح المركز الإعلامى للقمة العربية مساء أمس الأول: إن ملف المصالحة العربية مع قطر مطروح على طاولة النقاش فى اجتماع القادة العرب، واصفاً جدول أعمال القمة بأنه «مفتوح» وسيتناول كل القضايا الملحة. وأضاف: «نراهن على دور الكويت وحنكة أميرها الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح وتجربته الدبلوماسية الطويلة، فى تحقيق ما يصبو إليه الشارع العربى والدول العربية، ورأب الصدع بين بعض الأطراف». وقالت مصادر دبلوماسية كويتية ل«الوطن»: إن الكويت سعت إلى تهيئة أجواء تصالحية قُبيل انعقاد القمة المرتقبة لتسهيل تسوية الخلافات العربية خلال القمة، خصوصاً الخلافات بين مصر وقطر من ناحية، وبين قطر والسعودية وبعض دول مجلس التعاون الخليجى من ناحية أخرى. وأكدت المصادر أن وزير الخارجية الكويتى الشيخ صباح الخالد الصباح لمس تجاوباً من القاهرة والدوحة خلال زيارته لهما الشهر الماضى، رغم ما تردد حول تشدّد الطرف القطرى فى موقفه، الذى تجسّد مؤخراً فى رفض السفير القطرىبالقاهرة ومندوب بلاده الدائم لدى جامعة الدول العربية سيف بن مقدم البوعينين، الالتحاق ببقية وفد الجامعة العربية على متن الطائرة الخاصة الكويتية التى نقلتهم من القاهرة، ووصوله إلى الكويت هو والوفد المرافق له عبر طائرة خاصة قطرية. من جهته، شدد الشيخ صباح الخالد الحمد الصباح نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية الكويتى، على أن أمن مصر واستقرارها هو أمن واستقرار المنطقة العربية كلها، والركيزة الأساسية لدولة الكويت التى تعمل على التشاور للوصول إلى حالة من التوافق العربى - العربى. وحول دور الكويت فى المصالحة المصرية القطرية، قال فى مؤتمر صحفى، عقده مساء أمس الأول عقب افتتاحه المركز الصحفى للقمة، بمشاركة الأمين العام لجامعة الدول العربية: إن الكويت ترأس الدورة الأخيرة لدول مجلس التعاون الخليجى، وترأس الآن الدورة ال25 للقمة العربية، ويهمها أن تكون الظروف مهيأة لتحقيق هذا التوافق العربى، وهناك أمور تحتاج إلى عمل واتصالات للوقوف على طبيعتها وحقيقتها، مضيفاً «نعمل على الوصول إلى صيغة أمثل للحل». وعن الموقف القطرى من مصر، قال: «التصريحات الرسمية القطرية تقول إن أمن واستقرار مصر أمن واستقرار لمنطقتنا العربية، وهو الأمر الذى ترتكز عليه سياستنا، ونحن نعمل على الوصول إلى آلية، ونعمل على التشاور من منطلق رئاستنا للقمة الخليجية والقمة العربية، على تهيئة الأجواء العربية، وتهيئة العمل العربى المشترك لغدٍ أفضل». وأضاف «يجب ألا تقف هذه الأمور حجر عثرة فى طريقنا، والهدف العربى واحد، لكن قد لا تكون وسائل تحقيقه متطابقة لدى كل الدول». وكشف مصدر دبلوماسى مصرى ل«الوطن» أن كلمة نبيل فهمى وزير الخارجية المصرى، ستتركز على مقترح مصرى بتأكيد الهوية العربية ومحاربة النزعات الطائفية التى تضرب المنطقة، معتبراً أن زيارة وزير الخارجية الأخيرة إلى لبنان عقب تشكيل الحكومة الجديدة، تأتى فى إطار دعم استقرار الدول العربية ومحاربة التوترات الطائفية بها، وكذلك شروط مصر لتحقيق المصالحة مع قطر، التى تشمل ضرورة تعاون الدول العربية كافةً لتنفيذ الاتفاقية العربية لمكافحة الإرهاب وتسليم المطلوبين، والكف عن دعم التنظيميات الإرهابية سياسياً ومادياً وإعلامياً، مشيراً إلى أن النقاش حول بند مكافحة الإرهاب سيشمل المذكرة التى تقدمت بها مصر للجامعة العربية حول قرار الحكومة اعتبار جماعة الإخوان تنظيماً إرهابياً، فضلاً عن القرار السعودى بحظر بعض التنظيمات الإرهابية بالمملكة، ومن بينها تنظيم الإخوان. ولفت المصدر إلى أن القضايا العاجلة، مثل تداعيات قرار سحب سفراء السعودية والإمارات والبحرين من قطر، وتداعيات القرار السعودى بشأن جماعة الإخوان ستناقش ضمن البنود القائمة على جدول الأعمال دون تحديد بند خاص لكل منهما. وأكد الدكتور نبيل العربى الأمين العام لجامعة الدول العربية، خلال المؤتمر الصحفى، أهمية التكامل والتنسيق الإعلامى العربى، للمحافظة على الثوابت والقيم والتقاليد العربية، بما يحقق التعاون المنشود، وأهمية تفعيل ميثاق الشرف الإعلامى العربى والتشجيع على العمل به. ودعا «العربى» إلى تحقيق التضامن والتفاهم المشترك بين الدول العربية والموقف الموحد إزاء الأزمات، من خلال الرسالة الإعلامية وعدم الوقوف عند دور المتلقى لما يروّجه النظام الإعلامى العالمى.