فى عملية نظيفة لم تُرق فيها قطرة دماء واحدة، وفى أقل من 10 دقائق ألقت قوات الأمن القبض على حمادة أبوشيتة أحد أخطر عناصر تنظيم التوحيد والجهاد، وواحد من قادة التكفيريين فى سيناء. عملية إلقاء القبض على التكفيرى الخطير اشتركت فيها عدة جهات أمنية وسيادية، وتم التخطيط لها منذ أسبوع بعدما حددت أجهزة أمنية مكان وجوده فى مدينة الشيخ زويد -30 كيلومتر شرق العريش- ورصدت الأجهزة الأمنية 3 أماكن كان يتردد عليها أبوشيتة الذى تم تصويره، وهو يتنقل بسيارة تويوتا لاندكروزر مسلحاً. وكانت حملة أمنية قد وصلت من القاهرة خصيصاً لتنفيذ مهمة القبض على أبوشيتة، والتى تأخرت يوماً واحداً عن موعدها المحدد بعدما أطلق مجهولان يستقلان دراجة بخارية النيران على ضابط بشرطة السياحة فى مدينة العريش، وقتها كانت الحملة المكونة من 7 مدرعات وحوالى 500 جندى، وضابط من الشرطة، والأمن المركزى، وقوات مكافحة الإرهاب تستعد للتحرك فصدرت أوامر بتأجيل التحرك خوفاً من أن تكون تلك العملية مقدمة لعمليات أخرى كبرى تستهدف مدينة العريش، لكن بعد 24 ساعة تقريباً خرجت من مديرية أمن شمال سيناء حملتان إحداهما كانت علنية وهى حملة وهمية خرجت للتمويه خاصة بعدما شكت قيادات أمنية فى وجود عيون ترسل بدقة كل تحرك إلى المتطرفين بعدما خرجت عدة حملات وعادت خالية الوفاض. وفى الوقت الذى خرجت فيه الحملة الوهمية كانت 7 مدرعات مدعومة بقوات مكافحة الإرهاب، وجنود الأمن المركزى تتحرك نحو الشيخ زويد فى 3 مجموعات متفرقة؛ كل مجموعة تتجه إلى مكان كان متوقعاً وجود أبوشيتة فيه، ولم تستغرق العملية كلها سوى 10 دقائق، وعلى غير المتوقع شلت المفاجأة رأس أخطر إرهابى فى سيناء، ولم يتحرك، ولم يقاوم مطلقاً رغم أن القوات الأمنية كانت تتوقع مواجهة عنيفة.. وعلى الطرف الآخر من سيناء وفى مدينة العريش كانت هناك أطقم طبية على أهبة الاستعداد لاستقبال أى مصابين. ورغم عدم وجود أى مقاومة إلا أن قوات الأمن قبضت على أبوشيتة، وتركت المكان مسرعة حسب التعليمات بعد تفتيش سريع أسفر عن العثور على جوازات سفر، وعدة أوراق تنظيمية ومبالغ مالية. ووضع أبوشيتة فى سيارة مدرعة اتجهت إلى أحد المراكز الأمنية الحصينة، وقتها أُبلغ اللواء أحمد جمال الدين وزير الداخلية الذى كان يتابع العملية بنفسه بنجاح المهمة، وبناءً على تعليمات سربت جهات أمنية نقل أبوشيتة بطائرة هليكوبتر إلى القاهرة، لكن ما حدث فعلياً أن جهات سيادية، طلبت استجوابه، ويتردد -حسب مصادر أمنية- أن خلافاً جرى بين جهات أمنية على من صاحب حق استجوابه أولاً حتى حُسم الأمر، باستجواب جهة سيادية له ثم نقله مع ساعات الصباح الأولى إلى القاهرة فى سيارة مدرعة استلزم تحركها تأمين كامل الطريق. أبوشيتة، الملقب بالرجل الخطير، يعد واحداً من أخطر قادة التكفيريين، وسبق القبض عليه من قبل فى قضية تنظيم التوحيد والجهاد، وكان معتقلاً فى سجن الوادى الجديد، وأقدم على الانتحار داخل السجن فى عام 2010، وبلع عدداً من المسامير بعد إصابته بانهيار عصبى نتيجة التعذيب الشديد الذى تلقاه عقب محاولة أحد الجهاديين اغتيال ضابط أمن الدولة بسجن الوادى اعتراضاً على تسليم كاميليا شحاتة إلى الكنيسة عام 2010. ومن جهة أخرى تتوقع مصادر أمنية أن أبوشيتة سيكون بداية الخيط لفك ألغاز تنظيمات التكفير فى سيناء، خاصة أنه أحد قادتها ويملك معلومات مهمة حول وجود أجانب فى سيناء منتمين لتنظيمات خارجية، فضلاً عن إدارته لعملية دخول عدد من التكفيرين المصريين إلى سيناء.