أكد إسلام العربى المتحدث باسم مجموعة المستقيلين من حزب النور السلفى، مدير المكتب الإعلامى السابق لأمانة الحزب فى الغربية، أن أكثر من 350 استقالة جرت فى أمانة الغربية وحدها، لرفض أصحابها المخالفات الصارخة للائحة الداخلية للحزب، وسيطرة فصيل بعينه على الحزب، بمعرفة قيادى سلفى شهير فى الإسكندرية، وقال إن قرارات رئيس الحزب لا يجرى الالتفات إليها، فى حين أن اختيار كوادر الحزب والدعوة يسير وفقاً لأساس الولاء والتبعية لذلك القيادى، مع تجاهل معيار الكفاءة. وهاجم «العربى» فى حواره ل«الوطن» تصريحات قيادات الحزب، التى تحدثت عن حل أزمة الاستقالات، مؤكداً أن الاتصالات لحل المشكلة ضعيفة للغاية، رافضاً اتهام الشيخ ياسر برهامى الداعية السلفى بالإسكندرية، لهم بأنهم يرغبون فى «الفرقعة» الإعلامية، للفت الانتباه وطالبه بالعمل بما يعلمه للناس وعدم التفتيش فى النوايا. * ما حقيقة الاستقالات التى قدمها أعضاء حزب النور فى الغربية؟ - وصلت الاستقالات إلى 350، منها 150 من مؤسسى الحزب بالغربية كحد أدنى، والاستقالات ليست من أعضاء طنطا فقط، كما يدعى بعض أعضاء الهيئة العليا للحزب، بل تشمل كثيراً من المنتمين لمراكز المحافظة الأخرى. * ما أسباب هذه الاستقالة الجماعية؟ تتلخص استقالتنا فى عدد من النقاط الرئيسية: أولاً، سيطرة فصيل بعينه على الحزب، فإدارة الحزب تقتصر على الإسكندرية دون سواها، من قواعد السلفيين فى مصر كلها، ما ظهر جليا فى اختيار الهيئة العليا للحزب، بالمخالفة الصريحة للائحة المنظمة، التى تنص على طريقة تشكيل الهيئة، إذ يجب أن تتضمن أمناء المحافظات فى الجمهورية. ثانياً، «النور» لم ينشأ بفضل الإسكندرية فقط، بل بسائر المحافظات، على أكتاف مشايخ الدعوة وأبنائها المخلصين، فمع تقديرنا وحبنا واعترافنا بفضل مشايخها، إلا أن من أنشأ الحزب أبناء التيار السلفى فى محافظات مصر، وليس التيار السلفى بالإسكندرية فقط، فالمشايخ الحوينى ويعقوب ومسعد أنور ومحمد حسان ومصطفى العدوى وغيرهم كثير، كان لهم الدور الأكبر فى ارتباط الناس بالمنهج السلفى، وبالتالى إنجاح الحزب، بالرغم من أنهم ليسوا من التنظيم الدعوى فى الإسكندرية، وقد تفوق أداء كثير من المحافظات على أداء الحزب فى الإسكندرية، وكان يجب الاهتمام بتلك المحافظات والتواصل مع الكفاءات فيها بدلاً من الانكفاء على الذات. ثالثاً، عدم استقلال قرارات رئيس الحزب، فالدكتور عماد عبدالغفور اتخذ قرارات فى الغربية، ألغيت بعد يومين فقط، ما يعنى عدم استقلال قرارات الحزب. رابعا ً، اختيارات الحزب لكوادره البرلمانية فى مواقع المسئولية من الإسكندرية، فمثلاً وكيلا مجلسى الشعب والشورى ورؤساء الكتل البرلمانية فى المجلسين، وأعضاء الهيئة العليا أغلبهم من الثغر، ما يؤكد إشكالية التقوقع داخل محافظة واحدة بعينها، دون إشراك الباقين، حتى إنه لا يوجد عذر مقبول لذلك. خامساً، اختيار كوادر الحزب والدعوة على أساس الولاء والتبعية لشخص بعينه، ما ترتب عليه إهمال معايير الكفاءة والخبرة والشورى، ليصبح الأمر قاصراً على مرجعية فئة بعينها معروفة للجميع، هى التى تقرر مصير الحزب والدعوة معاً، وهذه كلها أمور تأباها قواعد الشرع ومفاهيم السياسة وآليات الشورى. سادساً، عانينا خلال الفترة السابقة من تراجع التأييد للتيار السلفى وحزب النور، بسبب القرارات والتصريحات التى تصدر بغير شورى مع باقى قيادات الحزب على مستوى الجمهورية، وبالتالى لا تعبر عن القاعدة العريضة لأبناء الحزب. سابعاً، هناك مخالفات صريحة للوائح الحزب الداخلية، حيث قررت الأمانة العامة للحزب عقد امتحانات لمن يريد الترشح لمنصب الأمين العام للمحافظة ووكلائه والسكرتير العام وغيرهم، وامتحان آخر لمن يريد أن يصوِّت فى هذه الانتخابات، ولا يحق لأحد التصويت، أو الترشح إلا باجتياز تلك الاختبارات، دون معرفة من يضع الامتحان ومن يصحح ومن يختبر، ومدى خضوعها للمراقبة من لجان محايدة، وكلها أسئلة لا إجابة عنها سوى أنها محاولة لتقديم أفراد معينين، وإقصاء غيرهم لتحقيق أهداف تتعلق بسيطرة فصيل معين فى الدعوة على الحزب كما أشرنا لذلك. ثامناً، إقالة الشيخ برهامى لرموز الدعوة السلفية بالغربية، بحجة تقدم الفريق أحمد شفيق فى انتخابات الرئاسة بالغربية، على الرغم من تقدم حمدين صباحى فى الإسكندرية باكتساح يليه شفيق أيضاً، ناهيك عن سقوط المتحدث الرسمى للدعوة بالإسكندرية فى انتخابات مجلس الشعب دون إنكار من أحد. * ما دليلك على أن شخصيات بعينها تتحكم فى الحزب؟ - قرارات رئيس الحزب التى يصدرها ولا يتم تنفيذها، بل إنها تتغير، وبعض قيادات الحزب فى الإسكندرية، التى عينت بالأمر المباشر مسئول شئون العضوية ممن ينتمون إلى نفس المجموعة المعروفة بولائها لتلك القيادة السكندرية، وأقالت من عينه أمين الحزب دون مراجعة اختياره، ومنحه «الباسوورد» لقاعدة بيانات أعضاء الحزب، التى لا يعرفها أمين الحزب نفسه، بعد تغييرها، لضمان السيطرة الكاملة على قواعد الحزب. * الداعية ياسر برهامى صرح ل«الوطن» بأن تلك الاستقالات «فرقعة إعلامية»، ماتعليقك؟ - بأى صفة إدارية يتحدث الشيخ ياسر برهامى باسم حزب النور، إنه ليس رئيس الحزب، ولا وكيل المؤسسين، وليس له التدخل فى إدارة الحزب، هو فقط نائب رئيس الدعوة السلفية بالإسكندرية وليس رئيس «النور». * لكنه يقول إن تلك الاستقالات سبق تقديمها أكثر من مرة، ما يعنى أنها غير جدية؟ - نرفض الكلام المرسل بلا دليل، وهذا كلام غير صحيح بالمرة، فلم نتقدم بأى استقالات من قبل، بالرغم من اعتراضنا على كثير من القرارات، إلا أننا كنا نسلك مسلك النصح دائماً، وإذا كانت هناك مستندات تثبت أننا قدمنا استقالات قبل هذه المرة، فليعرضها، الكلام بلا دليل ليس له قيمة، وهذا اتهام صريح للأعضاء المستقيلين فى نواياهم، وتعلمنا من الشيخ أن الله اختص بعلم أحوال القلوب ونوايا الناس، فهى ليست لنبى مرسل ولا ملك مقرب. * رئيس الحزب وقيادات الهيئة العليا صرحوا بأنهم حلوا مشكلة الاستقالات، ما صحة ذلك؟ - هذا الكلام غير صحيح، ولم تصلنا حتى الآن أى لجان لحل المشكلة، كما لم يأت عضو من الهيئة العليا للحزب، لمعرفة المشاكل وحلها، ولم تأت سوى لجنة لاستلام محتويات مقر الأمانة بناء على طلبنا، بل إن الاتصالات لحل المشكلة ضعيفة للغاية، ونرجو من رموز حزب النور أن يتثبتوا قبل الخروج على الإعلام ليتهموا الناس بلا دليل، فالله تعالى قال «يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوماً بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين». * لكن الدكتور يسرى حماد المتحدث باسم الحزب قال إن المشكلة تتلخص فى مفاهيم خاطئة جرى توضيحها للمستقيلين؟ - هذا أيضاً كلام غير صحيح بالمرة، ولا نعرف أى مفاهيم خاطئة يتحدث عنها، ولم يوضح أحد تلك المفاهيم، وأتعجب من تلك التصريحات التى تصدر من شخصية محترمة بالحزب، ومن أن الدكتور حماد لم يتواصل معنا نهائياً لحل المشكلة. * نادر بكار نفى ادعاءكم بأن تشكيل الهيئة العليا للحزب قاصر على الإسكندرية؟ - كلامه غير صحيح، فأعضاء الهيئة العليا ال16، أغلبهم من الإسكندرية، عماد عبدالغفور وأشرف ثابت ويسرى حماد وبسام الزرقا وعبدالله بدران وعمرو فهمى وطارق السلمى وطلعت مروزق ومحمود عبدالحميد وعلى حاتم وأحمد خليل، بينما سيد مصطفى ومحمد إبراهيم منصور، ومجدى سليم من كفر الشيخ، وطارق الدسوقى من دمياط، وجمال حسان من الإسماعيلية، وتصريحات بكار تثير قواعد السلفيين لأنه لا يمثلهم. * هل تسعون للانضمام إلى حزب الشيخ حازم أبوإسماعيل المزمع إنشاؤه أم تتجهون لإنشاء حزب جديد؟ - لم نستقل للانضمام إلى حزب الشيخ حازم كما ادعى الإعلام، ولم يتحدث معنا أحد من مسئولى حزب الأمة المصرية، الذى يؤسسه أبوإسماعيل فى هذا الشأن، فما زلنا نسعى لإصلاح حزبنا من الداخل، وإنشاء تيار أو حزب جديد يتوقف على قبول خطوات الإصلاح مع قيادات «النور»، وعلاقتنا قوية بالدعاة محمد إسماعيل المقدم وسعيد عبدالعظيم وأبوإدريس وأحمد فريد، ومشاكلنا تكمن مع فصيل واحد فقط. * عبدالمنعم الشحات قال فى طنطا من قبل إن الدعوة السلفية عندما تقال فالمقصود بها الإسكندرية، أليس هذا تأكيداً على دور الإسكندرية الذى تنتقدونه؟ - غير صحيح، فالدعوة السلفية فى الغربية يمثلها رموزها الكبار، المشايخ محمد لبيب وسامح قنديل وطارق منير، الذين أنشأوا الدعوة تحت مسمى الدعوة السلفية فى السبعينات، ونقول للشيخ عبدالمنعم: لا تضيقوا المفهوم الواسع للدعوة السلفية لتقتصر على محافظة واحدة، دون باقى محافظات الجمهورية، كياننا السلفى لديه أنشطة كبرى فى الغربية، فلدينا أول مركز سلفى للبحوث والدراسات الاستراتيجية «رواحل»، وبنك توزيع الدواء المصرى بالمجان، ومركز حقوق الإنسان التابع للدعوة السلفية بالغربية، وأكبر معهد علمى للدعوة يضم أكثر من 2000 طالب. * هل ترى أن تعجيل رئيس الحزب للانتخابات الداخلية يعكس انطفاء شعلة الحزب وتراجع قواعده؟ - أزعم أن الدكتور عماد عبدالغفور يرغب فى تفعيل آليات الشورى والديمقراطية داخل الحزب، وانتخابات نزيهة لتعبر عن السلفيين فى مصر بأكملها، لكن التيار كان أقوى من رئيس الحزب. * إلى أين يتجه مصير حزب النور؟ - إلى خير إن شاء الله، فنحن لسنا فى خصومة مع منهج الحزب، ولا رؤيته العامة، وإلا لما شاركنا فيه من البداية، وإنما خصومتنا مع الممارسات والآليات المتبعة داخلياً، ونرجو الله تعالى أن يوفق القائمين على الحزب لما فيه مصالح البلاد والعباد. * ما رسالتك الأخيرة لقيادات الحزب والدعوة السلفية عامة؟ - نطالب بأن يكون هناك ممثل واحد لكل محافظة بالهيئة العليا للحزب، وأن يكون هناك مشاركة حقيقية لكل رموز المنهج السلفى الموجودين فى أنحاء مصر، وأخيراً تفعيل آليات الشورى التى نؤمن بها.