عادت الفرحة مرة أخرى إلى أهالى قرية «قلهانة» التابعة لمركز إطسا بمحافظة الفيوم، مع وصول 6 من أبنائهم المحتجزين فى ليبيا منذ فجر الجمعة الماضى، فى الوقت الذى يترقب فيه الأهالى وصول باقى المختطفين المطلق سراحهم إلى مسقط رأسهم. واستيقظ أهالى القرية، فجر أمس، على عودة 6 من المحتجزين هم: محمود عبدالخالق رجب، وهبة رجب وهبة، وعادل رجب، وعبدالله فتوح دسوقى، وأحمد عربى، ومحمد كارم وهبة، وآخر من عزبة الخشاب، فى الوقت الذى لم تظهر فيه مظاهر الفرح المعتادة فى الريف بسبب وفاة إحدى السيدات. «لن نعود إلى ليبيا مرة أخرى».. هذه العبارة كانت القاسم المشترك فى حديث العائدين من ليبيا إلى الفيوم، قبل أن يسجد عدد منهم شكراً لله على عودتهم إلى أهلهم بعد أن ضاع حلم كل منهم فى جلب المال الوفير ليبدأ به مستقبلاً جديداً فى مصر. وحول تفاصيل احتجازهم وما حدث معهم منذ فجر الجمعة الماضى، قال محمود عبدالخالق رجب، 25 سنة، يعمل فى المعمار، إن 9 ملثمين مسلحين يستقلون 3 سيارات «دوبل كابينة»، اقتحموا المنازل التى يقيمون بها فى منقطة «الأحواش» بالهضبة الشرقيةبطرابلس الليبية، فى الساعة الواحدة والنصف من صباح الجمعة، موضحاً: «كانوا يرتدون زياً يشبه الزى الخاص بالشرطة الليبية، ولكن سؤالهم فى البداية لم يكن عن جوازات السفر وأوراق الإقامة، وإنما عن النقود ومتعلقاتنا الشخصية». وأضاف «محمود»: المسلحون حطموا أثاث السكن، وجمعونا فى طابق واحد من المنزل، وكنا نحو 71 شخصاً، ثم أجبرونا على ركوب السيارات معهم، بدعوى عدم وجود أوراق إقامة معنا، واستولوا على 500 دينار ليبى كانت معى بالسكن قبل تحويلها إلى أهلى بمصر. وتابع: بعد ذلك سلمنا المسلحين التسعة جميعاً إلى كتيبة غير شرعية فى طرابلس، وهناك احتجزونا فى غرفة واحدة، وكنا نأكل جميعاً ما يحافظ على بقائنا على قيد الحياة، فكان طبق مكرونة هو كل ما يقدم لنا من طعام. ومضى يقول: فى هذه الأوقات دخل بعض أفراد الكتيبة يطلبون منا اختيار 6 أفراد للخروج من أجل اقتراض 400 دينار فدية عن كل شخص من أجل إطلاق سراحنا، وبالفعل خرجوا وجمعوا نحو 10800 دينار ليبى ثم عاد منهم 5 إلى مكان احتجازنا، فيما ذهب السادس إلى السفارة المصرية لإبلاغهم بالواقعة ومكان الاحتجاز. وأضاف «محمود»: جاءنا شخص يدعى حسن جمعة، مندوب عن السفارة المصرية، ومعه شخص آخر، وتفاوض مع الخاطفين لإطلاق سراحنا على أن تضمن السفارة خروجنا من ليبيا، وظل الأمر هكذا حتى أطلق سراحنا من هذه الكتيبة فى الساعة الثامنة من مساء السبت الماضى. وندد «محمود» بما وصفه بالمعاملة السيئة التى عوملوا بها فى الطائرة من المسئولين المصريين، وقال إنهم قاموا بتفتيشهم ذاتياً وإهانتهم لفظياً، حتى عادوا إلى مطار القاهرة فى الساعة 11 مساء الاثنين، حيث تم احتجازهم حتى الساعة 3.30 من فجر أمس، وبعدها عدنا إلى الفيوم. من جهته، قال وهبة رجب وهبة، 24 سنة، حاصل على ثانوية أزهرية، إنه سبق أن سافر لليبيا منذ 30/7/2012 بتأشيرة رسمية تنتهى فى أبريل المقبل، موضحاً أنه نزل إلى مصر إجازة فى 30 يوليو الماضى، وعاد مرة أخرى فى 22 أغسطس الماضى، موضحاً أنه كان يعمل نقاشاً فى قريته قبل أن يفكر فى السفر إلى ليبيا، وعندما ضاق به الحال، قرر أن يسافر للعمل هناك مع معارفه وأصدقائه، وظل يعمل حتى وقع هذا الحادث. بدوره، قال أحمد سيد حسنى، 19 سنة، إنه حصل على تأشيرة سليمة للسفر إلى ليبيا، بحثاً عن حياة كريمة فى المستقبل بمصر، ومع ذلك تعرض للخطف، وتحجج الخاطفون بأنهم موجودون بصورة غير شرعية، وأكد أنه لن يسافر مرة أخرى وسيبحث عن أى مشروع صغير يعيش من دخله، مطالباً الحكومة المصرية بمساعدتهم فى الحصول على فرص عمل.