يأتي اليوم التالي.. يوم الوليمة تبدأ زهرة رحلة شقاء جديدة من أول إعداد الحلو حتى ترتيب الشقة في أبهى صورة ثم تسخين ما يجب تسخينه أو تسويته ما لم تتم تسويته على النار أو في الفرن. في الظهيرة يأتي عبدالعال مصطحبًا الرجال ونساءهم، يدخل عبدالعال والرجال إلى غرفة المعيشة وتصطحب زهرة النساء إلى غرفة أخرى بعيدة وتعود إلى المطبخ.. يدخل عبدالعال المطبخ في سرعة ويسألها: كل حاجة جاهزة؟. زهرة: أيوه.. كله تمام يا فندم!. عبدالعال: طب هتناوليني حاجة حاجة. زهرة (تتعجب): هو مش أنا اللي هاقدم يا سيدي؟!. عبدالعال: لا يا أختي أنا اللي هاقدم للرجالة.. الستات ابقى قدميلهم انتي بقى مفهوم؟. زهرة: مفهوم.. ريّحت يا أخويا. تبدأ زهرة عملية المناولة أي تعطيه الأكل صينية صينية.. يأخذ عبد العال الصينية المملوءة بأصناف الطعام وبعد قليل يعود ليأخذ الأخرى هكذا حتى تتم عملية إرسال الطرد البريدي.. أقصد الطرد الأكلي عن طريق عبدالعال وتبدأ في نقل الطعام إلى السيدات بنفسها وتجلس للحديث معهن. سيدة 1: "الله الأكل حلو". سيدة 2: "تسلم إيدك يا زهرة". سيدة 3: "جميل جميل..عمري ما أكلت أكل بالحلاوة دي". زهرة: متشكرة أوي يا جماعة.. بالهنا والشفا. ما إن تتم زهرة كلامها حتى تسمع صوت عبدالعال يناديها فتستأذن من حولها للخروج وتهرول لترد عليه.. زهرة: أيوة يا عبدالعال. عبدالعال: خلّصوا الأكل خلاص. تنظر زهرة إلى الصواني التي كانت مملوءة بالطعامدقائق لتجدها ممسوحة عن آخرها. زهرة: إيه ده!، الله أكبر.. دول ولا الديناصورات في زمانهم..انتم بتمضغوا ولا كله عالبلعوم مباشرة؟. عبدالعال: مش وقتك يا زهرة خااالص!! الحلو فين؟. زهرة: على دماغي.. استني لما أنزلهولك من على دماغي حاضر. عبدالعال: باتكلّم جد يا زهرة.. أنا سايب الناس لوحدها.. عيب كده. زهرة: يا خويا ريّح شويه انت والناس اللي معاك لحسن في ناس بتموت من كتر الأكل! وبعدين ما قلتليش الأكل طلع حلو؟. عبدالعال: مش شايفاهم أكلوه؟. زهرة: هو الأكل طار.. اتزلط بقى.. اتفرم مش عارفة.. المهم إنه راح!. عبدالعال: يبقى الأكل كان كويس..(بنفاد صبر) هاتي الحلو بقى؟. زهرة: حاضر ياخويا حاضر.. (تتكلم زهرة وهي تخرج أطباق الجيلي من الثلاجة وتقطع صواني الحلويات إلى قطع توزّعها على أطباق).. بالراحة على نفسك يا أخويا.. عايزينك معانا والله والجلطة منتشرة في عيلتكم.. أنا حبيت أفكرك بس.. لتتخطف ولا حاجة وانت في زهرة الشباب.. وخليك هنا خليك.. وبلاش تفارق. عبدالعال: هاتي يا زهرة هاتي.. ده انتي رايقة. ساعات تمر بعدها يرحل الجميع أسرة أسرة. ولا يتبقى سوى الفوضى فقط. تل كبير من الأطباق والصواني الفارغة يتراكم لدى زهرة في المطبخ، هذا بخلاف الشقة التي تتبعثر فيها بقايا الأكل هنا وهناك!. تبدأ زهرة عملية كنس الشقة وإعادة الأشياء لمكانها ثم تدخل إلى المطبخ لتبدأ الرحلة القومية الكبرى للمرمطة.. إحم.. أقصد لتنظيف المطبخ بكل ما فيه!. أما عبدالعال فيذهب لقراءة القرآن قليلاً ثم يسترخي ليشاهد التلفاز في هدوء وبرود وكأن كل ذلك لا يعنيه في شيء!. وتنهي زهرة رحلتها في المطبخ وتخرج منه بعد ساعات وقدمها لا تقوى على حملها فتتهاوى على أقرب مقعد بجانب عبدالعال. زهرة: آااه ياني.. تعبانة.. مش قادره اتهديت.. طول اليوم في المطب أجهّز وأغرف وأقدّم وأشيل وأحط وفي الآخر بعد كوووول ده أنضف لما خلاااص. عبدالعال (يقاطع): خلاص يا زهرة.. خلاص. زهرة (باستنكار): خلاص!! هو إيه اللي خلاص!! مش مستحمل تسمع حتى؟!! مش كفاية إنك ما بتشيلش الهوا حتى!! سايبني أنا لايصة في كل ده ولااا همك..ده لو يهودي كنت صعبت عليه والله وأنا عمالة أقول تعبانة.. تعبانة.. لكن جوزي يا عيني مستكتر يسمع! عبدالعال: هو انتي عملتي إيه يعني أزيد من بقية الستات؟!! عملتي عزومة يعني وطبختي؟ إيه يعني؟! ما كل الستات بتطبخ! زهرة: لا والله..(تتعثر في الكلمات) إيه ده!!.. باعمل إيه زيادة؟! ماكانش ده كلامك ولا طريقتك امبارح.!! فاكر وانت بتترجاني امبارح "بس نرد العزومة بس يا زهرة؟! ولا عشان مشيوا خلاص؟!!" عبدالعال: غلطان أنا!!..مش كل الستات بتطبخ؟. زهرة: أه يا خويا.. بس فين العروسة اللي لسه عروسة وحملت وتعزم بال12 راجل وزوجاتهم معاهم وتطبخ كووول حاجة وجوزها ما يجيبش الهوا حتى جاهز من بره؟! هي فين دي؟ وييجي جوزي المأسوف على شبابه بعد كل تعبي والناس اللي روّحت كلها مبسوطة من أكلي ييجي هو ما يقولش حتى شكرا أو تسلم إيدك!! دي حاجة تقصّر العمر. عبدالعال: بقى أنا العيشه معايا تقصّر العمر!! ماشي يا زهرة. ينصرف عبدالعال من الصاله التى كانا يجلسان فيها سويا هو و زهره الى غرفه المعيشه. بعد قليل تقوم زهره بعمل الشاى وتذهب به الى عبد العال فى غرفه المعيشه تعطيه الشاى فيأخذه صامتا كعادته. زهره: ايه بقى؟. عبد العال: ايه؟. زهره:خلاص بقى يا عبدالعال..ما تزعلش منى. عبد العال(يعيش اللحظه!): لا ياستى خلاص..مش انا العيشه معايا بردوتقصّر العمر؟!. زهره: ما خلاص بقى يا عبدالعال..ما انا بردو تعبانه وطالع عينى فى الشغل ومفيش تقديرولاكلمه شكر حتى. عبدالعال(ببرود):مش كل الستات بردو بتطبخ. زهره: بس مش كل الستات تعرف تطلّع اكل حلو تشرّف بيه جوزها قدام اصحابه.. على رأىالمثل" ولا كل من وقف فى المطبخ يبقى طباخ!!" عبد العال: بس. زهره(تقاطع): خلاص بقى..حقك عليّا يا سيدى..ما اقدرش على زعلك. عبد العال: عارفه فى حديث نبوى ما معناه " لو أمرت امرأه بالسجود لمخلوق لأمرتها بالسجود لزوجها" زهره(بتعجب): والله!. عبدالعال: عشان تعرفى طاعه الزوج عند ربنا ايه؟. زهره: طيب ما انا جايه أصالحك أهو يا عبد العال..راضى يا سيدى. عبد العال(يتنفش بقى زى الطاووس!): والله يعنى ..لسه زهره:لسه ايه ياراجل؟. عبد العال: لسه حقى كزوج زهره: ماشى يا عبد العال.. بس أنا تعبانه النهارده. عبد العال: لا تعبانه ولا حاجه ..تعالى بس وانااخليكى زى الفل. زهره :لاوالله. عبد العال:تعالى بس اصلى هاقولك كلمه سر..سر أوى. زهره: ماشى..بعدها هتبقى مرضىّ يعنى؟. عبد العال: ده سؤال بردويا زهره..ده سؤال..ده انتى هتلاقى قلبى بيرفرف فى السما كده عشان يدعيلك..هتلاقي الرضا امطار..امطارعليكى كده..صحيح احنا فى عزالصيف بس بردوهتلاقى الرضا امطار..يللا يا زهره بقى. يأخذعبد العال زهره ويدخلان غرفه النوم سويا..ويغلقان الباب خلفهما.