تستعد القوات النظامية السورية، مدعومة بعناصر من حزب الله اللبناني، لشن هجوم على ثلاث بلدات قريبة من الحدود اللبنانية، بعد استعادتها، أمس، مدينة يبرود، أبرز معاقل المعارضة، في منطقة القلمون شمال دمشق. وقال مصدر أمني سوري، اليوم، إن:"الجيش سيطلق عملياته في كل المناطق، التي تتواجد فيها المجموعات الإرهابية المسلحة (في إشارة إلى مقاتلي المعارضة)، بحسب الخطة الموضوعة". وأوضح أن:"هذه العمليات ستتركز في رنكوس، جنوب يبرود، وبلدتي فليطا ورأس المعرة إلى الشمال الغربي منها، والتي لجأ إليها مقاتلو المعارضة، الذين كانوا متحصنين في يبرود، وتعد هذه البلدات، آخر المناطق التي يتواجد فيها المقاتلون، في منطقة القلمون الجبلية الاستراتيجية. وأوضح المصدر الأمني أن:"الهدف النهائي لهذه العمليات ، هو تأمين المنطقة الحدودية، بشكل كامل، وإغلاق كل المعابر مع لبنان"، والتي يستخدمها المقاتلون، كطرق إمداد، مع مناطق متعاطفة معهم في لبنان". وكانت القوات النظامية، مدعومة بعناصر من حزب الله، سيطرت بشكل كامل، أمس، على يبرود، بعد عملية عسكرية استمرت 48 ساعة. وأفاد مصدر مقرب من الحزب أن:"أحد أسباب سرعة اتمام العملية، يعود إلى تنفيذ فرقة كوماندوز، من عناصره، عملية سريعة، نهاية الأسبوع، أدت إلى مقتل 13 قائدا للمقاتلين، بينهم أبو عزام الكويتي، أبرز مسؤولي جبهة النصرة". وأتت السيطرة على يبرود، بعد قرابة شهر من بدء قوات نظام الرئيس بشار الأسد، وحزب الله، التقدم بشكل تدريجي نحوها، من خلال السيطرة على مناطق وتلال استراتيجية محيطة بها. ورُفع اليوم، العلم السوري في الساحة الرئيسية ليبرود، في احتفال عرضه التليفزيون الرسمي السوري، وشارك فيه ضباط وجنود شاركوا في المعارك. وقال التليفزيون إن:"أبطال الجيش العربي السوري، يرفعون العلم السوري، في ساحة وسط يبرود"، عارضا مشاهد تظهر ضباطا يرفعون علما كبيرا، على سارية على وقع النشيد الوطني، قبل أن يؤدوا التحية العسكرية. وتجمع عشرات الجنود في الساحة، رافعين بأيديهم شارة النصر، في حين بدت من بعيد صورة عملاقة للرئيس بشار الأسد، مرفوعة على أحد الأبنية، وأعلام سورية صغيرة، مرفوعة على أعمدة الكهرباء في المدينة. وكان وزير الدفاع السوري العماد، فهد جاسم الفريج، زار يبرود، أمس، وبث التلفزيون الرسمي، لقطات للفريج، وهو يجول في أحياء البلدة، برفقة ضباط. واعتبرت القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة، أمس، أن:"السيطرة على يبرود، حلقة هامة في تأمين المناطق الحدودية مع لبنان، وقطع طرق الإمداد، وتضييق الخناق على البؤر الإرهابية المتبقية، في ريف دمشق". وتقابل يبرود من الغرب، جرود عرسال، وهي بلدة ذات غالبية سنية في شرق لبنان، متعاطفة مع المعارضة السورية، وتستضيف آلاف اللاجئين. وقالت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين، التابعة للأمم المتحدة إن:"150 عائلة عبرت الحدود إلى عرسال، منذ السيطرة على يبرود، مشيرة إلى أن المنظمات الإغاثية تقوم بتوفير الغذاء، والحاجات الأساسية لهم". وتعرضت البلدة، مرارا، لقصف من الطيران السوري، الذي شن أمس، سلسلة غارات على الطريق، بين فليطا وعرسال، ما أدى إلى مقتل ستة أشخاص، على الأقل، بينهم طفلان، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان. ويقول حزب الله إن:"غالبية السيارات، التي انفجرت في مناطق نفوذه في الأشهر الأخيرة، في الضاحية الجنوبية لبيروت، ومنطقة البقاع (شرق)، فخخت في يبرود وأُدخلت إلى لبنان،عن طريق عرسال". وأشارت الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية إلى أن:"الجيش اللبناني، عزز انتشاره على الطرق الترابية، والمعابر عند السلسلة الشرقية، على الحدود مع سوريا، تحسبا لتسلل السيارات المفخخة، والمسلحين إلى الأراضي اللبنانية". وكانت سيارة مفخخة، يقودها انتحاري، انفجرت في بلدة النبي عثمان، قرب الحدود ليل أمس، ما أدى إلى مقتل شخصين، وإصابة 14 بجروح. وأوضح مصدر أمني لبناني، أن:"القتيلين ينتميان إلى حزب الله، وكانا يلاحقان السيارة، بعد الاشتباه بها، ما دفع الانتحاري إلى تفجير نفسه". وتبنت (جبهة النصرة) في لبنان، الهجوم، وقالت إنه:"ردا على تبجح وتشدق حزب إيران (في إشارة إلى حزب الله) من اغتصابهم، مدينة يبرود". وأعلنت قيادة الجيش اللبناني صباح اليوم، في بيان، تفجير سيارة مفخخة في بلدة قريبة، من تلك التي استهدفها تفجير أمس. وقالت إن:"مديرية المخابرات، رصدت صباحا، سيارة مشبوهة في منطقة رأس بعلبك، على بعد ثمانية كيلومترات، من النبي عثمان، وذلك بعد ورود معلومات عن تفخيخها، لاستعمالها بأعمال إرهابية". هذا، وعرضت قناة (المنار)، التابعة لحزب الله، لقطات تظهر سيارة رباعية الدفع من نوع (جراند شيروكي)، رصاصية اللون، مركونة قرب طريق ترابية، على تلة صغيرة، زُرعت فيها أشجار زيتون، وعرضت القناة في وقت لاحق، بعضا من حطام السيارة، بعد تفجيرها، الذي خلف حفرة قطرها، أكثر من متر. وتعرضت مناطق نفوذ للحزب في الضاحية الجنوبية لبيروت، والبقاع، لتفجيرات عدة، غالبيتها انتحارية، منذ الكشف قبل أشهر عن مشاركته في المعارك، إلى جانب نظام الرئيس بشار الأسد.