سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
«الدعوة السلفية» تفشل فى إقناع وزير الأوقاف بوقف قرار ضم المساجد والزوايا إلى الوزارة «برهامى»: تطبيقه يدفع الشباب إلى معاداة الدولة.. و«عبدالقوى»: ما يحدث عسكرة للمساجد
فشل وفد الدعوة السلفية فى إقناع الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، بالسماح لخطبائها بالصعود للمنابر، بعد قرار الأخير ضم جميع المساجد والزوايا إلى الوزارة، مؤكداً لهم أن ولاية الأوقاف على جميع المساجد والزوايا بمصر هى ولاية شرعية وقانونية معاً، وأن صعود المنابر للدين وليس للسياسة. وضم وفد الدعوة الدكتور يونس مخيون رئيس حزب النور، ومحمد القاضى الأمين العام لجمعية الدعوة، وسيد عارف عضو مجلس الشورى السابق عن حزب النور، فيما حضر اللقاء الشيخ أحمد ترك مدير عام إدارة المساجد الكبرى بوزارة الأوقاف، والشيخ محمد عبدالرازق لشئون المساجد. وقالت مصادر حضرت اللقاء: إن «جمعة» أكد أن الوزارة ستراقب جميع الزوايا والمساجد، وصعود المنابر سيكون للأزهريين فقط، وإن وزير الأوقاف أبلغ وفد «النور» أن المساجد لعبادة الله، والعمل السياسى ليس له مكان بالمساجد، فيما رفضت قيادات الوزارة صعود أى داعية غير أزهرى. وعن البروتوكولات التى وقّعتها الوزارة مع الدعوة، قالت المصادر: إن الوزارة وقعت مع جمعيات الحصرى والجمعية الشرعية وغيرها، وتلك البروتوكولات ليس معناها صعودهم المنابر. من جانبه، قال الدكتور ياسر برهامى نائب رئيس الدعوة السلفية: إن هناك اعتراضات على قرار ضم المساجد والزوايا إلى وزارة الأوقاف، فهذا الأمر فوق طاقة الوزارة، مضيفاً: «لدينا الكثير من المساجد جرى ضمها إلى الوزارة، والوزارة غير قادرة على توفير الخطباء والأئمة والمدرسين لها». وأضاف «برهامى» فى تصريحات صحفية: «القرار كان يحتاج تنسيقاً مع الجماعات الإسلامية المعتدلة حتى لا يُؤخذ على أنه حَجْر على الرأى، فاتخاذ هذا القرار بهذه الطريقة يدفع عدداً كبيراً من الشباب إلى معاداة الدولة، وسيؤدى إلى آثار عكسية ولن يستطيعوا تطبيقه، وإذا جرى إصداره بالفعل وجرى تطبيقه بطريقة خاطئة فسيؤدى إلى زيادة العنف»، مشيراً إلى أن الدعوة السلفية على تواصل مع الوزارة والأزهر، ولديها بروتوكول تعاون مع الأوقاف، لافتاً إلى أن كل أعمال الإخوان كانت منصبة على الأسر والبيوت وليس فى المساجد. فى سياق متصل، ناقش رئيس «النور» مع وزير الأوقاف دور الوزارة فى نشر الدين والفكر الوسطى ومحاربة الفكر التكفيرى الذى انتشر فى المجتمع المصرى فى الفترة الأخيرة، مشيداً بالمجهود الذى تبذله الوزارة برئاسة وزير الأوقاف، فى نشر سماحة الإسلام ومحاربة الأفكار المنحرفة. وأكد «مخيون» خلال اللقاء أهمية دور وزارة الأوقاف فى المجتمع، خصوصاً فى مثل هذه الظروف التى تمر بها الدولة وأهمية تكاتف الشعب مع وزارة الأوقاف والأزهر للخروج من الأزمة وخطرها على الدولة المصرية، مؤكداً أن الفكر الخاطئ فى فهم الدين يدفع الشباب إلى ارتكاب الأخطاء الفادحة. واستعرض «مخيون» مع الوزير سُبل التواصل بين الحزب والوزارة وأوجه التعاون فى المرحلة المقبلة، كما ناقش الجانبان حيثيات القرارات الأخيرة للوزارة التى تمس الشارع المصرى. من جانبه، اتهم سلامة عبدالقوى المتحدث السابق باسم وزارة الأوقاف والقيادى الإخوانى الهارب إلى تركيا، وزارة الأوقاف بعسكرة المساجد من خلال السعى لضمها إلى الوزارة وتعيين من سمّاهم «المخبرين» لرصد تحركات أبناء التيار الإسلامى داخلها وإبلاغ الداخلية بها. وقال «عبدالقوى» فى تصريحات صحفية: إن الأوقاف تسعى لإخضاع المساجد للإشراف العسكرى وإلغاء دورها التنويرى، موضحاً أن ضم المساجد إلى الوزارة لن يفلح، لوجود عجز فى الميزانية لن يسمح بتوفير الدعاة المطلوبين للإشراف على المساجد، مشيراً إلى أن تعداد ما تشرف عليه الوزارة حاليا 110 آلاف مسجد يغطيها 75 ألف داعية فقط، مشدداً على أن الوزارة ستحاول التغلب على أزمة الدعاة بتعيين عمال فى المساجد تكون مهمتهم الرئيسية مراقبة المسجد وإبلاغ قيادات الأوقاف بتحركات المصلين فيه. وأشار إلى أن هناك وظيفة فى الأوقاف اسمها «المفتش» يتمتع صاحبها بصلاحيات مراقبة المساجد ورفع تقارير إلى الوزارة بشأن التزام الأئمة والدعاة بتوجّهات الوزارة وبالخطب التى تصدرها الوزارة كل جمعة، وإذا اكتشف المفتش تخطى أىٍّ من الدعاة تعاليم الوزارة تُجرى معاقبته بتحويله إلى التحقيق ووقفه عن العمل.