تتجه القرم إلى الالتحاق بروسيا، غداة استفتاء أفضى إلى فوز ساحق لمؤيدي هذا الانضمام، غير أن الغربيين نددوا بنتاجئه، ملوحين بعقوبات جديدة، قد تفرض على موسكو منذ اليوم. وصوت سكان القرم بنسبة 96.6%، لصالح الانضمام إلى روسيا، في الاستفتاء الذي جرى أمس، بحسب النتائج النهائية، التي أعلنها رئيس الوزراء الموالي لروسيا، سيرجي أكسيونوف، صباح اليوم، على حسابه على موقع تويتر. وكتب أكسيونوف:"النتائج النهائية للاستفتاء 96.6% من التأييد". وفي سيمفروبول، عاصمة الجمهورية الانفصالية، حيث ارتفع مساء أمس، النشيد الوطني الروسي، يجتمع البرلمان المحلي، اليوم، في جلسة استثنائية للمصادقة رسميا على طلب انضمام، سيوجهه إلى روسيا، ويؤكد النتائج النهائية لصالح هذه الخطوة. ويتوجه نواب من القرم، في اليوم نفسه إلى موسكو، حيث تعد الدوما (مجلس النواب)، مشروع قانون حول ضم القرم إلى روسيا. ويجتمع وزراء الخارجية الأوربيون في بروكسل، في ال7:30 مساء، بتوقيت جرينتش، لإقرار عقوبات بحق مسؤولين روس، على ارتباط بالتدخل الروسي في القرم. وأعلن الرئيس الأمريكي باراك أوباما، عن موقف مماثل للموقف الأوروبي، فتحدث عن إمكانية فرض عقوبات إضافية على موسكو، محذرا نظيره الروسي فلاديمير بوتين من أن:"الولاياتالمتحدة، وحلفائها لن يعترفوا أبدا، بنتائج الاستفتاء حول انضمام القرم". كذلك دعت اليابان، اليوم، روسيا إلى عدم ضم القرم، فيما نددت كندا ب:"عدم شرعية الاستفتاء المزعوم". وتسببت الأزمة، التي بدأت في نوفمبر الماضي، مع قيام حركة احتجاجية، ضد نظام الرئيس فيتكتور يانوكوفيتش، بعد أربعة أشهر، بأسوأ أزمة دبلوماسية بين القوى الكبرى، منذ سقوط الاتحاد السوفياتي عام 1991، وقد تسمح لروسيا بعدم انجاز ضم القرم، بتوسيع أراضيها لأول مرة، منذ 1945. واحتفل أنصار موسكو، خلال الليل، بنتائج الاستفتاء، وقد حققوا انتصارا سهلا، وكان رئيس اللجنة الانتخابية المحلية ميخايلو ماليشيف، أعلن أن "95.5% صوتوا لصالح انضمام القرم إلى روسيا، بحسب النتائج الأولية، بعد فرز أكثر من نصف الأصوات". وبلغت نسبة المشاركة 81% في الاستفتاء، الذي نظم على عجل، في شبه الجزيرة، التي تحتلها القوات الروسية، منذ أسبوعين. وأعلن سيرجي أكسيونوف، في ساحة لينين في سيمفروبول "إننا عائدون إلى ديارنا، وأنشد النشيد الوطني الروسي مع الحشود المتجمعة، وكورس يرتدي لباس بحارة أسطول البحر الأسود الروسي". ولا يزال الخلاف قائما بين أوباما و بوتين، بهذا الصدد وطلب الرئيس الأمريكي، من نظيره الروسي، القبول بنشر مراقبين دوليين، لمراقبة عمليات توغل القوات الروسية في أوكرانيا، فرد بوتين بأن:"مهمة بعثة منظمة الأمن والتعاون في أوروبا، يجب أن تمتد إلى جميع المناطق الأوكرانية"، في إشارة إلى معاقل الناطقين بالروسية في الشرق. ومن جهتها، وصفت لندن الاستفتاء بأنه "مهزلة"، كما انتقدت فرنسا عملية تصويت، "جرت تحت تهديد قوات الاحتلال الروسية". وفور إعلان النتائج، نزل آلاف الأشخاص إلى شوارع سيمفروبول، وسيباستوبول، التي تؤوي أسطول البحر الأسود الروسي، للاحتفال بفوز مؤيدي الانضمام إلى روسيا. وجرى الاستفتاء، الذي اعتبرته السلطات الانفصالية وموسكو ممارسة للديموقراطية الشعبية، في ظل انتشار آلاف الجنود الروس، الذين يسيطرون على المنطقة، منذ أسبوعين، إلى جانب عناصر ميليشيات انفصالية. وحذر الاتحاد الأوروبي، بأنه سيضع، اعتبارا من الإثنين قائمة سوداء لمسؤولين روس و أوكرانيين، مؤيديين للروس، سيفرض عليهم عقوبات.