سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
صحف عالمية: «مرسى» رئيس يصعب التنبؤ بأفعاله «واشنطن بوست»: كلمته ضربة ل«إيران».. «لوس أنجلوس»: تجاهل الحديث عن حقوق الإنسان فى البحرين.. «بوسطن جلوب»: رسالة طمأنة للغرب.. «الجارديان»: القمة زادت من عزلة طهران
أشادت معظم الصحف الأجنبية بخطاب الدكتور محمد مرسى، رئيس الجمهورية، أمام قمة عدم الانحياز فى العاصمة الإيرانيةطهران، فيما يتعلق بالموقف من النظام السورى، واعتبرته يمهد الطريق نحو مزيد من العزلة لإيران، وتشكيل جبهة عربية موحدة ضد نظام بشار الأسد مثلما حدث من قبل مع ليبيا. وقالت صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية: إن كلمة مرسى مثلت رسالة إلى إيران مفادها أنها تقف فى المعسكر الخطأ فى الحرب الأهلية فى سوريا. ووصفت الصحيفة دعوة مرسى لتأييد الثوار فى سوريا بأنها رسالة ضمنية إلى إيران بأنها ستدخل فى مواجهة محتدمة مع قوى إقليمية بتأييدها لنظام الأسد، وأضافت الصحيفة: «الكلمة مثلت ضربة لإيران التى تستضيف مرسى فى أول زيارة لرئيس مصرى منذ الثورة الإسلامية عام 1979، إلا أن إيران اضطرت لتحمل انتقادات مرسى والأمين العام للأمم المتحدة بان كى مون، الذى استعرض المخاوف بشأن سجل إيران فى مجال حقوق الإنسان». وتابعت الصحيفة: إن إيران لن تتخلى عن الأسد طالما كان لديه فرصة للصمود؛ فإيران تعول على سوريا باعتبارها منفذا استراتيجيا على البحر المتوسط، وقناة اتصال بينها وبين حزب الله، وأشارت الصحيفة إلى أن أبرز ما جاء فى اجتماع دول عدم الانحياز أنه أوضح أن إيران وسوريا تقفان فى جانب، بينما تقف باقى دول المنطقة ومنها السعودية فى جانب آخر بسبب تأييد دول المنطقة للثورة فى سوريا. من جانبها، أشارت صحيفة «لوس أنجلوس تايمز» الأمريكية إلى أن كلمة مرسى فى طهران أزعجت مضيفيه، لكنها نالت الاستحسان فى أماكن أخرى، خاصة عندما ندد بالقمع الذى تنتهجه حكومة الأسد، ووصفه للنظام السورى بأنه «نظام قمعى»، وأضافت الصحيفة أن كلمة مرسى تمثل نداء حماسيا وإهانة دبلوماسية لطهران، فى أول زيارة لرئيس مصرى إلى إيران بعد أكثر من ثلاثين عاما، وبدلا من أن يتحدث مرسى بلهجة موالية لطهران، أو يلتف على الموضوعات الشائكة مثل الأزمة فى سوريا تصرف مرسى مثل الضيف الذى أفسد الحفل، وتحدث بلغة عاطفية عن الإطاحة بالأسد أقرب حليف لإيران فى العالم العربى؛ فالحكومة السورية هى عضو رئيسى فى محور المقاومة الإيرانى ضد الولاياتالمتحدة وإسرائيل. وتابعت الصحيفة: «الرئيس الإيرانى أحمدى نجاد احتضن مرسى بحرارة، لكن وسائل الإعلام الرسمية الإيرانية تجاهلت تصريحاته، كما حذفت تصريحات الأمين العام للأمم المتحدة بان كى مون الخاصة بسجل طهران فى مجال حقوق الإنسان، ومرسى فى كلمته تجاهل الحديث عن حقوق الإنسان فى البحرين التى تدعمها السعودية وغيرها من الدول السنية فى الخليج فى مواجهة احتجاجات الأغلبية الشيعية». أما صحيفة «بوسطن جلوب» الأمريكية فقالت: إن مرسى أثبت خلال فترة ولايته أنه شخص يصعب التنبؤ بأفعاله؛ فهو يحاول تحقيق التوازن خلال زيارته إلى إيران، كما يحاول تحقيقه فى علاقته مع العسكر والثوار فى مصر، وذكرت الصحيفة أن كثيرا من المحللين الغربيين انتابهم القلق من أن يدير مرسى ظهره للغرب بقراره حضور قمة عدم الانحياز فى طهران، لكنه فاجأ الجميع وحتى الإيرانيين أنفسهم باستغلال فرصة المؤتمر لانتقاد الحكومة الإيرانية. وأضافت الصحيفة أن مرسى تحدث عن الأحداث فى سوريا بعيدا عن إعطاء مصداقية لقادة إيران، ليوضح مدى عزلة إيران بسبب تأييدها للأسد، واختتمت الصحيفة بالقول إن زيارة مرسى لطهران أظهرت أن سياسة مصر الخارجية المتطورة فى حقبة ما بعد مبارك لا تعنى وجود تقارب مصرى - إيرانى. من جانبها، قالت صحيفة «الجارديان» البريطانية: إن مرسى أفسد خطة إيران فى استغلال قمة عدم الانحياز لاختراق العزلة الدبلوماسية المفروضة عليها من الولاياتالمتحدة وبريطانيا، ووصفت كلمة مرسى بأنها غير متوقَّعة ورائعة، و تكرس لاستكمال عزلة إيران، ووضعتها فى ورطة لأنها باتت الدولة الوحيدة فى الشرق الأوسط التى تدعم نظام الأسد، وهى ورطة مشابهة لمشكلة برنامجها النووى. ووصفت الصحيفة موقف الرئيس بالشجاع كما يراه كثير من المصريين ويعتبرونه مصدر فخر واعتزاز، كما أشارت إلى ترحيب إدارة أوباما بموقف مرسى تجاه سوريا وانتقاده الضمنى لطهران، واعتبرت أن موقفه سيشجع السعودية ودول الخليج على زيادة دعمها للثوار فى سوريا، مما يهيئ الأجواء للتدخل فى سوريا؛ فالجبهة العربية ضد نظام بشار الأسد تشبه الجبهة العربية التى تشكلت ضد معمر القذافى، وتعزز من ذلك التوترات السابقة بين دول الخليج السنية وإيران الشيعية، كما أن تطور تلك الجبهة العربية يكبح طموحات طهران.