أخذتني نفسي إلي جولة خارج جسدي فتحررت من المكان، أخذتني إلي بعيد أبعد من الآن فتحررت من الزمان، خرجت وحدي ليلاً فتحررت من قيود الممكن والمستحيل، ولكن أثناء سيري خلفها أتسأل إلي أين تأخذني؟، أخذتني إلي بكرة، إلي يوم أتمناه بل كان أروع مما أتمني. أخذتني إلي بستاني الزاهي، ووردة الباهي، وأنا أبتسم، وألهو وكأني صغيرة أو كبيرة تعاند الزمن، وأنا مغمضة العينين أهيم في صفاء الجو ورقة خيوط الشمس وعذوبة اللحن وبسمتي الغامرة. وبلمسة حنان وعطف شعرت بروح هادئة تغمرني، وبالحب تحتضنني، وبالإحساس أراها حولي.. حتما هو من نبض بحبه قلبي، أخترق الواقع وجاء ليراقصني رقصة الحياة. وجعلنا أيدينا تلتقي، والأعين صامتة، والدنيا تتوقف، والسعادة تملئني، وأنا كالفراشة، أسبح في الفضاء حوله، وضحكنا ونسينا ما كان.. وكان سيتحدث يعتذر ينطق بأي شئ جاءت روحي تذكرني بالعوده إلي جسدي إلي البنيان. تركت يده في حزن، وبدأت قدماي في التراجع إلي أن وصلت إلي جسدي، فسكنت بداخله نفسي وأغلقت علي جولتي ولم تخبربها أحدا، وعادت الحياة كما كانت تمضي وأري الزمن يبتسم علي سخطي لأنه عاد من جديد يقيدني، والمكان يحاوطني والعادات بما تحمله من الممكن والمستحيل تسلسلني.. فصاحت نفسي بحرقة علي حلمي، علي حبي، علي إحساسي، وباتت نفسي من يومها سجينة جسدي، ولكنها تعلم أنها ماخلقت إلا حرة وحتما أنها يوما ستتحرر.