كشف محمود سعدون، رئيس الشركة القومية للأسمنت، إحدى شركات قطاع الأعمال العام، أن مجلس إدارة الشركة بدأ فى إعداد دراسات جدوى فنية واقتصادية لطرح مناقصة لتوريد طاحونة فحم، للبدء فى استخدام الفحم كوقود بديل للغاز والمازوت بسبب أزمة نقص الطاقة خلال الفترة الحالية والتى تسببت فى انخفاض حجم الإنتاج بالشركة إلى 50%. وأكد «سعدون» ل«الوطن» أن التكلفة التقديرية المبدئية للسعر العالمى لطاحونة الفحم تصل إلى 120 مليون جنيه وتبلغ طاقتها الإنتاجية القصوى 90 طن فحم فى الساعة الواحدة. وأوضح «سعدون» أن السعر العالمى للفحم يصل إلى 100 دولار للطن، ويعادل ذلك تقريباً تكلفة الغاز والكهرباء اللذين يُستخدمان بكثافة فى شركات الأسمنت ونقصهما يؤدى إلى انخفاض الطاقة القصوى الإنتاجية من 10 آلاف طن أسمنت يومياً إلى أقل من 5 آلاف طن. وفى حالة استمرار تلك الأزمة ستؤدى حتماً إلى انهيار صرح عملاق وهو أحد قلاع صناعة الأسمنت فى مصر. وأشار «سعدون» إلى أن العقبة الوحيدة أمام الشركة هى موافقة وزارة البيئة على استخدام الفحم كوقود بديل. ومن جانب آخر، أكد مصدر مسئول بوزارة البيئة على الأهمية والجدوى الاقتصادية لاستخدام الفحم كوقود بديل، خاصة فى ظل مؤشرات تناقص الغاز الطبيعى، بدلاً من أن تلجأ مصانع أسمنت إلى حرق المطاط والإطارات كوقود، ومن الناحية العملية يُعد الفحم أفضل حتى من الغاز لأنه يتميز باحتوائه على حرارة كامنة عالية، وأن سعر المليون وحدة حرارية من الفحم أقل بكثير من سعرها فى الغاز الطبيعى. وحول الاحتياطى الاستراتيجى للفحم، أكد أن هناك منجماً للفحم فى منطقة المغارة شمال سيناء تبلغ احتياطياته المؤكدة القابلة للاستخراج 21 مليون طن، وغير المؤكدة 50 مليون طن، وهو يصنف عالمياً ضمن الفحم متوسط الجودة، إضافة إلى مواقع للفحم من نوعية الطفلة الكربونية التى لا تصلح لمحطات الكهرباء وليس له استخدام حتى الآن ويوجد فى منطقتين بجنوب سيناء، لكن كميات الفحم من المغارة لن تكفى الاحتياجات المحلية لتوليد الكهرباء وتشغيل صناعات، ولا بد من استيراد الفحم، حيث إن تكلفة استيراد المليون وحدة حرارية بريطانية للغاز تعادل 9 دولارات بينما تساوى نفس الكمية من الفحم 4 دولارات فقط.