شهد مستشفى دار الشفاء التخصصى بمدينة طنطا، كارثة إنسانية جديدة للمرة السادسة خلال 5 أشهر، نتيجة الإهمال الطبى، أسفرت عن وفاة رضيعة لم يتعد عمرها 13 شهراً، فبعد دخولها المستشفى لإجراء جراحة بالمرىء، دخلت فى غيبوبة تامة لمدة 15 يوماً بسبب فشل فى عضلة القلب ونزيف بالمخ. «طفلتى راحت وملحقتش أفرح بيها والسبب دكاترة جهلة وإهمال مسئولين»، بهذه الكلمات روى أحمد عرفة، والد الرضيعة «كنزى»، ل«الوطن» مأساة وفاة نجلته، والدموع تنهمر من عينيه. يقطع الأب المكلوم حديثه ليختلس نظرة إلى ملابس طفلته «كنزى»، التى فقدها بعد 13 شهراً من ولادتها بسبب إهمال المسئولين بمستشفى دار الشفاء، الذى قال إنه تحول لدار وفيات؛ حيث توفى فيه من قبل 5 أطفال رضع فى أغسطس الماضى بعد إصابتهم بفيروس قاتل فى حضانة المستشفى، دون محاسبة المقصرين. والد الضحية أكد أنه قدم بلاغاً برقم 1789 إدارى قسم ثان طنطا، اتهم فيه إدارة المستشفى والدكتور عصام الجبلى، طبيب الجراحة، والدكتور هشام التطاوى، طبيب التخدير بالمستشفى، بقتل طفلته الرضيعة «كنزى» صاحبة ال13 شهراً، بعد دخولها فى غيبوبة لمدة 15 يوماً نتيجة الإهمال. أضاف الأب فى بلاغه، أن نجلته كانت تعانى من مرض فى المرىء وأنها دخلت مستشفى دار الشفاء بتاريخ 11 فبراير 2014 لإجراء جراحة ناسور فى المرىء أجراها الدكتور عصام الجبلى، وبعد انتهاء العملية ونقلها لغرفة العناية بالمستشفى، وبسؤال الطبيب أخبره بنجاح العملية، وعقب ذلك دخل للاطمئنان على طفلته وبعد طول انتظار بجوارها داخل غرفة العناية امتدت لأكثر من ثلاث ساعات، لم تفق الطفلة من غيبوبتها، ما أثار قلقه وباستفساره من الطبيب قال له إنها تحركت أثناء إجراء العملية لها، ما استوجب إعطاءها جرعة بنج زائدة، وأنها ستفيق بعد يومين. وتابع «عرفة»: «إدارة المستشفى طلبت سداد باقى الحساب الخاص، فقمت بدفع مبلغ 22 ألف جنيه قيمة إجراء العملية وحجزها بالمستشفى»، فيما لم تفق الطفلة من غيبوبتها حتى مضى 15 يوماً، ما دفعه لاستشارة أحد الأطباء، فطالبه بضرورة عمل أشعة مقطعية على المخ، وبالفعل قام بإجراء الأشعة فأكدت وجود نزيف ورشح مياه وهو ما أدى فى النهاية إلى وفاتها. واستكمل والد الضحية: «ما أظهرته الأشعة كان بالنسبة لى صدمة، وعندما طلبت من إدارة المستشفى سرعة التحرك لإنقاذ طفلتى أخبرنى المسئولون أنهم لا يستطيعون عمل شىء وطلبوا منى نقلها لمستشفى خاص بالقاهرة، وعند دخولى بطفلتى المستشفى كتبوا تقريراً مبدئياً عن حالتها أفاد بأنها تعانى من غيبوبة تامة وتوقف عضلة القلب وفشل فى التنفس وقصور بالدورة الدموية وأخرى بوظائف الكلى». وأضاف والد «كنزى»: «بعد دخول نجلتى قام الأطباء بعمل إنعاش للقلب حتى عاد النبض وتم وضعها على جهاز تنفس صناعى بسبب قصور فى وظائف التنفس، وتم إعطاؤها أدوية تساعد القلب على القيام بوظيفته، ولكن حالة نجلته كانت تزداد سوءاً يوماً بعد الآخر، ودخلت فى أزمة قلبية بصفة مستمرة، وتوقف قلبها 6 مرات، وكان الأطباء يقومون بإنعاشه ولكن فى المرة ال7 توقف القلب وحدث تدهور فى الدورة الدموية وزيادة رشح بالمخ ما أدى فى النهاية لمقتل الطفلة بسبب الإهمال. وأوضح أحمد عرفة، أن حال المستشفيات بالغربية ازداد سوءاً خاصة مستشفى دار الشفاء، الذى تسبب فى وفاة 5 أطفال حديثى الولادة فى أغسطس الماضى، سلمهم لذويهم جثثاً هامدة، وبعد مرور شهر لقيت ربة منزل مصرعها وتدعى «ريهام الفرارجى» والتى دخلت المستشفى لإجراء عملية ولادة وأثناء ذلك وقع الطبيب فى خطأ طبى بإحداث جرح بالرحم فقام على أثره باستئصاله دون إذن أهل المريضة وتدهورت حالتها وفارقت الحياة. وقال: «على أثر ذلك قرر محافظ الغربية اللواء محمد نعيم غلق المستشفى بعد أن أثبت تقرير اللجنة المشكلة من مديرية الصحة، وجود مخالفات جسيمة، مع نقص الإمكانيات الضرورية لأى مستشفى، وبعد فترة قصيرة من غلقه تم فتحه مرة أخرى، دون محاسبة الأطباء المتورطين فى قتل الأطفال وربة المنزل حتى الآن».