أعلن الروس و الأوكرانيون، أنهم يسعون إلى حل دبلوماسي، حول شبه جزيرة القرم الانفصالية، التي دافع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، عن حقها في الالتحاق بروسيا، فيما دعت كييف من جهتها، الولاياتالمتحدة إلى:"وقف العدوان عليها". وسيتوجه رئيس الوزراء الأوكراني أرسيني ياتسينيوك، هذا الأسبوع إلى الولاياتالمتحدة، سعيا للحصول على دعم الرئيس الأمريكي باراك أوباما، لمواجهة العدوان الروسي، في هذه الأزمة غير المسبوقة، منذ انتهاء الحرب الباردة. وقال وزير الخارجية الأوكراني بالوكالة أندري ديشتشيتسا، للتليفزيون، مساء أمس، إنها:"زيارة هامة جدا، نأمل في التمكن من إيجاد مقاربات مشتركة، لتسوية الوضع في القرم، ووقف عدوان روسيا". إلى ذلك، سيدلي الرئيس الأوكراني المعزول فيكتور يانوكوفيتش، بكلمة، غدا، في روستوف نادانو، جنوبروسيا، حسبما نقلت وكالات الأنباء الروسية، عن مصدر قريب من المحيطين به. وأضاف المصدر أن:"المكان والزمان، سيحددان في وقت لاحق"، بدون تفاصيل أخرى، وسبق أن أدلى يانوكوفيتش ، الذي أقاله البرلمان الأوكراني في 22 فبراير الماضي، ولجأ بعدها إلى روسيا، بكلمة، في روستوف نادانو. وكانت الولاياتالمتحدة وبريطانيا، قد ضمنت مع روسيا، وحدة وسلامة أراضي أوكرانيا، عندما تخلت هذه الجمهورية السوفياتية السابقة، عن ترسانتها النووية، عام 1994. واتصل مساء أمس، رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون ببوتين، وناشده خفض حدة التوتر في أوكرانيا، ودعم تشكيل مجموعة اتصال، قد تؤدي إلى محادثات مباشرة، بين الحكومتين الروسية و الأوكرانية. ومن جانبها، أقرت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، أن الغربيين، بحثوا الأسبوع المضي، في مسألة إنشاء مجموعة كهذه، لكن لم يسجل أي تقدم، في هذا الملف. وأوضحت لندن أن:"الرئيس الروسي، أكد لكاميرون رغبته في السعي إلى حل دبلوماسي للأزمة"، وقال إنه سيتحدث مع وزير خارجيته سيرجي لافروف، بخصوص تشكيل مجموعة اتصال. وكان بوتين، شدد في مكالمات هاتفية مع ميركل وكاميرون، على أن:"التدابير، التي اتخذتها سلطات القرم ، تتطابق مع القانون الدولي"، فيما يصف الأمريكيون والأوروبيون مبادرة البرلمان المحلي، لتنظيم استفتاء في 16 مارس الجاري، حول إلحاق شبه الجزيرة بروسيا، بأنها:"غير شرعية". لكن بوتين أصر على أن، السلطات الموالية لروسيا في القرم، التي انتقلت تحت سيطرة القوات الروسية في أواخر فبراير الماضي، شرعية، وذلك بحسب بيان للكرملين. وتعزز القوات الروسية مواقعها في القرم، يوما بعد يوم، ما يجعل إمكانية استعادة السيطرة، يوما، على شبه الجزيرة أكثر صعوبة، بالنسبة للسلطات الأوكرانية. وقال وزير الدفاع الأوكراني السابق أناتولي جريتسنكو، اليوم، أن على الرئيس الأوكراني بالوكالة أولكسندر تورتشينوف، أن:"يأمر الجيش، على الفور، بالدفاع عن أوكرانيا". وكتب الوزير اليوم، على مدونته:"أمامنا حلان، إما الاستسلام لروسيا، أو القتال والدفاع عن البلاد، في وجه العدوان". وقد صدرت أوامر إلى الجنود الأوكرانيين، في القرم، الذين تطوق وحداتهم، القوات الروسية ب:"عدم الرد على الاستفزازات". وفي دونيتسك، في الشرق، الناطق بالروسية والصناعي في البلاد، احتشد نحو عشرة آلاف متظاهر، من المؤيدين لموسكو، أمس، في اختبار قوة جديد، وهو ما دفع الزعيم الموالي لأوروبا فيتالي كليتشكو، المرشح للانتخابات الرئاسية، المرتقبة في 25 مايو المقبل، إلى إلغاء تجمع في المكان. وفي لوجانسك، التي كانت مسرحا، أمس، لصدامات بين أنصار كييف، والموالين للروس، الذين اقتحموا الإدارة المحلية، أُطلقت ملاحقات، بتهمة محاولة الاستيلاء على الحكم، بسحب ما أعلنت النيابة العامة.