نعم حقك علىّ يا وطن.. حقك علىّ، لأننى لا أستطيع أن أمنح عمرى عمراً، لأدافع عن حق الجوعى المنتشرين فى طولك وعرضك.. حقك علىّ يا وطن لأنى لا أمتلك من النفوذ ما أقطع به رؤوس الفاسدين واللصوص، الذين هربوا أموالك لبنوك أمريكا وسويسرا وكل أوروبا.. وباعوا ثرواتك ومقوماتك وشركاتك بأبخس الأثمان وحولوها بره.. حقك على يا وطن عندما تركنا تجار البشر يحولون جسم المصرى إلى قطع غيار.. حقك على يا وطن، لأننا لم ندفع أرواحنا فداك عندما سرق اللصوص أرضك، وسمموا نيلك، ومصوا دم شعبك.. وزوروا انتخاباته واستفتاءاته.. وأهدروا كرامته، وانتهكوا حرمته.. حقك علىّ يا وطن، لأننا صامتون على أكبر فضيحة فى التاريخ وجريمة أيضاً بإقامة الأحياء فى المقابر وتحت الكبارى، وفى الأزقة ليس فقط الأطفال، بل الرجال والنساء والبنات، جيلاً يورث جيلاً.. وكأن بلدنا بلا شرع، ولا عرف، ولا قانون، ولا خجل.. حقك على يا وطن، لأن شعبك المريض حصل على الترتيب الأول فى العالم وبجدارة فى أكبر عدد من المصابين بأمراض الكبد والقلب والأورام والفشل الكلوى ولا توجد رعاية ولا مستشفيات.. فى نفس الوقت لم يتوقف لصوص البلاد وعصابته عن استيراد الموت فى الغذاء والدواء والمبيدات.. حقك علىّ يا وطن، لأن ممدوح إسماعيل اشترى لنا مركب خردة من إيطاليا لا تصلح هناك إلا قطع غيار بعد تقطيعها، لكنه شحن فيها ما يقرب من ألفين من المصريين لتقطيع أوصالهم فى أعماق البحار، لأنه تعامل معنا على أننا شعب خردة وخرج من البلاد معززاً مكرماً، وفتحت له صالة كبار الزوار وأعطى له تعظيم سلام.. حقك على يا وطن لأنه خرج منك من صدّر الغاز للصهاينة وتركونا هنا نقطع بعضنا بعضاً بالسكاكين فى الطوابير.. حقك على يا وطن لأن كل أنظمتك وحكوماتك الفاسدة هى التى تيسر دخول التمويل الأجنبى الملوث لمجموعة تحولت لأكبر مافيا فى التاريخ على حساب الشعب المصرى دون أن تتحرك.. لا تصدقوا هذه الأنظمة، فقد ظللت منذ 2005 حتى الآن فى البرلمان، وفى الصحافة أحارب هذا الفساد المتوحش دون أى تحرك وعندما أرادت فايزة أبوالنجا تفجير القضايا أبعدوها عن الوزارة بأمر الأمريكان والكل جبان.. لكن نقسم لك يا وطن.. طالما بقى فى العمر أيام.. سيأتى اليوم الذى يثور فيه الشعب لحق المريض، وحق الفقير، وحق الجوعى وحق العاطل وحق ساكنى القبور، وحق ابن الشارع، حتى لو كان لقيطاً فهو أكثر شرفاً من عصابة الوطن.. وأكثر شرفاً من منافقى وحملة مباخر كل نظام.. حقك علىّ يا وطن.. وعهد ووعد ألا نغلق ملفات قتل أسرانا فى 56 و67.. وأن نقص ونقول ونحرض الأجيال على حبك وعشقك، والدفاع عنك بالروح والولد يا أجمل وأروع الأوطان.