عززت قوات الجيش قبضتها على شمال سيناء، أمس، وكثفت تحركاتها لتطهيرها من البؤر الإرهابية، وقال مصدر عسكرى فى القيادة الميدانية للعمليات ل«الوطن» إن الحرب على الإرهاب دخلت مرحلة الحسم واقتربت من النهاية، مضيفاً: القوات تطارد حالياً آخر فلول الجماعات المسلحة، والأيام القليلة المقبلة ستشهد الاحتفال بتحرير سيناء فى 25 أبريل، ليس من إسرائيل فحسب بل ومن الجماعات الإرهابية. وأوضح أن الجماعات المسلحة باتت محاصرة تماماً، مشيراً إلى أن التعزيزات الأمنية والتحركات الحالية جاءت بناء على تعليمات للقضاء عليهم تماماً، ومنع هرب أى منهم باتجاه الوادى أو أنفاق التهريب إلى غزة. من جهته، قال اللواء سميح بشادى، مدير أمن شمال سيناء: لدينا معلومات عن تخطيط الجماعات الإرهابية لشن هجمات انتحارية ضخمة، لأنها باتت عاجزة عن التحرك، مشيداً بتعاون القبائل وتحركات القوات المشتركة من الجيش والشرطة، والتى اعتمدت على عمل كمائن مفاجئة فى أماكن غير معروفة يتم خلالها القبض على الخارجين عن القانون والجماعات الإرهابية. وتُجرى قيادة الجيش الثانى الميدانى حالياً تحقيقات مع 8 إرهابيين قُبض عليهم بمنطقة اللفتات جنوب الشيخ زويد، خلال حملة عسكرية أمس الأول، وقال مصدر عسكرى إن الإرهابيين اعترفوا بالتخطيط لتنفيذ عمليات اغتيال لرجال القوات المسلحة والشرطة بجانب استهداف مواقع ومنشآت ووحدات عسكرية وشرطية بسيناء، وكشفوا معلومات مهمة عن منفذى عملية استهداف سيارة الأمن المركزى برفح والتى كانت فى طريقها إلى الإسماعيلية. لافتاً إلى أن القيادة العسكرية بالكتيبة 101 بسيناء، والتى حققت مع الإرهابيين، قررت نقلهم إلى معسكر الجلاء بالإسماعيلية لمواصلة التحقيق. ودعا بعض أبناء مدينتى الشيخ زويد ورفح لتنظيم مسيرة ضخمة لتأييد الجيش ضد الإرهاب، تنطلق من قلب الشيخ زويد، وقال أحد أبناء القبائل إن هناك اتفاقاً مع قوات الأمن على دخول المسيرة ميدان الشيخ زويد ومرورها بالكمائن المغلقة، لتكون بادرة أمل فى افتتاح ميدان الشيخ زويد والأماكن الأخرى المغلقة. من جهة أخرى، أبدى بعض أبناء القبائل تخوفهم من تصاعد النزاع بين قبيلتى السواركة والترابين، واشتكى عدد من أعيان السواركة لبعض وجهاء الترابين من الكمائن التى تقوم بها قبيلتهم ومنع السواركة من التحرك فى مناطقها، محذرين من أنهم يفكرون فى تفعيل مبدأ المعاملة بالمثل. وقالت المصادر إن الأزمة تفاقمت بين الترابين والسواركة بعد قيام إرهابى من السواركة بالدخول إلى ورشة حدادة فى منطقة البرث بنطاق الترابين، أثناء مطاردة طائرة هليكوبتر له، ما دفع قائد الطائرة لقصف الورشة المملوكة لأحد أبناء الترابين، وأسفر عن مقتل 8 أفراد بينهم أفراد بقبيلة الترابين. وأوضحت المصادر أن وجهاء الترابين اشتكوا للجيش، وتصاعد غضبهم على السواركة واعتبروهم من يجلبون للمنطقة المشاكل، وهو ما دفعهم لعمل كمائن لمنع تحرك السواركة فى اتجاه جنوبسيناء، مروراً بأراضى الترابين، وحذرت المصادر من تصاعد المصادمات بين القبيلتين خلال الفترة المقبلة، لدرجة قد تصل إلى الاقتتال بين القبيلتين.
