لا يبدى اهتماماً بجريمته ولا فزعاً من مصيره.. كأنه لم يسحب شخصا بريئا هو واثنان آخران ويدفعونه إلى عشة ويشنقه ب«شال».. كأنه لم يجبره أن يستلقى على وجهه وينفذ جريمته لسرقة «توك توك» يعمل عليه الضحية. لا يهتم المتهم «فريد»، 22 سنة، بجريمته التى راح ضحيتها سائق توك توك فى منطقة البدرشين منذ 10 أيام.. كل ما يشغل باله هو واثنين آخرين شاركوا فى قتل الطفل الضحية سرقته وشراء المخدرات بثمن التوك توك. يقف «فريد» متماسكاً أمام اللواء محمود فاروق، مدير الإدارة العامة للمباحث بالجيزة، الذى يستجوبه بتهمة قتل الصبى أحمد نصر، 13 سنة، سائق توك توك، شنقاً أثناء محاولته سرقته.. المتهم يبدو عليه علامات الاستهانة بجريمته.. يقول: «إيه اللى حصل يعنى؟ جينا نسرقه قتلناه.. إحنا أصلا مش معانا فلوس وكنا عايزين نشترى مخدرات.. رحنا عشان نسرقه قتلته.. بس هو ده كل اللى حصل». يتحدث «المتهم» عن الجريمة وعن دور شركائه فيها وعن إخفائهم الجثة التى تم العثور عليها داخل منزلهم بجوار توك توك القتيل بمنطقة الشوبك الغربى بالبدرشين.. يقول: «من حوالى 6 أشهر تقابلت مع باقى المتهمين، وهما: مصطفى. ك، وأحمد. م، على مقهى فى المنطقة.. أصل أنا كنت لسه خارج من السجن وعرفت إن المتهمين دول ليهم فى بيع وشرا المخدرات فى المنطقة من مسجل داخل الحبس.. ولما خرجت اتعرفت عليهم وفضلنا نتكلم عن بيع المخدرات فى المنطقة وبدأنا فى تشكيل عصابى لبيع الأقراص المخدرة والحشيش فى المنطقة». يضيف المتهم: «الموضوع كان ماشى كويس وكنا بنتاجر فى المخدرات والفلوس كانت كتير.. بس من حوالى شهرين الموضوع ما بقاش ماشى كويس عشان الحكومة (ويبتسم للواء محمود فاروق) يا باشا انت عارف كويس انتو شادين علينا فى المنطقة». يتابع المتهم: «بس كنا بنحاول نبيع أى كمية عشان نعرف نعيش أنا وباقى المتهمين.. لحد ما جت واقعة اغتيال المجندين داخل نقطة سقارة والمباحث بقت منتشرة فى المنطقة بشكل مش طبيعى ومن وقتها وإحنا ما بنعرفش نبيع ولا نشترى والدنيا مش كويسة معانا.. ومفيش معانا أى فلوس». يتوقف المتهم عن حديثه لمدة 10 دقائق ثم يستأنف كلامه قائلا: «إحنا كنا قاعدين بالليل على القهوة ومفيش معانا فلوس ندفع حساب المشاريب بس فكرنا فى سرقة توك توك نبيعه بمبلغ 5 أو 6 آلاف جنيه ونشترى بيه مخدرات وناكل ونشرب من الفلوس.. بس جه نصيبه بقى أحمد الله يرحمه هو اللى مات، يعنى إحنا كنا هنعمل إيه؟ قتلناه وخلاص». يضيف المتهم: «السبت اللى فات، أنا وباقى المتهمين حوالى الساعة 10 الصبح قعدنا على قهوة حوالى ساعتين وقررنا تنفيذ الجريمة». يشرح «فريد» تفاصيل ليلة القتل: «إحنا ذهبنا إلى موقف السيارات وطلبنا من الضحية توصيلنا إلى منطقة جبلية.. وأثناء سيرنا اتفقنا أنا وباقى المتهمين على سرقة التوك توك، وعقب وصولنا إلى المنطقة قمنا باستدراج الضحية إلى عشة ملكى واستولينا على مفاتيح التوك توك وبعدها قررنا أن نقتله». يتوقف المتهم عن الحديث لمدة 10 دقائق ويستأنف كلامه وهو مبتسم قائلا: «شكل المجنى عليه وهو بيحاول يهرب مننا لسه فى بالى.. أصل هو قالى خد التوك توك وما تقتلنيش.. بس أنا قررت أقتله عشان هو كشفنا وعرف شخصيتى أنا وباقى المتهمين، وناديت عليهم وشلوا حركته، وبعدين أنا شنقته فى دقيقتين بشال كان على رقبته.. وبعد كده أنا وباقى المتهمين فكرنا فى التخلص من الجثة.. وحطناها فى شوال ورميناها فى الترعة واكتشفنا بعدها بحوالى 10 دقايق أن أهالى المنطقة يتحدثون عن عثور أحدهم على جوال بداخله جثة لطفل.. ومشيت أنا وباقى المتهمين إلى الترعة وتركت الجوال وشيلنا الجثة وأخفيتها داخل العشة بجوار توك توك الضحية وخرجنا للبحث مع الأهالى عن الجثة». ويضيف «فريد»: «ومفيش ساعتين ولقيت العميد عبدالحميد أبوموسى، مفتش المباحث، والمقدم عمرو شطا، رئيس المباحث، والنقيبين إيهاب الصاوى وهشام فتحى، معاونى المباحث، حضروا إلى العشة وعثروا على جثة الطفل والتوك توك وقالى عبدالحميد بيه: انت قتلته يا فريد عشان مخدرات.. مين اللى كان معاك فى الجريمة؟ واعترفت على باقى المتهمين واعترفنا بكل تفاصيل الواقعة». وعقب اعتراف المتهمين بقتل الضحية، أمر اللواء كمال الدالى، مساعد أول وزير الداخلية لأمن الجيزة، بتحرير محضر بالواقعة وتم إخطار المستشار ياسر التلاوى، المحامى العام الأول لنيابات جنوبالجيزة، وتم اقتياد المتهمين فى حراسة أمنية مشددة أشرف عليها اللواء جرير مصطفى، مدير المباحث الجنائية، والعميد أحمد الأزهرى، رئيس مباحث القطاع، إلى سراى النيابة وخضع المتهمون للتحقيق أمام أحمد حامد، رئيس نيابة البدرشين، واعترفوا بتفاصيل الواقعة وتم اقتيادهم عقب ذلك إلى مسرح الجريمة وقاموا بتمثيلها وقررت النيابة حبس المتهمين على ذمة التحقيقات بتهمة القتل العمد والخطف والسرقة بالإكراه. وكلفت المباحث بعمل التحريات النهائية حول الواقعة.