"اللي تعرفه أحسن من اللي ماتعرفوش"، مثل شعبي تطبقه معظم الفرق المصرية عند اختيار مدربيها من الأجانب، فالفريق يعتمد على خبرة المدير الفني أو معرفته بالكرة المصرية، ويفضله على غيره الذي لم يسبق له التدريب في مصر. ففي الوقت الذي عاد البرازيلي هيرون ريكاردو إلى قيادة الإسماعيلي مجددا، هذا الأسبوع، وقع الألماني مايكل كروجر، المدير الفني للمقاولون العرب والمصري البورسعيدي في التسعينات، عقدا مع إنبي للعودة إلى مصر عبر بوابة الفريق البترولي، كذلك ارتطبت زيارة البرتغالي مانويل جوزيه، المدير الفني الأسبق للأهلي، إلى مصر هذه الأيام بإمكانية قيادته الفريق للمرة الرابعة بعد 3 ولايات ناجحة، قبل أن يغلق المدرب الباب، ويؤكد أن مجيئه إلى مصر لدعم بطولة "كوبا كوكاكولا". أسماء أجنبية كثيرة لمعت على مقعد المدير الفني، وغادرت مصر، ثم اختارت العودة سواء مع أنديتها، أو خوض تجربة جديدة مع نادٍ آخر في الدوري المصري. ولعل أبرز هذه الأسماء هو البرتغالي جوزيه، الألماني راينر هولمان، المدير الفني الأسبق للأهلي والزمالك، ومواطنه راينر تسوبيل، المدرب الأسبق للقلعة الحمراء والحالي للجونة، الهولندي رود كرول المدير الفني الأسبق لمنتخبي مصر الأول والأوليمبي في التسعينات، والبرازيلي كارلوس كابرال، المدير الفني الأسبق للزمالك والاتحاد السكندري، وغيرهم. "الوطن" تسلط الضوء على أشهر 10 مدربين أجانب رحلوا، ثم عادوا مجددا إلى مصر: 10- نيلو فينجادا: عمل البرتغالي فينجادا مديرا فنيا للزمالك لمدة عام من 2003 حتى 2004، ورحل لحساب الصربي دراجوسلاف ستيفانوفيتش، واستعان به اتحاد الكرة لقيادة منتخب الشباب عام 2006، وقاده إلى دورة الألعاب الإفريقية، إلا أن فشله في بلوغ أوليمبياد بكين 2008 أطاح به. ولفينجادا واقعة شهيرة مع الأهلي، عندما عاد إلى مصر للتعاقد مع النادي مطلع موسم 2009-2010، ولكنه رحل بعدها بأيام، ولم يقد الفريق في أي مباراة رسمية. ويتولى فينجادا حاليا الإدارة الفنية للمنتخب الأردني. 9- كارلوس كابرال: قاد كابرال الزمالك على فترتين، الولاية الأولى كانت في 2002، حقق خلالها اللقب الأخير للزمالك في دوري أبطال إفريقيا، كما حقق بطولة الدوري، وكأس السوبر الإفريقي والمحلي، ثم عاد مجددا إلى القلعة البيضاء عام 2005 إلا أنه لم يكرر نجاحاته، ليرحل بعد 6 أشهر. كابرال جاء للمرة الثالثة إلى مصر، ليتولى قيادة زعيم الثغر مع بداية موسم 2009-2010 لكنه لم يكمل عاما واحدا في منصبه. 8- هيرون ريكاردو: يعتبر ريكاردو آخر المدربين الذين عادوا إلى مصر، حيث تعاقد مع الإسماعيلي الأسبوع الجاري، وبدأ عمله مع الفريق، بعدما قضى نحو عامين في قيادة الفريق في 2008. المدير الفني البرازيلي درب خلال مسيرته أندية بحجم كورينثيانس، الهلال السوداني، والهلال السعودي. 7- هنري ميشيل: الفرنسي هنري ميشيل تولى مهام الإدارة الفنية للزمالك مرتين، أولهما منتصف موسم 2006-2007، بعدما نجح في قيادة منتخب كوت ديفوار إلى كأس العالم 2006 في ألمانيا، على حساب الفراعنة، ورغم ذلك لم تكن تجربته مع الزمالك موفقة، حيث خرج بشكل مفاجئ على يد الهلال السوداني في دور ال32 من دوري أبطال إفريقيا، وخسر نصف نهائي دوري أبطال العرب أمام الفيصلي الأردني، وبعد هذه النتائج لم تقل إدارة النادي، المدير الفني الفرنسي، لكنه هرب في مطلع موسم 2007-2008. لم تتعلم إدارة الزمالك الدرس، وأعادت ميشيل إلى قيادة الفريق في أغسطس 2009، ولكن الولاية الثانية كانت أكثر فشلا رحل بعد بضعة أشهر. 6- أوتو فيستير: تعرف جماهير الكرة المصرية، وخصوصا الزمالك، الألماني أوتو فيستر، جيدا، حيث كان قائدا للفريق الأبيض في مباراة ال"6-1" الشهيرة عام 2002، ورغم ذلك، فإن الجماهير البيضاء لا تنسى للمدير الفني تحقيقه بطولة الدوري، وبطولة إفريقيا لأبطال الكؤوس في 2001. قرر المصري إعادة أوتو فيستر إلى مصر في يوليو 2005، لكنه رحل في سبتمبر من نفس العام. 5- ثيو بوكير: الألماني ثيو بوكير، صاحب ال56 عاما، قاد أربعة فرق مصرية، هي الاتحاد السكندري، الإسماعيلي، الزمالك، والمصري البورسعيدي، على الترتيب. بوكير ظهر مع زعيم الثغر في التسعينات لكنه لم ينجح في الحصول على أي بطولة، فرحل، وعاد إلى مصر مع الإسماعيلي موسم 2003-2004، وكان قاب قوسين أو أدنى من الفوز بدوري أبطال إفريقيا، ودوري أبطال العرب، لولا الخسارة في النهائي أمام أنييمبا النيجيري، والصفاقسي التونسي على الترتيب، ورحل عن الفريق منتصف 2004، لكنه عاد في العام التالي ورحل في 2006. وتولى بوكير، بعد نجاحه مع الدراويش، مهام الإدارة الفنية في الزمالك عام 2005، إلا أن مرتضى منصور، رئيس النادي وقتها، أقاله من منصبه بعد فترة قصيرة من التعاقد معه. المصري كان آخر الفرق التي تعاقدت مع بوكير، حيث انتدبه النادي الساحلي لثلاثة شهور في 2010، وأطاح به بعدها ليعتمد على محمد حلمي. الألماني الذي لعب في صفوف اتحاد جدة السعودي في الثمانينات، يقود حاليا فريق النجمة اللبناني منذ بداية 2014. 4- راينر تسوبيل: الألماني تسوبيل، المدير الفني للجونة، الذي أسقط الأهلي قبل أسبوع، له ثلاث تجارب مع الأندية المصرية في الماضي. فتسوبيل الذي لعب لبايرن ميونخ وهانوفر الألمانيين، سبق له قيادة الأهلي في الفترة من يوليو 1997 إلى أغسطس 2000، حقق خلالها 3 بطولات للدوري المحلي، ولكن فشله قاريا قاده للرحيل، ليحل محله مواطنه هانز يورجن دورنر. وعاد تسوبيل إلى مصر عام 2002 لتدريب الاتحاد السكندري، وفي عام 2006 درب إنبي، قبل أن يبدأ مهامه مع الجونة في أبريل الماضي. 3- راينر هولمان: الألماني هولمان يعد من أشهر المدربين الأجانب الذين جاءوا إلى مصر، حيث إنه درب القطبين، الأهلي والزمالك. عرفت الكرة المصرية هولمان في يوليو 1995، حيث قاد الأهلي إلى لقب الدوري مرتين متتاليتين، ضمن الفترة الذهبية للأهلي في التسعينات، حيث سيطر على لقب الدوري سبعة أعوام متتالية. عاد هولمان، الذي سبق له تدريب جلطة سراي التركي، إلى مصر في يوليو 2008، لتدريب الزمالك، لتعويض الهولندي رود كرول. وبدأ هولمان وقتها واحد من أسوأ مواسم القلعة البيضاء في تاريخه، حيث خرج من الكأس على يد بني عبيد، وانهار في مشوار بطولة الدوري، ليرحل في منتصف الموسم، ويخلفه السويسري ميشيل دي كاستال. ولا يعتبر هولمان غريبا على الأندية العربية، فخلال الفترة بين تدريبه القطبين، خاض رحلة داخل الإمارات قاد فيها النصر (مرتين)، والوحدة. 2- رود كرول: الهولندي كرول، صاحب ال64 عاما، هو أشهر المدربين الأجانب الذين عملوا في مصر، فقد تولى تدريب المنتخب الأوليمبي، الزمالك (مرتين)، والمنتخب الأول. أول ظهور لكرول في مصر كان من خلال المنتخب الأوليمبي عام 1994، وقاده للتتويج بدورة الألعاب الإفريقية في هراري 1995، قبل أن يفشل في الوصول إلى أوليمبياد أتلانتا 1996 بسبب قوة المنافس النيجيري في هذا الوقت بقيادة نوانكو كانو. قاد بعد ذلك كرول الفراعنة الكبار في كأس الأمم الإفريقية في جنوب إفريقيا، وخرج من دور الثمانية على يد زامبيا. تعاقد الزمالك مع المدرب الهولندي في 1997، ليقوده إلى لقب بطولة الآفرو آسيوية على حساب بوهنج الكوري، وأقالته إدارة النادي، قبل أن تستعين به مجددا بعد 10 أعوام خلفا لميشيل في ولايته الأولى، لينجح في إعادة الفريق الأبيض إلى منصات التتويج ببطولة الكأس عام 2008. لعب كرول لأياكس أمستردام، حيث أحزر معه ثلاثة ألقاب دوري أبطال أوروبا ولقب كأس الإنتركونتيننتال، ومع منتخب هولندا بلغ نهائي كأس العالم مرتين، وبعد اعتزاله تولى منصب المدرب العام في جهاز منتخب الطواحين، وأياكس. وعلى الصعيد العربي، حقق كرول كمدير فني نتائج جيدة مع الصفاقسي التونسي بفوزه ببطولة الدوري والكونفدرالية عام 2013، لكنه فشل في التأهل بنسور قرطاج إلى نهائيات كأس العالم 2014 بالخسارة أمام الكاميرون في الملحق، ورغم ذلك تعاقد معه الترجي الشهر الفائت. 1- مانويل جوزيه: لا يعتبر جوزيه أبرز المدربين الذين عادوا إلى مصر فحسب، بل إنه يعد أفضل مدير فني عمل في مصر في التاريخ بفضل البطولات التي حصدها مع القلعة الحمراء. ونافس جوزيه مع الأهلي على سبع بطولات، وحصد 20 لقبا مختلفا، 6 ألقاب في الدوري، 4 ألقاب لدوري أبطال إفريقيا، لقبان كأس مصر، 4 كأس السوبر المحلي، ومثلها للسوبر الإفريقي. تولى المدير الفني البرتغالي مهمة تدريب الأهلي لأول مرة خلفا للألماني دورنر، يوليو 2001، وحقق مع الفريق لقب دوري الأبطال الغائب عن خزائن النادي لفترة طويلة، ومعه لقب السوبر، كما يحسب له الفوز على ريال مدريد الإسباني 1-0 في مباراة تاريخية بين ناديي القرن في أوروبا وإفريقيا. رحل جوزيه، ليمر الأهلي بفترة عدم استقرار كان بطلها الهولندي جو بونفرير، والبرتغالي توني أوليفييرا، سيطر فيها الزمالك على البطولات، قبل أن يعود مجددا في ولاية ثانية أكثر نجاحا في الفترة من 2004 حتى 2009. اعتقدت جماهير الأهلي أن عهد جوزيه انتهى بتولي مساعده حسام البدري، المهمة، إلا أن الملقب ب"الساحر" عاد من جديد مطلع 2011 لينقذ الأهلي ويخطف لقب الدوري من أنياب زمالك حسام حسن.