يعود وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، إلى باريس الأسبوع المقبل، للمشاركة في اجتماع للمجموعة الدولية لدعم لبنان، التي أنشئت العام الماضي، لمساعدة هذا البلد في مواجهة تداعيات النزاع، في سوريا المجاورة. وكان وزير الخارجية الفرنسي، لوران فابيوس، أعلن الأسبوع الماضي، عن عقد هذا الاجتماع، في رسالة إلى نظيره اللبناني الجديد. وقال مدير مكتب الشرق الأوسط في الخارجية الأمريكية لورنس سيلفرمان، أمام لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ، إن: "الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، والرئيس اللبناني ميشال سليمان، أطلقا في سبتمبر الماضي، المجموعة الدولية لدعم لبنان". وقال الدبلوماسي: "نعتبر أن هذه المجموعة، أداة نشطة، يستطيع عبرها المجتمع الدولي، تقديم دعم لاستقرار لبنان"، معلنا أن: "الوزير كيري، سيحضر الاجتماع للمجموعة في باريس، الأسبوع المقبل"، في الخامس من مارس. وعاد كيري، الجمعة الماضية، من زيارة إلى باريس، حيث أجرى محادثات حول عملية السلام، بين الفلسطينيين والإسرائيليين. وأضاف سيلفرمان أن: "لبنان يستقبل أكبر عدد من اللاجئين السوريين، 940 ألفا أو أكثر، مقارنة مع بقية دول المنطقة"، موضحا: "ليس هناك مجموعة واحدة في لبنان، لم تتأثر بأزمة اللاجئين". وذكر بأن بلاده تقدم مساهمتها، لمساعدة لبنان على تخفيف هذا العبء، عبر توفير 340 مليون دولار من المساعدة، مضيفا: "نحض البلدان الأخرى على الوفاء بوعود المساعدة، التي قطعتها". وعلى المجموعة الدولية لدعم لبنان، أن تقدم دعما ماليا وسياسيا وأمنيا، لهذا البلد، المتعدد الطوائف، ويبلغ عدد سكانه أربعة ملايين نسمة، وهو يستقبل 930 ألف لاجىء سوري، على الأقل، مسجلين لدى الأممالمتحدة وربما عددا أكبر. وكان فابيوس، حدد في رسالة تهنئة، بعث بها إلى وزير الخارجية اللبناني الجديد جبران باسيل، موعد الاجتماع، قائلا: "من الضروري، أكثر من أي يوم مضى، حماية لبنان من تداعيات الأزمة السورية على الصعد الأمنية والسياسية والاقتصادية، ومساعدته، وتقديم الدعم لسياسة النأي بالنفس المحددة من الرئيس ميشال سليمان". وأضاف: "هذا هو الهدف من عمل المجموعة الدولية لدعم لبنان، التي ستجتمع في الخامس من مارس في باريس". وجدد فابيوس التزام فرنسا، بأن: "يترجم التوافق الدولي، من أجل مصلحة لبنان، الذي ساهمت في بنائه، بدعم ملموس وفعال، في هذه الظروف الصعبة التي يمر بها لبنان". وانشئت المجموعة الدولية لدعم لبنان، في نيويورك، على هامش الجمعية العمومية للأمم المتحدة في سبتمبر الماضي، وتتألف من الدول الخمس الأعضاء في مجلس الأمن، وإيطاليا، وألمانيا، وجامعة الدول العربية، كما شارك في الاجتماع الأول، الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، والبنك الدولي وهيئات معنية بالإغاثة واللاجئين. وتعهد المشاركون، بدعم لبنان سياسيا وأمنيا واقتصاديا من ارتدادات الأزمة السورية، لا سيما بالنسبة إلى أعباء اللاجئين السوريين على أرضه. وضاعف النزاع في سوريا، الانقسام في لبنان بين داعمين للنظام السوري، وفي مقدمتهم، حزب الله الشيعي وموالين للمعارضة السورية.