جدّد الرئيس عبدالفتاح السيسى، تأكيده سعى مصر للتوصل إلى الحقيقة فى قضية الطالب «ريجينى»، مؤكداً الدعم الكامل للتعاون الحالى المشترك الحثيث وغير المسبوق بين السلطات المختصة فى كلٍ من مصر وإيطاليا للكشف عن ملابساتها. وأكد «السيسى»، خلال لقائه بعد ظهر اليوم، مع رئيس الوزراء الإيطالى جيوسبى كونتى، وذلك على هامش انعقاد أعمال قمة مجموعة العشرين ال14 بمدينة أوساكا اليابانية، ثوابت الموقف المصرى القائم على ضرورة التوصل إلى تسوية سياسية شاملة فى ليبيا، بما يحافظ على وحدتها وسلامتها الإقليمية، ويساعد على استعادة دور مؤسسات الدولة الوطنية بها، ويسهم فى محاربة الإرهاب وتقويض التنظيمات المتطرّفة واستعادة الأمن والاستقرار، ومن هذا المنطلق ينبع الدعم المصرى للجيش الوطنى الليبى فى جهوده لمحاربة الإرهاب، على نحو يمهد الطريق لتنفيذ الاستحقاقات السياسية التى من خلالها يتم تفعيل الإرادة الحرة للشعب الليبى. وأشاد الرئيس بتميز العلاقات التاريخية التى تجمع مصر وإيطاليا، وما تشهده من تطورات إيجابية خلال الفترة الأخيرة، مؤكداً الأهمية التى توليها مصر لتطويرها فى مختلف أبعادها المتنوعة، فضلاً عن تعزيز التنسيق والتعاون الثنائى القائم بين البلدين للتصدى للكثير من التحديات فى منطقة المتوسط، إضافة إلى تطوير التعاون الثلاثى مع إيطاليا فى أفريقيا ليمتد إلى المجالات التنموية، خاصة فى ضوء الرئاسة المصرية الحالية للاتحاد الأفريقى. الرئيس: موقف مصر ثابت تجاه تسوية الأزمة الليبية.. وتحقيق التوازن والمصلحة المتبادلة بين أفريقيا والشركاء الدوليين ضرورة وقال السفير بسام راضى، «متحدث الرئاسة»، إن «كونتى»، أعرب عن التطلع للتوصّل إلى العدالة والحقيقة فى قضية «ريجينى»، والتوصل إلى الجناة وتقديمهم للعدالة، وأيضاً عن تقديره للدور المحورى الذى تضطلع به مصر كركيزة أساسية للأمن والاستقرار فى منطقة الشرق الأوسط وشرق المتوسط، مؤكداً حرص بلاده على تعزيز التعاون الثنائى مع مصر على مختلف الأصعدة، خاصة فى ظل ما تشهده من تطورات إيجابية على صعيد التنمية الاقتصادية، وما يتم تنفيذه من مشروعات كبرى تسهم فى تحقيق التقدم الاقتصادى والاجتماعى. وأضاف «راضى»، أن اللقاء تناول عدداً من الموضوعات الثنائية، خاصة آخر التطورات المتعلقة بالتحقيقات الجارية فى قضية الطالب «ريجينى»، وأيضاً التباحث حول آخر تطورات عدد من الملفات ذات الصلة بالأوضاع الإقليمية، خاصة القضية الليبية. فيما أشاد الرئيس خلال لقائه اليوم مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل بالطفرة النوعية فى العلاقات الثنائية بين مصر وألمانيا فى كل المجالات، مؤكداً تطلع مصر لتعظيم التعاون الثنائى خلال الفترة المقبلة وتعزيز التنسيق السياسى. تعزيز تعاون الصين مع أفريقيا أهمية قصوى بإقامة شراكات فاعلة.. ويؤكد دور المنطقة الاقتصادية للقناة لدعم مبادرة "الحزام والطريق" من جانبها؛ أكدت المستشارة «ميركل» حرص ألمانيا على دعم الإجراءات الطموحة التى تقوم بها مصر، سعياً للنهوض بالاقتصاد وتحقيق التنمية الشاملة، لا سيما من خلال زيادة الاستثمارات ونقل الخبرات والتكنولوجيا وتوطين الصناعة الألمانية، مشيدة بالنتائج الإيجابية التى أسفرت عنها حتى الآن خطة الحكومة المصرية للإصلاح الاقتصادى الشامل، التى انعكست على تحسّن المؤشرات الاقتصادية. والتقى الرئيس، صباح اليوم، مع الزعماء وكبار المسئولين المشاركين على هامش القمة. والتقى «السيسى» نظيره الفرنسى إيمانويل ماكرون، والأمير محمد بن سلمان ولى عهد المملكة العربية السعودية، ورئيسى وزراء الهندوإيطاليا، وكريستين لاجارد مديرة صندوق النقد الدولى، ومدير منظمة الصحة العالمية، ورئيس المجلس الأوروبى، وجرت بين الرئيس والقادة أحاديث عن مجمل العلاقات الثنائية. وشارك «السيسى»، صباح اليوم، فى فعاليات اليوم الافتتاحى للقمة، التى بدأت بجلسة العمل الخاصة بعلاقة التجارة والاستثمار بالاقتصاد العالمى، حيث ناقشت التحديات المختلفة فى هذا الصدد وتأثيراتها السلبية على جهود تحقيق التنمية المستدامة فى العالم. وشهد اليوم، نشاطاً مكثفاً للرئيس فى مدينة أوساكا اليابانية منذ الصباح الباكر، استهله بالمشاركة فى قمة أفريقية تنسيقية مصغرة على هامش أعمال قمة مجموعة العشرين بأوساكا، التى جمعته بكلٍ من رئيس جنوب أفريقيا «سيريل رامافوزا»، والرئيس السنغالى «ماكى سال». وأشار الرئيس إلى ضرورة تحقيق التوازن والمصلحة المتبادلة بين الدول الأفريقية والشركاء الدوليين، من منظور يهدف إلى تحقيق المنفعة لشعوب ودول القارة الأفريقية فى تطلعاتها التنموية فى مختلف المجالات، مع تأكيد انفتاح أفريقيا للتعاون مع مختلف دول العالم. وحرص «السيسى»، خلال لقائه بأشقائه الأفارقة، على تأكيد أن أفريقيا قد خطت خطوة كبيرة على طريق التكامل الاقتصادى القارى، من خلال دخول اتفاقية التجارة الحرة الأفريقية القارية حيز النفاذ، ويتعين على كل الدول الأفريقية استمرار التعاون، لتحقيق التشغيل الفعلى، وتدشين باقى المراحل التنفيذية ذات الصلة، بتحرير التجارة بين الدول الأفريقية. وقال «متحدث الرئاسة»، إن القمة المصغّرة جاءت فى إطار جهود توحيد أصوات الدول الأفريقية خلال الاجتماعات الدولية التى تجمعها بالشركاء الاستراتيجيين، وعلى رأسها اجتماعات مجموعة العشرين، ومن ثم أهمية تنسيق مواقف الدول الثلاث المشاركة فى اجتماعات المجموعة لهذا العام، باعتبار جنوب أفريقيا عضواً دائماً فى المجموعة، والسنغال باعتبارها دولة رئاسة لجنة رؤساء الدول والحكومات المعنية بالنيباد، ومصر باعتبارها الرئيس الحالى للاتحاد الأفريقى، وذلك بهدف تحقيق المصلحة المشتركة للقارة الأفريقية، لا سيما من خلال تناول الدول الثلاث للمواقف الجماعية للقارة الأفريقية خلال تفاعلاتها فى القمة. وأضاف أنه تم التوافق خلال القمة المصغّرة، على العمل على إبراز الأولويات التنموية للدول الأفريقية أمام الشركاء خلال اجتماعات مجموعة العشرين، مع التركيز فى هذا الإطار على الأهداف المتضمّنة فى أجندة التنمية الأفريقية 2063، وكذا المشروعات المدرجة ضمن برنامج تنمية البنية التحتية بأفريقيا، بالإضافة إلى المشروعات التى يتم تنفيذها من خلال وكالة التنمية الأفريقية «النيباد»، باعتبارها الإطار المؤسسى لتنفيذ المشروعات التنموية فى أفريقيا. عقب القمة الأفريقية المصغّرة، شارك الرئيس السيسى فى القمة الصينية الأفريقية المصغّرة على هامش أعمال قمة مجموعة العشرين بأوساكا، التى جمعته بكل من الرئيس الصينى «شى جين بينج»، ورئيس جنوب أفريقيا «سيريل رامافوزا»، والرئيس السنغالى «ماكى سال»، وسكرتير عام الأممالمتحدة «أنطونيو جوتيريش». وأكد الرئيس خلال القمة، حرص مصر على القيام بدور فاعل وداعم لتحقيق الأهداف المرجوة من المشاركة بين الصين وأفريقيا، لا سيما فى ظل رئاستها الحالية للاتحاد الأفريقى، مع التركيز فى هذا الصدد على أولويات التنمية فى أفريقيا، على أساس الملكية الوطنية لبرامج التنمية وأجندة التنمية الأفريقية 2063، وأهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة، وذلك بالتنسيق والتعاون المستمر مع أشقائنا فى القارة الأفريقية. وقال «راضى»، إن الرئيس أشار إلى أهمية بلورة نماذج عملية لتعزيز تعاون الصين مع أفريقيا، من خلال إقامة شراكات فاعلة، وبحث أفضل السبل لتمويل مشروعات البنية التحتية فى أفريقيا، مثل ممر «القاهرة/ كيب تاون»، ومشروع الربط الملاحى بين بحيرة فيكتوريا والبحر المتوسط، وغيرها من مشروعات البنية التحتية المهمة القارة، وذلك لأهمية لمثل هذه المشروعات لتعزيز حركة التجارة البينية بين الدول الأفريقية، وتحسين الأوضاع الاقتصادية فيها وتوفير فرص العمل لأبنائها، خاصة مع دخول اتفاقية التجارة الحرة الأفريقية القارية حيز النفاذ، معرباً عن التطلع إلى دعم جميع شركاء القارة، وعلى رأسهم الصين، لتحقيق الخطوات التنفيذية والتشغيلية لهذه الاتفاقية على أرض الواقع، بما يحقّق تطلعات شعوب ودول القارة الأفريقية. وأضاف «راضى» أن الرئيس أعاد تأكيد أهمية الدور الذى يمكن أن تضطلع به المنطقة الاقتصادية لقناة السويس فى تعزيز مبادرة الصين «الحزام والطريق»، ودعم تحقيقها للأهداف المرجوة منها، خاصة فى ضوء قيام مصر حالياً بتنفيذ مشروع طموح لتنمية محور قناة السويس، توظيفاً لموقعه الاستراتيجى المهم، وسعياً لكى يصبح مركزاً لوجيستياً واقتصادياً عالمياً.
