عبقريته ونبوغه قاداه لأن يمثل حالة فريدة من نوعها، فرغم التحاق محمود عامر ابن قرية كفر العرب مركز بنها، بكلية التربية، بعد أن خذله مكتب التنسيق فى الالتحاق بكلية الهندسة، فإنه نجح فى تصنيع أول طائرة هليكوبتر بلا طيار، باستخدام الحديد «الخردة» و«مواتير» السيارات، التى لم تتجاوز تكلفتها 25 ألف جنيه. الشاب الثلاثينى لم ينسَ يوماً موهبته، ولم ينشغل عنها بل إنه صمم على مواصلة تنميتها، وألحق ابنه الوحيد بالورشة كى يساعده: «ابنى الوحيد بيشاركنى فى ورشة اختراعاتى، عشان يتعلم منى». قرر «محمود» التخلى عن هموم السياسة وأوجاعها، وانخرط فى التفكير فى اختراعاته، والتأكيد على أنه لا مستحيل فى ظل تعليم مدخلاته لا تساوى مُخرجاته: «من صغرى وأنا باحب الهندسة والاختراعات وعملت اختراعات كتير، وآخرها ونش للمنزل، وماكينة توليد كهرباء، وكرسى متحرك للمعاقين يعمل بالكهرباء بذراع بلاى استيشن». راودت «محمود» فكرة الطائرة بعد تحدى أحد أصدقائه له بأنه لا يقدر على صُنعها، فقرر قبول التحدى وبدأ فى تنفيذ الفكرة بقراءة معلومات كافية عن الطائرات وكيفية الطيران: «صناعة الطيارة دى بلا دراسة صعب تحقيقها، ولكن أنا كنت قدّ التحدى»، لم يلجأ الشاب إلى أحد لطلب المساعدة، بل إنه منذ الشروع فى تنفيذ اختراعه وحتى النهاية كان بمفرده، وكل ما تمناه من المسئولين بالدولة هو الموافقة على براءة الاختراع، حتى يتمكن من تسويقه: «أنا مش محتاج حاجة من حد، غير أن المسئولين يتبنوا تنفيذ مشروعى»، ويستكمل: «كل همى أفيد وطنى، والقوات المسلحة تستفيد من اختراعاتى». المخترع المصرى يشعر بقلق من أن يكون مصير اختراعه كغيره من المُخترعين وتكون حبيسة الأدراج، مُطالباً الدولة بأن تنظر إلى اختراعه بعين الأهمية: «ياريت الدولة ماتمشنيش، وأنا مستعد لتحدى أمريكا باختراعاتى»، معبراً عن خوفه من التحليق بالطائرة حتى لا يُتهم بالانتماء إلى أى جماعات إرهابية: «نفسى أطير بالطيارة، وأعرّف العالم أن المصرى قادر على فعل أى حاجة، إذا توافرت له الإمكانيات».