بشرة سمراء تعلوها ابتسامة ناصعة البياض، وأعين مُتسعة بالفرحة، لكنها مليئة بالأوجاع والمعاناة التى حلت عليهم جراء التهجير من ديارهم، هذا ما جسده عدد من المصورين الفوتوغرافيين خلال معرض «النوبة.. ليست للبيع» لرصد النوبة من القلب، وإبراز أهم المعالم الأثرية التى تتمتع بها، بالإضافة إلى الصور التى تعكس معاناتهم بعد التهجير. حرص القائمون على تجسيد قدرة المواطن النوبى على الإبداع والتمسك بالحياة والبهجة رغم بساطة الحياة، حسبما قال إسلام الشرنوبى، أحد المصورين بالمعرض، الذى حرص على تناول الألوان على حقيقتها، كى يعرض الملامح الإنسانية والروح الطيبة التى يتمتع بها المواطن النوبى، وأوضح أن المصورين بالمعرض حرصوا على البعد عن الألوان المزيفة والمفتعلة التى سيطرت على تفاصيل الحياة اليومية التى عايشها المصريون خلال الآونة الأخيرة. «الشرنوبى» يرى أن النوبة فى حاجة إلى من يساندها، وأنها تتوجع جراء ما حدث لأهلها من تهجير القدم وحتى الآن «الشعب النوبى محتاجة اللى يطمنه، ويضمد جراحه»، مشيراً إلى أن المعرض يتناول العديد من الصور التى تم التقاطها بشكل طبيعى لتجسد الحياة النوبية التى لا يعرف عنها الكثير سواء فى مصر أو خارجها «النوبة هى أصل مصر، ومصر مش للبيع». «الشرنوبى» يرى أن مشروعه الفوتوغرافى يهدف إلى تجسيد الحنين للأرض، ورصد حكايات أهل النوبة بين الواقع المرير، والحنين لماضيهم وإمبراطوريتهم التائهة منهم، لافتاً إلى أن الحلم لم يتوقف عند معرض، بل إنه سيمتد إلى إقامة عدة معارض تهدف جميعها إلى إبراز الحياة النوبية ومعاناتهم حتى ينالوا مُبتغاهم.