ذكرت صحيفة فاينانشيال تايمز البريطانية أن مصر تسعى لإعادة تعريف أولوياتها للأمن القومي، بالإضافة إلى توسيع دائرة العلاقات الدبلوماسية لتشمل الدول التي تم تجاهلها أو تجنبها خلال عهد مبارك، إلا أن الرئيس مرسي لديه جدول أعمال أعقد بكثير من جدول أعمال سلفه، ومن المقرر بعد زيارته لإيران أن يزور الولاياتالمتحدة والبرازيل، وربما دولا أفريقية لإحياء العلاقات المصرية - الإفريقية التي تم تجاهلها لفترة طويلة. ونوهت الصحيفة إلى أنه بالرغم من أن إيران هي الداعم الرئيسي للرئيس السوري بشار الأسد، إلا أن الرئاسة في مصر ترى أن إيران ستكون جزءا من الحل وليست جزءا من المشكلة، وبالتالي يتعين أن تكون إيران جزءا من مجموعة الاتصال لحل الأزمة السورية التي تحتاج تعاون جميع الأطراف المؤثرة، بالإضافة إلى أن سوريا ستكون موضوعا للمناقشة خلال زيارة مرسي للصين، التي تعارض العقوبات الدولية أو التدخل العسكري ضد سوريا، بدعوى عدم التدخل في شؤون الدول الأخرى، أو فرض أيديولوجية معينة. وذكرت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية أنه بعد الجهود الفاشلة التي قامت بها جامعة الدول العربية والأمم المتحدة لوقف الحرب الأهلية في سوريا، يحاول مرسي تحديد مسار خاص ومستقل لمصر في السياسة الخارجية، عن طريق مبادرته لحل الأزمة السورية. وأكدت الصحيفة أن أزمة سوريا هي القضية الرئيسية التي يبحثها مرسي خلال زيارته إلى الصين، التي تدعم بشار الأسد وجيشه جنبا إلى جنب مع إيران وروسيا. واستطردت الصحيفة أنه بالرغم من أن سياسة مرسي تنطوي على التعاون مع أعداء الولاياتالمتحدة، إلا إنها تتناغم إلى حد كبير مع الهدف المعلن للغرب وهو إنهاء إراقة الدماء السورية. كما نقلت الصحيفة عن "بيتر هارلينج"، وهو باحث مختص بالأزمة السورية في مجموعة الأزمات الدولية، أن مرسي ربما يكون لديه فرصة للنجاح في تسوية الأزمة، فانتمائه للإخوان قد يسهل له المفاوضات من خلال علاقات حماس في عمق سوريا، كما أن مصر تتمتع بمصداقية لأنها تمثل نموذجا ناجحا في التحول الديمقراطي في الشرق الأوسط.