قالت الفنانة التونسية «درة» إنها فى انتظار عرض فيلمها الجديد «المعدية»، أمام مى سليم وهانى عادل، وإخراج عطية أمين، الذى تأجل عرضه بسبب الظروف السياسية التى تمر بها البلد. وأضافت فى ندوة «الوطن»، أنها قدمت فى هذا الفيلم دور فتاة محجبة، ولكنها قدمته بطريقتها الخاصة. وعبرت «درة» أيضاً عن سعادتها بتجسيد شخصية برلنتى عبدالحميد فى مسلسل «صديق العمر»، أمام جمال سليمان وباسم السمرة، من تأليف ممدوح الليثى، وإخراج عثمان أبولبن، مؤكدة أنها ستقدمها بعيداً عن الصورة النمطية لها عند المشاهدين الذين ينظرون إليها كفنانة إغراء رغم أنها كانت امرأة مثقفة. كما تطرقت إلى مسلسلها «سجن النسا»، الذى تشاركها بطولته نيللى كريم، وتأليف مريم نعوم، وإخراج كاملة أبوذكرى، مشيرة إلى أنه عمل حقيقى ومن الواقع. ■ كيف جاء ترشيحك لمسلسل «صديق العمر»؟ - تحدث معى المخرج عثمان أبولبن والشركة المنتجة للعمل لأجسد شخصية برلنتى عبدالحميد، والحقيقة أننى شعرت فى البداية بأنها بعيدة عنى تماماً، بالإضافة إلى أننى لم أفكر فى عمل مسلسل سيرة ذاتية على الإطلاق، والوحيدة التى فكرت فى تقديم سيرتها الذاتية فى عمل فنى هى الفنانة الراحلة وردة، لوجود صفات كثيرة متشابهة بيننا، ولكن عندما قرأت السيناريو وجدت أن هناك تفاصيل كثيرة لا يعلمها أحد عن «برلنتى»، خاصة حياتها الشخصية وتفاصيل علاقتها بالمشير عبدالحكيم عامر، إلى جانب أن المسلسل يلقى الضوء على حياة «المشير» وعلاقته ب«عبدالناصر»، صحيح أن هناك أعمالا كثيرة سابقة تحدثت عن جمال عبدالناصر ولكن الأعمال التى تناولت حياة «المشير» قليلة، ثم إن الناس تعرفت على شخصية عبدالحكيم عامر بشكل خاطئ، وتم ربط تاريخه بنكسة 67 فقط، ومن خلال المسلسل سيتعرف عليه الجمهور أكثر وعلى قصته الحقيقية. ■ ما المرجع الذى اعتمدتِ عليه فى تناول هذه الشخصية؟ - إذا اعتمد الممثل فى أعمال السيرة الذاتية على الأفلام فقط لن يصل إلى الشخصية الحقيقية التى يجسدها، لأنها بالتأكيد تختلف فى الأعمال الفنية عن الواقع الذى عاشته، وللأسف «برلنتى» كانت مقلة فى الظهور فى الإعلام، لذا اعتمدت على الكتابين اللذين قامت بتأليفهما، إضافة إلى أننى استمعت إلى بعض من عاصروها، ثم إن كاتب العمل الراحل ممدوح الليثى عاصر هذه الشخصيات بنفسه وكتب تفاصيل كثيرة لم نكن نعلم عنها شيئاً. ■ وهل سيتم التركيز على حياتها الفنية إلى جانب علاقتها ب«المشير»؟ - الأحداث تدور فى الفترة الزمنية من بداية الستينات وحتى انتحار المشير، و«برلنتى» كانت تلعب دوراً مهماً فى هذه الفترة سيتم التركيز عليه، فهى لم تكن ممثلة إغراء فقط، بل على العكس كانت شخصية مثقفة، وإلى جانب أنوثتها كانت صاحبة شخصية قوية، وتقول آراءها بجرأة شديدة، وفى آخر حوار لها قبل وفاتها مع الإعلامى عمرو الليثى قالت إن «المشير» مات مقتولاً، ولم تخف من قول ذلك، وكتبت كتابين عنه، وقالت إنه تعرض للظلم، وإلى جانب ذلك فهى امرأة مخلصة استمرت تحبه لفترة طويلة، وقبلت أن تتزوجه فى السر نظراً لظروفه، ورغم وجود فنانات أكثر نجومية وجمالاً منها حينها فإنه تزوجها وعاشا قصة حب قوية، لذا سنهتم فى المسلسل بقصة حبهما وكيف بدأت واستمرت أكثر من الاهتمام بأعمالها الفنية. ■ هل يجب أن يكون شكل الفنان قريباً من الشخصية التى يجسدها؟ - الاعتماد لا يمكن أن يكون على الشكل وحده، فهو ليس مقياساً، وأكبر مثال على ذلك أن صابرين فى مسلسل «أم كلثوم» لم تكن تشبهها لكنها نجحت فى إقناع المشاهد بروحها وتجسيد شخصيتها، فالروح هى الأهم، وجمال سليمان وباسم السمرة فى «صديق العمر» لا يشبهان جمال عبدالناصر وعبدالحكيم عامر. والميزة بالنسبة لى أن شخصية «برلنتى» ليست حاضرة بقوة فى ذهن الجمهور، فهى ليست مثل سعاد حسنى وفاتن حمامة اللتين أعتقد أن الاقتراب منهما مغامرة، لأنهما ما زالا فى ذهن الجمهور. ■ معظم مسلسلات السير الذاتية لم تنجح فى الفترة الأخيرة، ألا تخشين المجازفة بهذا العمل؟ - لا أحب الحكم السابق على أى عمل، ففى كل عام نفاجأ بأعمال تنجح لم نكن نتوقع لها النجاح، والعكس صحيح، فمقياس النجاح بالنسبة لى أن يكون العمل جيداً بصرف النظر عن كونه تاريخياً أو اجتماعياً أو سيرة ذاتية، والمهم هو تنفيذه بشكل جيد، وأنا لست خائفة من تجسيد شخصية «برلنتى»، وأذكر النجاح الذى حققه مسلسل «أسمهان» وكيف تفوقت سولاف فواخرجى فى الدور، لأن أسمهان ليست معروفة للجمهور بشكل كبير. ثم إن هناك عاملاً آخر يساهم فى النجاح، وهو أن القصة مملوءة بالدراما والأحداث السياسية فى فترة مهمة جداً من تاريخ مصر والوطن العربى، وعلاقة الصداقة بين الرئيس والمشير وكيف تحولت إلى علاقة عداء فى النهاية. ■ تشاركين فى رمضان أيضاً ب«سجن النسا»، حدثينا عنه؟ - العمل يقترب بشدة من الواقع، وسيكون أقرب عمل يتحدث عن «سجن النسا» فى مصر، بشكل واقعى وحقيقى، فهذا السجن شاهدناه من قبل فى عدد من الأفلام، لكنه كان عبارة عن أكليشيهات ثابتة، لكن المخرجة كاملة أبوذكرى والمؤلفة مريم نعوم، التى قامت بالمعالجة الدرامية للأحداث، تعملان بطريقة مختلفة، وذهبتا كثيراً إلى سجن القناطر، وتحدثتا معهن هناك. ومن خلال المسلسل سنرى نماذج مختلفة فى السجن؛ من السجانة إلى فتاة الليل والحرامية ومدمنة المخدرات والقاتلة والمريضة نفسياً، مع رصد لمشاكل المجتمع التى أدت إلى دخولهن السجن. ■ هل ساهم نجاح نيللى كريم فى مسلسل «ذات» العام الماضى فى موافقتك على مشاركتها العمل فى «سجن النسا»؟ - بالتأكيد، فبمجرد سماعى لفكرة «سجن النسا» واسم كاملة أبوذكرى ومريم نعوم ونيللى كريم، واللائى تابعت نجاحهن منذ «واحد صفر» - وأنا تحمست جداً للعمل، هذا إلى جانب أن العمل كله نسائى من مديرة التصوير نانسى عبدالفتاح، ومهندسة الديكور شيرين فرغل، والاستايلست ريم العدل، ما سيعطى مصداقية أكثر للعمل، لأن النساء يدركن مشاكل بعضهن بإحساس، وهذا سيساعد على إرسال الرسالة التى يحملها المسلسل للجمهور بشكل أفضل. ■ هل أزعجك تأجيل عرض فيلمك «المعدية» لأكثر من مرة بسبب الأحداث السياسية؟ - لا، لأن المنتج هو الذى يحدد الموعد المناسب لعرض الفيلم، وأعتقد أن لديه رؤية فى ذلك، وفقاً لحالة السوق، وقد شاهدت الفيلم فى مهرجان «دبى»، وأعلم جيداً أننا قدمنا فيلماً محترماً وجيداً، فإذا عرض الفيلم فى ظروف جيدة وأعجب الجمهور، كان بها، وإذا حدث عكس ذلك ولم يحقق الإيرادات المتوقعة، فنحن نعلم أن الفيلم جيد، وهناك أفلام كثيرة تنجح بعد عرضها، والفيلم الجيد سيفرض نفسه فى النهاية، وأتمنى من الإعلام دعم هذه النوعية من الأفلام التى تبتعد تماماً عن الابتذال وليس النقد اللاذع الذى انتشر بكثرة فى هذه الفترة. ■ هل يقاس نجاح الفيلم بحجم الإيرادات؟ وهل يشغلك تحقيقه لإيرادات أم لا؟ - لا أفكر بهذه الطريقة، حيث توجد حالياً أفلام بتركيبة معينة تجذب الجمهور وتحقق الإيرادات، وعرض علىَّ الكثير منها، لكنى لم أرَ نفسى فيها، وأحب أكثر أن أقدم أفلاماً تعيش لفترة طويلة وتظل فى تاريخ السينما. ■ قدمتِ فى الفيلم دور فتاة محجبة للمرة الأولى، فكيف تعايشت مع الشخصية؟ - شخصية «أحلام» فى «المعدية» تشبه أغلب البنات التى أراها فى مصر، لكنى قدمتها على طريقتى، حيث أردنا تقديم نماذج قريبة من الواقع. وحول ارتدائى للحجاب فدائماً ما يجذبنى الشىء المختلف والشخصيات الجديدة التى لم أقدمها من قبل، وقد قدمته بشكل طبيعى. ■ أخيراً، ما رأيك فى المسار الذى اتخذته الثورة التونسية؟ - لم تكتمل بعد، ونحن نحاول تحقيق الأهداف والمبادئ الجيدة التى حلمنا بها جميعاً.