شيعت بعد ظهر أمس جنازة رقيب الشرطة هادى حسنى حسن، من مسجد أبوكليب بعزبة أبوكليب، التابعة للوحدة المحلية لقرية سرسنا بمركز طامية بمحافظة الفيوم، وسط صراخ وعويل السيدات، بعد أن اتشحت العزبة بالسواد حزنا على فقدانه. ووسط أجواء الحزن والبكاء، وقفت «منة»، ابنة الشهيد، تنظر إلى من حولها من سيدات يتشحن بالملابس السوداء ويرددن «لا إله إلا الله»، كما جلس بعض الأهالى ينتظرون خروج الجثمان بجوار الترعة المجاورة لمسجد «أبوكليب»، الذى أقيمت فيه صلاة الجنازة فى حالة ذهول. أقيمت الصلاة على جثمان الشهيد فى مسقط رأسه، وسط حضور الآلاف من المواطنين، الذين رددوا هتافات خلال الجنازة منها «لا إله إلا الله.. الشهيد حبيب الله»، وتم لف جثمانه بعلم مصر بعدما جابت الجنازة الشوارع حتى وصلت إلى مقابر العائلة. وقال أيمن عبدالعظيم، الصديق المقرب للشهيد، ويعمل رقيب شرطة أيضاً، إن «هادى» كان دمث الخلق ويحب كل الناس، وكان يؤدى واجبه خلال حراسته للمنطقة الأثرية، وأضاف: «منهم لله الإرهابيين.. كل ده علشان الكرسى»، وتابع: «هو ده الإسلام اللى همّا يعرفوه.. الإسلام لم يقل هذا». بينما اتهم ابن عمه الجماعات الإرهابية بالصراع من أجل الكرسى، وقال «منهم لله.. منهم لله»، «هيخربوا البلد دى علشان الكرسى»، وقال: سندافع عن هذا البلد بدمائنا ونحن نحب مصر ولن نتركها للإرهابيين. ونعت محافظة الفيوم بكل أجهزتها الشعبية والتنفيذية، وفى مقدمتها الدكتور حازم عطية الله محافظ الفيوم، الرقيب الذى استشهد خلال الهجوم الإرهابى المسلح على المنطقة الأثرية بسقارة -بالبدرشين- أثناء تأديته للواجب الوطنى بحراسة المنطقة الأثرية مساء أمس الأول. يذكر أن الشهيد متزوج وأب لثلاثة أبناء، هم: حسنى «8 سنوات»، منة «4 سنوات»، ملك «سنتان»، وهو أخ لشقيقين و3 بنات، وأنه كان مقررا أن تقام جنازة عسكرية للشهيد فى مسجد ناصر بمدينة الفيوم، غير أن عائلة الشهيد تسلمت جثمانه صباح أمس، وتوجهت به مباشرة إلى مسقط رأسه ليوارى جسده التراب.