واصلت أمس محكمة جنايات بورسعيد برئاسة المستشار صبحى عبدالمجيد، جلسات محاكمة المتهمين بارتكاب مذبحة ستاد بورسعيد التى أعقبت مباراة الأهلى والمصرى، وراح ضحيتها 74 شهيداً من جماهير الأهلى، فى اليوم الأول من شهر فبراير الماضى. وشهدت جلسة الأمس وهى الجلسة الثامنة فى المحاكمة، حالة من الهرج والمرج بسبب تشكيك المتهمين وأسرهم فى الخبير الفنى المكلف بعرض الأقراص المدمجة التى تحتوى تصوير لقطات خاصة بالأحداث، حيث قاطعوا المحكمة أثناء سماعها للشاهد واتهموا الخبير بالتلاعب فى الأحراز وتبديل بعض الأسطوانات وتسجيلها، وهو ما تسبب فى حدوث مشادات كلامية بين الدفاع والمحكمة. بدأت الجلسة فى العاشرة والنصف من صباح الأمس، واستمعت المحكمة فى بدايتها إلى شهادة «عمرو محمد عبدالسلام» المخرج بقناة مودرن سبورت وسألته المحكمة عن معلوماته حول الواقعة بحكم وجوده فى مكان الأحداث، فأكد أنه كان ينقل الأحداث عن طريق البث المباشر، وكان موجوداً بالمقصورة الرئيسية لاستاد بورسعيد وحدثت الفوضى فى البداية عقب نهاية الشوط الثانى فور إطلاق الحكم صافرة النهاية مباشرة، فنزلت الجماهير لأرض الملعب وتوجهوا إلى مدرجات الأهلى، وشاهد الاعتداءات التى تمت على المجنى عليهم من خلال التصوير المباشر من كاميرات الملعب. وقال الشاهد إنه عند محاولته تصوير تلك الأحداث بهاتفه المحمول تجمع حوله عدد كبير من الجماهير البورسعيدية وقاموا بالتعدى عليه، إلا أن أحدهم تدخل وقال: «بلاش تبقوا كلكم على واحد، كفاية واحد بس يقوم بيه والباقى يروح لبتوع الأهلى»، وقال الشاهد إنه تعرض لضربة على جسده بكرسى حديدى، وأشار إلى أنه نجح فى الإفلات منهم عندما تحدث باللهجة البورسعيدية وأقنعهم بأنه من المدينة. وقال الشاهد: «جريت بعدها للمكان اللى كان فيه «جوزيه» المدير الفنى للنادى الأهلى، وكامل أبوعلى رئيس النادى المصرى؛ لأن الأمن كان حواليهم، وبعدها خرجت من البوابة أنا ومدير الإنتاج بالقناة، وقابلنا طفلاً وقال لنا: «أدينا وريناكوا الرجالة»، فقلت له: «إن أنا من التليفزيون ومش أهلاوى وبعدها ركبنا العربية ورجعنا على القاهرة». وتابع المخرج: «لما رجعت القاهرة، دخلت المستشفى وبعدها وصلنى استدعاء النيابة العامة للشهادة على اللى شفته فى بورسعيد». بدأ الدفاع فى توجيه بعض الأسئلة للشاهد، ثم طلب مناقشته بعد مشاهدة الأحراز، ومقاطع الفيديو التى قام بتصويرها وإخراجها لقناة مودرن سبورت، وأشار أحدهم إلى أن الشاهد يحاول إثبات الاتهام ولم يحضر للشهادة، فانفعل رئيس المحكمة وأكد أن الشاهد حلف اليمين وهو مسئول عن أقواله، وقال الدفاع إن من يقوم بالعمل على تشغيل السيديهات هو موظف تابع للنيابة العامة وليس الخبير الفنى التابع للتليفزيون، مما أثار مشادة كلامية بين المحكمة والدفاع الذى قال إنه ربما يكون قد حدث تلاعب فى السيديهات وإنها يتم نسخها الآن أمام المحكمة، بعد إخراجها من الأحراز، لإثبات الاتهامات على المتهمين، وأن الخبير الذى حضر ترك الموظف واكتفى فقط بالمشاهدة عن بعد. واعترض المدعون بالحق المدنى على تشكيك الدفاع فى عمل وإجراءات المحكمة، وأثبت الدفاع فى محضر الجلسة أن الخبير قرر وجود عيب فنى بالأسطوانة المدمجة التى قدمت للمحكمة، ثم عاد وقال إنه يحتاج إلى عشر دقائق لتشغيلها، وطلب من المحكمة مناظرة الأسطوانات المدمجة ومقارنتها بالمسجلة فى تحقيقات النيابة قبل عرضها للاعتراض، وهو ما دفع ممثل النيابة للاعتراض على اتهامات الدفاع بالتلاعب فى الأحراز، وأثبت اعتراضه بمحضر الجلسة. ونفى الشاهد أن تكون قوات الأمن على علم بنزول ألتراس إلى أرض الملعب، أو الاعتداء على جمهور الأهلى، لكنه أمر معتاد عند الاحتفال بالفوز، وجمهور النادى الأهلى فعل ذلك من قبل فى مباريات سابقة مع المصرى، ونزل بعضهم إلى أرض الملعب، وقال: «ما حدث كانت علقة ساخنة من جماهير المصرى، لألتراس الأهلى، وكان الهدف حل رابطة مشجعى الأهلى ولذلك سرقوا التى شيرتات الخاصة بالرابطة واللافتات الخاصة بها». وأثناء حديث الشاهد، صرخ المتهمون من داخل قفص الاتهام بشكل مفاجئ وقالوا للمحكمة إن الخبير قام أمام أعينهم بتبديل الأسطوانات المدمجة ووضع بعضها داخل مظروف ورقى معه، فقامت المحكمة بمعاينة الأسطوانات والاطلاع عليها، وإخراج الخبير من القاعة، بينما أمر القاضى بطرد 2 من أهالى المتهمين لقيامهم بالحديث بصوت عالٍ وبشكل متكرر يعطل عمل المحكمة. وتابع الشاهد أقواله مؤكداً أن مديرية أمن بورسعيد كانت موجودة بالكامل فى المباراة وحرصت على أن تكون المباراة مؤمنة بالكامل، وتم الدفع ب 17 تشكيل أمن مركزى، وعدد كبير من الضباط والأفراد، وقال إنه بالنسبة لعمليات تفتيش الجمهور، فهى مسئولية إدارة أمن النادى المضيف وهيئة الاستاد، ويكون دور الشرطة فقط التدخل فى حالات الاشتباك، ووجه الدفاع للشاهد عدة أسئلة حول المتهمين المقبوض عليهم، فقال إن هناك 52 متهماً تم القبض عليهم فى الاستاد والمدرجات، وإن الظروف كانت أكبر من الجميع كما حدث فى التحرير وقت الثورة، وأن الخطأ فى طلب القبض على أحد المتهمين ويدعى «سعد زغلول» وآخر تبين أنه توفى فى الأحداث، وآخر تبين إصابته، وأن ذلك يعود لخطأ فى التحريات، وتم الاعتذار عنه بعدها، بسبب تسرع الشرطة فى محاولة التوصل للمتهمين. وأكد الشاهد أن التحريات أثبتت وجود اتصالات بين اللواء محسن شتا المتهم فى القضية، وهو المدير التنفيذى للنادى المصرى، مع أفراد من قيادات رابطة ألتراس المصرى بعد الثورة وذلك للتنسيق فى هتافات التشجيع، وأن التواصل بينهما ساعد فى وقوع الاعتداءات على جماهير الأهلى، وأن عدداً من أفراد الشرطة السرية كانوا موجودين فى مدرجات الأهلى وساعدوا فى فض الاشتباكات وهو ما أدى لمقتل أحدهم، نافياً وجود تقصير من جانب الشرطة، بل قامت بواجبها وهو ثابت من الإصابات التى لحقت ببعض أفراد الشرطة، ولولاها لكثرت الوفيات، وأشار إلى أن البوابة الحديدية اعتاد الأمن على إغلاقها على الجمهور الضيف لمنع دخول أحد والاعتداء عليهم، وأن البوابة بها خطأ هندسى، فهى تفتح للداخل، ولو كانت البوابة مفتوحة لقللت من حجم الإصابات والوفيات.