بعد 4 أيام من انتخابات البرلمان الأوروبي في 28 دولة وأمام 426 مليون شخص المؤهلين للتصويت، أعلن مسؤولون أنّ حزب الشعب الأوروبي "يمين الوسط" فاز بأكبر عدد من المقاعد في البرلمان الأوروبي، إلا أنّ الأحزاب المشكّكة بأوروبا تمكّنت من تحقيق مكاسب قويّة، وذلك استنادًا إلى أحدث التوقّعات. وفاز حزب الشعب الأوروبي ب178 مقعدًا بعد أنّ كان يتمثّل ب216 مقعدًا في البرلمان المنتهية ولايته، متقدّمًا على خصمه التقليدي تحالف الاشتراكيّين والديمقراطيّين من يسار الوسط الذي حصد 152 مقعدًا، بعد أنّ كان يشغل 185، وفقا لما قاله الناطق باسم البرلمان جاومي دوتش، في مؤتمر صحفي. وحقّقت سائر الأحزاب الشعبويّة والمشككة في أوروبا وأيضًا اليمينية المتطرّفة، فوزًا بأكثر من 100 مقعد، فضلا عن ارتفاع حصّة ائتلاف "أوروبا الأمم والحرّية"، الذي يضمّ حزب التجمّع الوطني الفرنسي ونائب رئيس الوزراء الإيطالي ماتيو سالفيني، من 37 إلى 55 مقعدًا في البرلمان الأوروبي المكوّن من 751 مقعدًا، حسب ما ذكرته "سكاي نيوز". كما زادت حصيلة تحالف "أوروبا من أجل الحرّية والديمقراطيّة المباشرة"، الذي يضمّ الشريك الحكومي لسالفيني "حركة خمس نجوم" وحزب "بريكست" البريطاني، من 42 مقعدًا إلى 5. أسباب عدة دفعت لتصاعد فوز سائر الأحزاب الشعبويّة والمشكّكة بأوروبا وأيضًا اليمينيّة المتطرّفة، أوضحها سيد مجاهد الباحث في الشأن الأوربي، بينها التأثر بأمريكا التي تعتبر القائد بالنسبة لهم في الغرب، والتي تنحاز مؤخرا إلى الأحزاب الشعبويّة والمستقلة. وأضاف مجاهد ل"الوطن" أنّ من بين الأسباب أيضا تعامل الأحزاب اليمينية مع بعض المشكلات محط اهتمام الشعب الأوروبي، مثل الهجرة واللاجئين ومواجهة الإرهاب، ما يجعل تلك الأحزاب بسياستها الخاصة تتصاعد في أوروبا، لافتا إلى أنّ أكبر مفاجأة في تصاعد الأحزاب اليمين والشعبوية، هو حزب العمال الهولندي الذي حقق 18% من الأصوات، ما يسمح له بحجز 5 مقاعد في البرلمان الأوربي. ولفت الباحث الأوروبي إلى أنّ فوز سائر الأحزاب الشعبويّة واليمينيّة المتطرّفة، وقدرتها في الحصول على مقاعد في البرلمان الأوروبي على حساب الأحزاب التي لها تاريخ في اوروبا، يدل على تصاعد السياسات الخاصة بالأحزاب اليمنية في أوروبا. وتصدّر حزب التجمّع الوطني اليميني المتطرف بزعامة مارين لوبن انتخابات المجلس الأوروبي في فرنسا، معطيا استطلاعان أجراهما مركزا "إيفوب فيدوسيال" و"هاريس إنتراكتيف أجانس إيبوكا" التجمّع الوطني ما بين 24 و24.2% من الأصوات، يليه التحالف الوسطي لماكرون بنسبة تراوح بين 22.5 و23%، فيما نال حزب الخضر ما بين 12 و12.7%، متخطيا النسبة التي حققها في انتخابات عام 2014 حين نال 8.9%. وحقق حزب فيديس بزعامة رئيس الوزراء المجري القومي فيكتور أوربان، فوزا ساحقا في انتخابات المجلس الأوروبي، وبحسب نتائج الاستطلاع فاز حزب فيديس ب56% من أصوات المقترعين، متقدما بفارق كبير على المعارضة اليسارية المتمثّلة بالحزب الاشتراكي والتحالف الديمقراطي اللذين نال كل منهما 10%. وفي هولندا حصلت الأحزاب المؤيدة للاتحاد على 70% من الأصوات بزيادة قدرها 3 نقاط عن انتخابات البرلمان الأوروبي السابقة في 2014، ليحتل حزب تيري بوديت الجديد المناهض للهجرة المركز الرابع بحصوله على 11%. وقال المتحدث باسم البرلمان الأوروبي إنّ نسبة المشاركة في الانتخابات المحورية لهذا العام تقترب من 51% ل 27 دولة، وفقا للاحصاءات الأولية، مضيفا أنّ النسبة التي تستثني بريطانيا، هي الأعلى منذ 20 عاما على الأقل، وتسير عكس اتجاه سنوات من الانخفاض المستمر.