رحب وزير الخارجية الأميركي جون كيري، اليوم، بالمحادثات الرفيعة المستوى التي جرت بين الكوريتين، محذرًا بيونغ يانغ من أي محاولة لتخريب المناورات الأميركية الكورية الجنوبية المرتقبة. وشدد كيري على أن بلاده لن تقبل أبدا أن تصبح كوريا الشمالية قوة نووية وأنه سيرفض الحديث مع بيونغ يانغ "لمجرد متعة التحادث". وأضاف "سبق أن فعلناها ونريد أن نتأكد من أننا سنجري محادثات "حقيقية"، مضيفا أنه يتعين على كوريا الشمالية إتخاذ إجراءات مهمة" من أجل نزع قدراتها العسكرية النووية قبل إمكان بدء حوار. وتريد بيونغ يانغ وبكين، حليفتها الكبرى الوحيدة، استئناف المفاوضات السداسية التي توقفت منذ أواخر 2008 والتي تهدف الى إقناع كوريا الشمالية بالتخلي عن برنامجها النووي في مقابل الحصول على مساعدة ولاسيما على صعيد الطاقة. كما أبدى كيري دعمه لجهود رئيسة كوريا الجنوبية بارك غوين-هيي لاحلال إجواء من الثقة مع الشمال، مرحبا بمبادرة دبلوماسية أجازت مؤخرًا للكوريتين تنظيم لقاء على أعلى المستويات للمرة الأولى منذ سبع سنوات. وستجري سلسلة محادثات ثانية، غدًا، في بلدة بانمونجوم الحدودية بعد لقاء أول انتهى في وقت متأخر، أمس، من دون تقدم يذكر أو بيان مشترك. واعتبر المتحدث باسم الرئاسة الكورية الجنوبية مين كيونغ-ووك ان هذه المحادثات تجيز "اطلاعنا على نوايا كوريا الشمالية. كما انها فرصة لنا كي نشرح مبادئنا بوضوح". أما الشمال فيأمل في إقناع الجنوب بارجاء مناورات عسكرية مشتركة بين الجيشين الكوري الجنوبي والأميركي قبل استئناف اجتماعات العائلات الكورية التي فرقت بينها الحرب والمرتقبة بين 20 و25 فبراير. وتبدأ المناورات العسكرية الأميركية-الكورية الجنوبية في 24 فبراير وترفض سيول أرجاءها مؤكدة أن لا علاقة لها مع لقاءات العائلات، الأمر الذي تكرره واشنطن، لكن بيونغ يانغ تعتبر هذه المناورات تدريبًا على اجتياح أراضيها، فيما تؤكد سيول وواشنطن أنها مناورات "دفاعية". من جهة أخرى دعا كيري كوريا الجنوبية واليابان إلى تحسين علاقاتهما و"نسيان الماضي" لضمان استقرار المنطقة. وصرح كيري في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الكوري يون بيونغ-سي بعد لقاء معه أن "نسيان الماضي ليس رهنا باليابان وكوريا الشمالية وحدهما". وتابع "من الجوهري في الوقت نفسه الحفاظ على تعاون ثلاثي متين في وجه التهديد النووي الكوري الشمالي"، وسيول هي المرحلة الاولى من جولة يقوم بها جون كيري في آسيا هي الخامسة له خلال سنة في هذه المنطقة التي تعتبرها واشنطن "محور" سياستها الخارجية. وسيزور كيري بكين وجاكرتا في إطار التوتر المستمر في المنطقة بسبب مطالب الصين في بحر الصين، وفي بكين، سيشجع كيري الحكومة الصينية على "استخدام النفوذ الفريد الذي تتمتع به" لاقناع بيونغ يانغ بابداء رغبة حقيقية في احياء المفاوضات السداسية (الكوريتان وروسيا واليابان والصين والولايات المتحدة).