احتفل الأقباط، اليوم، بعيد القيامة، بحسب تقويم الكنائس الشرقية، واستقبل البابا المهنئين بالعيد في المقر البابوي بالكاتدرائية المرقسية بالعباسية، وسط حراسة أمنية مشددة، إذ منعت الكاتدرائية دخول السيارات إلى داخل جدرانها أو السماح لحاملي الحقائب الكبيرة أو أكياس المأكولات بالدخول. ووقف كورال الكنيسة يرنم على سلالم المقر البابوي، بترانيم العيد، واستقبل البابا المهنين داخل المقر، الذين توافدوا منهمالأساقفة والكهنة ومجالس الكنائس من التاسعة صباحا وحتى العاشرة والنصف صباحا، قبل أن تفتح الكاتدرائية أبوابها لاستقبال المهنئين من المسؤولين وكبار رجالات الدولة ورؤساء البعثات الدبلوماسية، وحرص البابا على توزيع الحلوى على المهنئين وخصوصًا الأطفال. وكان من أبرز المهنئين بالعيد، محافظ القاهرة اللواء خالد عبدالعال، وسامح عاشور نقيب المحامين، والمستشار عدلي حسين محافظ القليوبية الأسبق، والدكتور علاء عبد الحليم محافظ القليوبية الحالي، واللواء مصطفى النمر مساعد وزير الداخلية لشرطة النقل والمواصلات، ووفد رسمي من حزب الحرية المصري، والشيخ عماد طه خير الله ، ممثل مجمع البحوث الإسلامية، الذي القى قصيدة شعر لتهنئة البابا بالعيد وسط تصفيق رجال الكنيسة. البابا يحتفل بشم النسيم اليوم في وادي النطرون.. ويؤكد: الأعياد فرصة لمقابلة المحبين وقال البابا في تصريحات له، خلال استقبال المهنئين، إن الأعياد فرصة طيبة لمقابلة جميع المحبين، وأن العيد هو يوم فرح على كل المستويات، مشيرا إلى سعادته بلقاء شيخ الأزهر والمفتي ووزير الأوقاف أمس في المقر البابوي بالكاتدرائية المرقسية بالعباسية، حينما جاءوا لتقديم التهنئة بعيد القيامة لافتا إلي أن هناك نوعين من البشر نوع يصنع الأمل ونوع يصنع الألم، قائلا: "هناك بعض الشخصيات دائما يزرعون الأمل والرجاء في الآخرين". وأضاف البابا، أن العدو الأول في المفهوم المسيحي هو الشيطان، ولكن المسيحية تعالمهم التعامل بمحبة مع كل البشر حتي هؤلاء الذين يظهرون العداوة لأنه من الممكن أن يعود ويتوب ويسير في الطريق الصحيح، قائلا: "البشر جميعا صنعة يد الله، والسلام عطية وهبة سمائية، ودائما نطلبها من الله ويجب أن تكون قلوبنا دائما ممتلئة ومهيئة للسلام". وأكد البابا أنه ينظر نظرة خاصة للشهداء في كل مكان ويقدم المواساة إلي ذويهم ويصلي إلي الله دائما أن يشفي المصابين، ويطلب دائما التعزيات السمائية من أجل جميع المتألمين. وقدم البابا، التهنئة للأقباط بالعيد، لافتا إلى أن عيد القيامة ارتبط في أذهان الجميع بأعياد شم النسيم، وهو يوم يجمع كل المصريين، قائلا: "عيد الربيع يوافق 21 مارس ولكنه كان يأتي في وقت الصيام، وقديما حوله الأقباط لليوم التالي لعيد القيامة من أجل الاحتفال والفرح بالطبيعة". وعقب انتهاء البابا من استقبال التهاني بالعيد، غادر الكاتدرائية المرقسية بالعباسية، متوجهًا إلى دير الأنبا بيشوي بوادي النطرون، حيث يحرص على قضاء عيد شم النسيم كعادته كل عام في أديرة وادي النطرون، ولقاء أعضاء المجمع المقدس للكنيسة، وإقامة مأدبة غداء سنويًا بتلك المناسبة. وكانت الكنائس المصرية، أقامت، مساء أمس، قداسات عيد القيامة، بحضور مندوبين عن الرئيس عبدالفتاح السيسي، إذ ترأس البابا تواضروس، القداس في الكاتدرائية المرقسية بالعباسية، وترأس الأنبا إبراهيم إسحق، بطريرك الأقباط الكاثوليك، القداس في كاتدرائية السيدة العذراء بمدينة نصر، وترأس القس الدكتور أندرية زكي، احتفال العيد في الكنيسة الإنجيلية بمصر الجديدة، وترأس المطران منير حنا، رئيس الكنيسة الأسقفية، القداس في كاتدرائية جميع القديسين بالزمالك. وتناولت كلمات الأساقفة ورؤساء الكنائس التي القيت أثناء قداسات العيد، الصلاة لمصر والرئيس السيسي والقوات المسلحة والجيش في مواجهة الإرهاب، حيث أعلن بطريرك الكاثوليك الصلاة من أجل أن يعمَّ السلام العالم المثقل بالآلام والأحزان، ومن أجل جميع الشهداء ضحايا العنف والتطرف والجهل، في نيوزيلاندا ونيجيريا. وأضاف بطريرك الكاثوليك: "نصلي من أجل مصرنا الحبيبة ورئيسنا الذي يسعى بِكُلِّ إخلاص وجهد لبناء ونهضة هذا الوطن، نلتمس من الله عزّ وجلّ أن يحفظه وأن يمده بالصحة، كما نصلي من أجل جميع المسؤولين وجنود الوطن، ورجاؤنا قوي في أن تنهض بلادنا بالمحبّة والعدل والمساواة والإخلاص، تحية وإجلالاً للأبطال في سيناء وفي كل مكان الذين يسهرونَ من أجل صيانة الأرواح والحياة، تحية لِكُلِّ أم تشعل في بيتها نور الحب والعطاء، تحية لِكُلِّ أبٍ يتفاني في تربية أولاده وخدمة وطنه، تحية لكل إنسان يجتهد لإسعاد الإنسان الآخر، تحية لكل إنسان يعمل للسلام وللتعايش وخير البشرية". وثمن رئيس الطائفة الإنجيلية، ما يبذله الرئيس عبدالفتاح السيسي من جهود مضنية في ترسيخ دعائم دولة المواطنة والمساواة، مشيرا إلى أن ما ينجزه الرئيس سيكتب في تاريخ الوطن بحروف مضيئة كمرحلة فارقة تنقل مصر إلى عهد جديد، كما هنأ المصريين بنتيجة الاستفتاء على التعديلات الدستورية، قائلا: "التعديلات الدستورية خطوة هامة في سبيل استكمال مسيرة التجديد والتغيير والتطوير".