عادت الحياة إلى طبيعتها فى مختلف مدن وقرى شمال سيناء، اليوم، فى أعقاب انتهاء الاستفتاء على التعديلات الدستورية، الذى استمر ل3 أيام، لتشكل أحد أبرز المكاسب التى حققتها المحافظة بعد نهاية الاستحقاق الدستورى، فى الوقت الذى مرت فيه عمليات التصويت بمختلف اللجان فى محافظة سوهاج دون أن تشهد أى مشاجرات بين العائلات المتخاصمة، على عكس الكثير من الاستحقاقات الانتخابية السابقة، بالإضافة إلى تحقيق قرية «البصارطة»، التى كانت تُعد أحد أهم معاقل جماعة «الإخوان» فى محافظة دمياط، أعلى نسبة تصويت لأول مرة فى تاريخها. ففى شمال سيناء، قامت قوات الشرطة بإزالة جميع الحواجز الحديدية والمصدات الخرسانية من أمام المدارس التى جرت فيها عملية الاستفتاء على التعديلات الدستورية، كما فُتحت جميع الطرق فى مدن العريش والشيخ زويد وبئر العبد، فيما أعلن المحافظ، اللواء محمد عبدالفضيل شوشة، عن منح «مكافآت مالية» للقرى الأكثر تصويتاً فى الاستفتاء، وجاء فى بيان أصدرته المحافظة أمس، أنه بعد إعلان نتائج التصويت وأعداد المشاركين فى كل لجنة، سيتم منح القرى صاحبة النسب الأعلى مكافآت مالية، بعد انتهاء أعمال الفرز وإعلان النتائج. إزالة الحواجز الحديدية من أمام مدارس العريش وزويد وبئر العبد.. و"البصارطة" معقل "الإخوان" الأعلى إقبالاً على اللجان فى دمياط وفى سوهاج، لم تسجل الأجهزة الأمنية وقوع أى مشاجرات خلال أيام الاستفتاء على التعديلات الدستورية، باستثناء بعض المشاحنات الطفيفة، التى تم التعامل معها فى حينها، وكانت السمة الغالبة أن الجميع اتفقوا على العمل من أجل الوطن والصالح العام، حيث تقابل أبناء العديد من العائلات المتخاصمة داخل اللجان، دون حدوث احتكاكات بينهم، وتسابقوا على حشد المواطنين للإدلاء بأصواتهم فى الاستحقاق الدستورى، على عكس انتخابات مجلس النواب، التى شهدت صراعات دامية، استخدمت فيها الأسلحة النارية، وتسببت فى حدوث انقسامات بين عدد كبير من العائلات. وأكد مصدر أمنى بمديرية أمن سوهاج أن أيام الاستفتاء على الدستور لم تسجل حدوث أى خلافات داخل اللجان، البالغ عددها 787 لجنة، موضحاً أن الأجهزة الأمنية لم تسجل أى بلاغات، سوى بلاغ واحد لمشاجرة بقرية «أولاد سلامة»، بمركز المنشاه، خلال اليوم الثانى للاستفتاء، وكانت المشاجرة بعيداً عن مقر لجنة التصويت، بسبب خلافات سابقة بين عائلتين، وأسفرت عن إصابة أحد الأشخاص بطلق نارى، وتم ضبط المتهمين، وحل الخلاف بين الطرفين. «عبدالحكيم العش»، عضو مجلس الشعب السابق، أكد أن أيام الاستفتاء على الدستور كانت فرصة طيبة لإعادة الود والعلاقات الطيبة بين العائلات، التى توجد بينها خلافات أو خصومات ثأرية، حيث حرص الجميع على المشاركة فى الاستفتاء بهدف استقرار البلاد، واستكمال مسيرة الإنجازات، التى بدأها الرئيس عبدالفتاح السيسى، موضحاً أن «غالبية من خرجوا للتصويت على التعديلات الدستورية يعلمون جيداً أن تغيير الرئيس فى تلك المرحلة قد يكون له أضرار على البلاد، لأن الجميع يشاهد بعينه حجم الإنجازات التى تحدث، وحجم التحديات التى تواجهها البلاد، والكل يريد الاستقرار والبناء». وأكد «العش» أنه شاهد بنفسه العديد من أبناء العائلات المتخاصمة يقفون داخل اللجان جنباً إلى جنب، دون حدوث ما يعكر صفو أجواء التصويت، معتبراً أن الخلافات بين هذه العائلات بدأت فى «الذوبان»، ونحَّت جميع العائلات خلافاتها، واتفق كبار هذه العائلات على أن «التصويت فى الاستفتاء على التعديلات الدستورية واجب وطنى»، مشيراً إلى أن الاستفتاء فتح المجال أمام لجان المصالحات لحل الخلافات بين كثير من العائلات المتخاصمة، بعد أن قرَّبت بينهم وجهات النظر، ووُجدوا مع بعضهم البعض داخل اللجان. وقال «السيد فؤاد عباس»، عمدة قرية «نجوع الصوامعة غرب»، بمركز طهطا، شمال المحافظة، إن الانتخابات البرلمانية دائماً ما تخلِّف صراعات وعداوات بين العائلات، بخلاف الانتخابات الرئاسية والاستفتاء على الدستور، التى توجد حالة من التفاهم بين جميع العائلات، مؤكداً أن قريته بها خلافات بين عدد من العائلات، وكان أبناء هذه العائلات يوجدون داخل اللجان، دون حدوث أى خلافات بينهم، بل على العكس، فقد سادت أجواء من الود بين الجميع، وكان همّهم الأكبر حشد المواطنين للتصويت، من أجل استقرار البلاد. وفى دمياط، وجَّه أهالى قرية «البصارطة» ضربة قاضية ل«تنظيم الإخوان»، خلال الاستفتاء على التعديلات الدستورية، حيث سجَّلت القرية، التى لطالما وُصمت بأنها أحد أهم معاقل «الجماعة الإرهابية» فى المحافظة، أعلى نسبة مشاركة فى التصويت، لأول مرة فى تاريخها، حيث خرج أهالى القرية للمشاركة فى الاستحقاق الدستورى وللتخلص من «وصمة العار» التى تلاحق قريتهم. «عبده الباز»، أحد أهالى القرية، قال ل«الوطن»، إن نسبة التصويت فى الاستفتاء على التعديلات الدستورية فى «البصارطة» هى الأعلى بمحافظة دمياط، معتبراً أن «هذا إثبات من أهل القرية على أنهم وطنيون، ويقفون إلى جانب وطنهم فى وقت الشدة، وليثبتوا أيضاً أن الوصف الذى يُطلق على قريتهم من فترة، كان بسبب وجود بعض المنتمين للفئة الضالة بها». أما رئيس الوحدة المحلية لقرية «البصارطة»، روضة منير، فقد وجَّهت الشكر إلى أهالى القرية، على مشاركتهم الإيجابية فى الاستفتاء على التعديلات الدستورية، وعلى المظهر الحضارى الذى ظهرت به.