زينت «التيجان وخواتم سعف النخيل» رؤوس وأصابع الأقباط أمام اللجان الانتخابية، خلال فعاليات الاستفتاء على تعديلات الدستور أمس، حيث تزامنت احتفالات «أحد السعف»، مع اليوم الثانى للاستفتاء بمصر، لذلك قررت أسر قبطية ومجموعات من المصلين فى الكنائس التوجه مباشرة عقب القداسات إلى اللجان فى مختلف المحافظات، حرصاً منهم على المشاركة فى الاستفتاء تأكيداً لمبدأ المواطنة. أسر قبطية داخل اللجان ب"التاج وخاتم السعف".. وأوتوبيسات لنقل المصلين من كنائس الإسكندرية بمجرد انتهاء شعائر أحد السعف داخل الكنيسة المجاورة لمنزلها فى منطقة الزاوية الحمراء، سارعت سارة مدحت، لمرافقة والديها إلى إحدى اللجان الانتخابية للمشاركة فى ثانى أيام الاستفتاء، برفقة والديها، رغم أنها ليس لها التصويت إلا أن المشاركة، ولو شكلياً، كانت تعنى لها الكثير، وعن هذه التجربة قالت الفتاة صاحبة ال 12 ربيعاً: «أول مرة أنزل انتخابات وعايزة أول ما أدخل أحط صباعى فى الحبر مع بابا». «سارة» سارت فى اتجاه اللجنة وعلى رأسها تاج من السعف وفى يديها خواتم اشترتها من أحد الباعة أمام الكنيسة، وزاد ابتهاجها الأغانى الوطنية الصادرة من مكبرات الصوت فى الشوارع، وأضافت: «حاسة إن فيه حاجة حلوة مختلفة، غير باقى الأيام العادية، فى أغانى فى كل حتة والناس مبسوطة ده غير أن النهارده عيد السعف، صلينا واحتفلنا فى الكنيسة». أسامة عزيز، مندوب مبيعات، لم يستطع المشاركة خلال اليوم الأول للاستفتاء، لظروف عمله، لكن حصوله على إجازة بمناسبة أحد السعف، شجعه على المشاركة بعد انتهاء القداس فى الكنيسة برفقة زوجته، وقال: «بحب الريس عشان قدم كتير للبلد، مانزلتش أول يوم بسبب شغلى، لكن النهارده كان إجازة بمناسبة عيد السعف، رُحت الكنيسة احتفلت وجيت من الكنيسة على الاستفتاء مباشرةً، وكنت حريص على اصطحاب بناتى معى». إيفون حرصت على اصطحاب فتاتها الوحيدة ميرنا وشقيقتها عقب خروجهن من الكنيسة المجاورة لمعهد الصحافة الذى أدلت فيه بصوتها بعد جولة طويلة عند باعة السعف اخترن خلالها ما يناسبهن، قلادات وأطواق لتزيين الرأس بالإضافة إلى القلادات والصلبان، وأكدت أن هذه التعديلات تحمل منافع كثيرة خاصة للمرأة وحصتها من التمثيل فى الحياة السياسية وفرص العمل، مضيفة: «إحنا أهم حاجة عندنا بلدنا تبقى أحسن والعيشة تبقى حلوة والأهم إن لينا صوت وبيتاخد رأينا فى رسم مستقبل البلد، وده واجب وطنى وفرحتنا كملت لما نزلنا صوّتنا». «رُحنا الكنيسة وجينا على الاستفتاء»، هكذا قالت مريم وهى تسير مع زوجها ونجلهما، وتابعت: «اليوم عيد لكل المصريين والعيد مش هيخلينا مانروحش الاستفتاء لأنه واجب»، فيما أكد زوجها «نبيل» حرصه على الذهاب للاستفتاء على التعديلات بقوله: «حتى لو كان عيد مانقدرش نتأخر عن واجبنا تجاه بلدنا، مصر كلها إيد واحدة مسلم ومسيحى». وفى منطقة إمبابة، توافد المسيحيون على اللجان الانتخابية للإدلاء بأصواتهم فى التعديلات الدستورية ممسكين بالورود ورافعين السعف للاحتفال أثناء تأدية واجبهم الوطنى. وقال عادل نبيل، من أهالى إمبابة، إنه جاء للتصويت بمجرد انتهاء القداس الإلهى لتأدية واجبه الوطنى. وفى الوراق، توافدت السيدات المسيحيات مع صديقاتهن وجيرانهن على لجنة مدرسة الوراق الثانوية أمام قسم شرطة الوراق، للمشاركة فى الاستفتاء على التعديلات الدستورية بعد انتهاء قداسات «أحد السعف». وفى الإسكندرية توافد مئات الأقباط على الكنائس حاملين السعف الذى اشتروه منذ عشية السبت الماضى، وخصصت كل كنيسة مكاناً داخل الفناء لباعة السعف، فيما نظمت الكنائس الكبرى ذات الطابقين قداسين (أول وثانٍ) بمواعيد متتالية لتقسيم نسبة الحضور وعملية الدخول والخروج، وخصصت كل كنيسة مركز استعلام للمصلين لمعرفة لجانهم الانتخابية للمشاركة فى الاستفتاء على التعديلات الدستورية.