بملابس العمل سارع محمد عبدالهادي، البالغ 19عاما، إلى لجنته الانتخابية بإحدى قرى محافظة كفرالشيخ، للإدلاء بصوته في الاستفتاء على التعديلات الدستورية التي تستمر لليوم الثاني على التوالي للمصريين بالداخل، واليوم الثالث والأخير للمصريين بالخارج، فلم ينتظر الشاب الذي يعمل نجارا مسلحا، ليأخذ قسطا من الراحة بعد ساعات عمل ليلية طويلة، مؤكداً أن مشاركته جاءت من منطلق مسؤوليته والتعبير عن حبه لوطنه. وقال محمد، ل"الوطن": «أعمل طوال الليل، وقبل ذهابي لمنزلي لأرتاح حرصت على الإدلاء بصوتي، شعرت أنه سيفرق مع المستقبل، ذهبت لأقول كلمتي وأوثق عملية الإدلاء بغمس أصبعي في الحبر الفسفوري، لم أشارك قط في انتخابات سوى الاخيرة، وجئت اليوم لتكون المرة الثانية لي، فأنا جزء من هذا البلد وجزء من قرار وتقرير مصيره، هذا الوطن ينهض بشبابه متعلمين أو أميين، عاملين او موظفين، كلنا لابد أن يكون لدينا كلمة وقرار». وأمام إحدى لجان المحافظة، وقف الشاب إسلام علي، 24 عاما، الحاصل على بكالوريوس نظم ومعلومات، في طابور انتظار لدوره في التصويت، وحرصا على مشاركته فيما وصفه بعرس وحدث كبير تعيشه مصر، «جيت أدلي بصوتي لأن لازم تكون الكلمة كلمتنا والقرار قرارنا وبلدنا بتنادينا، شوفنا طوابير المصريين في الخارج، هم ليسوا أقل منا وطنية وحب للبلد، في كل دول العالم الشباب يتصدر مشهد التصويت، وإحنا في مصر لازم نحافظ على بلدنا ونشارك، مش مهم رأيك إيه المهم تشارك، مشاركة الشباب دليل على الوعي والتقدم، شبابنا مبقاش مغيب لا بقى على قدر عال من الوعي والفهم، والرئيس السيسي مكن الشباب من المناصب، شوفنا شباب أصبحوا نواب محافظين ورؤساء قرى ومدن، رأينا الشباب في مختلف المناصب وبجوار الرئيس، الدولة تهيئ كل الظروف ليهم، فلازم يكونوا على قدر المسؤولية». لم يختلف حال الشاب أحمد عبدالحي، البالغ 22 عاما، كثيرا عن أقرانه، فحرص على المشاركة في الاستفتاء وتطوع بالبحث عن أرقام اللجان للمواطنين عن طريق هاتفه الهاتف المحمول، «جيت أشارك في الاستفتاء وبساعد الناس كمان في تعريفهم بلجانهم وأرقامها من خلال موبايلي، خدمة فردية بقدمها تطوعياً للأهالي من أهل منطقتي، دا واجب علينا ولازم نؤديه، أنا أدليت بصوتي وبدعو كل الشباب للمشاركة، النهاردة الكلمة كلمته، وبكرة القرار هيبقى قرارك، أنت اللي هتقرر مصيرك، غنزل وشارك».