كلما اقتربت انتخابات الرئاسة اتسعت مساحة الخلاف بين القوى الثورية المختلفة. خرج طارق الخولى فى بيان ل«تكتل القوى الثورية» يؤكد أن ثورة يناير ليست «مؤامرة» كما يقول البعض، بل ثورة شعب ضد الفساد. صحيح كان هناك متآمرون وخونة، انحرفوا عن المسار الحقيقى للثورة، لكن الثورة فى حد ذاتها لا يمكن أن تكون مؤامرة. «إيمان المهدى»، أحد الداعين إلى «ثورة 30 يونيو» تؤكد أن هناك تضارباً فى التصريحات بين القوى الثورية المختلفة: «بعض هذه القوى اتخذ طريقاً مضاداً للثورة، وانضم إلى ميليشيات الجماعة فى تظاهراتها، أما نحن فندرك المخطط الخارجى الذى يحاول التدخل فى شئون الدولة المصرية، وملتزمون بخارطة الطريق». ولفتت «المهدى» إلى أن ثورة 30 يونيو جاءت لتكملة ما بدأته ثورة 25 يناير، واستكمال أهدافها بعد أن سرقها الإخوان، مشيرة إلى «أن ثوار يناير الحقيقيين شاركوا فى 30 يونيو، لكن بعضهم مع الأسف انقلب عليها وانضم إلى الإخوان». وترفض «المهدى» وصف ثوار يناير بالعملاء للغرب، فهم الذين بدأوا الثورة ضد فساد نظام مبارك الذى كاد يفتك بالبلاد، لافتة إلى أن الثورات تنهض دائماً لمحاربة الفساد وهدم الأنظمة المستبدة، لكن العكس يحدث تماماً فى مصر: «إحنا بنعرف نثور على النظام، لكن ما بنعرفش نبنى بعد الثورة بسبب اختلافنا». «ثوار يناير ويونيو واحد.. واللى يفرق بينهم يبقى إخوان».. هذا ما قاله «تامر القاضى»، عضو المكتب السياسى ل«تكتل القوى الثورية»، الذى يؤكد أن أعضاء «تمرد» الداعين لثورة يونيو هم أيضاً من شاركوا الثوار فى الموجة الأولى للثورة فى 25 يناير: «محمد عبدالعزيز عضو تمرد كان معانا فى ثورة 25 يناير، وده يؤكد أن الثورة اتسرقت، وشباب تمرد أصروا على استردادها». «القاضى» يؤكد أن الثورتين يجمعهما هدف واحد هو القضاء على الفساد والاستبداد، وأنه لا يجوز لأحد أن يفرق بينهما أو يحاول إدخال الضغينة بين الطرفين: «إحنا فريق واحد وثورتنا واحدة، وهانكمل اللى بدأناه، واللى داخل بينا خسران». «أحمد دراج»، القيادى فى الجمعية الوطنية للتغيير، يرى أن حرب التصريحات التى انتشرت مؤخراً بين الكتلتين، تؤكد أن دولة الفساد -ممثلة فى نظامى مبارك والإخوان- تحاول جاهدة أن تعود من جديد إلى الساحة، والجماهير العريضة التى خرجت فى 25 يناير هى نفسها التى ملأت الميادين فى 30 يونيو، لافتاً إلى أن القيادات الثورية التى دعت الناس إلى التحرك فى الثورتين كانت بمثابة رأس الحربة التى يتم الزج بها الآن فى غمار حرب تصريحات من شأنها إظهارهم على حقيقتهم: «المتحدثون باسم الثورتين طعم مسمم، لكن الشعب سيكمل ثورته».