اعتبر اللواء علاء عز الدين، مدير مركز الدراسات الاستراتيجية بالقوات المسلحة السابق، أن بيان التيار الشعبى أمس الأول، بخصوص اعتبار بيان «الأعلى للقوات المسلحة» تدخلاً فى الانتخابات الرئاسية المقبلة، ما هو إلا محاولة لإضعاف شعبية المشير عبدالفتاح السيسى أمام زعيم التيار حمدين صباحى حال ترشحه للرئاسة، مضيفاً فى حوار ل«الوطن» أن بيان التيار ينبئ عن عدم قدرة قادته على فهم بيان واضح؛ فكيف سيحكم قائده البلاد حال عدم فهمه للمشهد الحالى. ■ ما تعليقك على بيان التيار الشعبى بخصوص بيان المجلس العسكرى؟ - يظهر منه أنهم لم يدركوا معنى بيان «الأعلى للقوات المسلحة»، فهم قرأوا البيان ولكنهم لم يدركوا معناه، فإذا كان من يتصدرون المشهد السياسى غير قادرين على فهم بيان واضح فكيف يريدون حكم دولة بحجم مصر. ■ تقصد حمدين صباحى؟ - بالفعل.. حمدين أو من يتحدث باسمه، فبيان المجلس العسكرى ترك الأمر للمشير السيسى له ولضميره الوطنى وما يراه مناسباً لمصلحة البلاد، ولم يقل قررنا ترشيحه للانتخابات كمرشح للجيش المصرى. ■ ولكن البيان تساءل عن دور المجلس فى انتخابات الرئاسة.. وأبدى تفهمه حال كونه لإجراء تغييرات فى قيادات الجيش.. لماذا استطلع «السيسى» رأى المجلس فى ترشحه؟ - تربينا فى القوات المسلحة على الوفاء لزملائنا بعد مرورنا بأوقات صعبة بجوارهم، فالقائد له حق عند مرؤوسيه والعكس، فكان على أعضاء المجلس إعطاء المشورة لقائدهم فى مسألة ترشحه، وتنفيذ الشأن الذى يأتى بالمصلحة العليا للبلاد، وأريد أن أوضح أن القائد العام للقوات المسلحة طلب رأى زملائه رضوخاً لإرادة الشعب وليس لرأيه الشخصى. ■ ولكن التيار يرى أن البيان يعطى إيحاء بترشيح السيسى؟ - ماذا سيكون موقفهم إذاً لو خرج المشير وقال إنه لن يترشح للانتخابات الرئاسية، فهل سيكون البيان حينها إعلاناً لترشيحه، فموقف البيان واضح وصريح بأن القوات المسلحة ستتخلى عنه لأجل الحياة المدنية وإدارة البلاد، لكن القرار سيكون ل«السيسى» وفقاً لما يراه مناسباً؛ فالاحتمال قائم بأن يخرج «السيسى» ويقول لن أترشح للرئاسة، فهو احتمال قائم ولو كانت نسبته واحد فى المليون. وأريد أن أوضح أن المجلس الأعلى للقوات المسلحة لا دخل له فى الحياة السياسية فى البلاد، وحتى إذا قرر المشير السيسى ترشحه سيكون بعد خلعه لبذلته العسكرية ولتحقيق آمال الشعب وليس رغبة منه فى الحكم. ■ ولكن تأييد القوات المسلحة لقائدها كاف لحسم نتيجة السباق الرئاسى؟ - من يستطيع أن يجزم بذلك، بالتأكيد نسب فوز المشير قوية حال ترشحه، ولكن ماذا إذا جاءت النتيجة على غير ما نتوقع، فالقوات المسلحة ليس لها حق التصويت أو الإشراف أو حضور التصويت أو الفرز فى إجراء أى انتخابات ولكن التأمين من المحيط الخارجى. ■ لكن حديثك مخالف لموقف التيار وعدد من شباب القوى الثورية؟ - لا بد أن يعلم الجميع أن مثل تلك المحاولات للتشكيك فى نوايا المجلس العسكرى ليست سوى محاولات لتقليل الشعبية الطاغية ل«السيسى» فى الشارع المصرى، فأنا أرى أن بيان التيار يأتى لمعرفتهم أنهم سيخسرون أمام «السيسى»، فأرادوا أن يحيوا آمال «صباحى» بمثل هذا البيان. ■ البعض يردد أن ترشح القائد العام للقوات المسلحة بمثابة مكافأة على ثورة 30 يونيو.. ما تعقيبك؟ - تلك الأقاويل خاطئة جملة وتفصيلا، فحال ترشح «السيسى» سيكون تكليفا بمسئولية ثقيلة لا بد من التخطيط لتحملها ولحمل هموم الشعب المصرى والعمل على تحقيق تطلعاته، فنحن نريد رئيساً لا يحتمل المزايدة ولديه خبرة فى الإدارة وحنكة المنصب الرئاسى سواء كان ذلك متوافراً لديه أو لدى غيره.