بعد أن امتلأت ميادين مصر، وعلى رأسها، من فوق، ميدان التحرير بجموع الشعب المصرى فى ذكرى ثورة 25 يناير، ليس احتفالاً فقط، كما دعا وادعى البعض، وإنما رفضاً ومقاومةً للإرهاب الذى ضرب ربوع مصر، شعب يرفض الموت ويعلن للعالم أنه محب للحياة مهما حاول الخونة أن يرووا أرضنا الطيبة بدماء البشر الأبرياء أو المغرر بهم. منذ أن رأيت شعب مصر فى الشوارع، وكلمة من حرفين تتردد فى أذنى أريد أن أصرخ بها فى وجه كثيرين.. كلمة من حرفين يختصران كثيراً من المعانى: ■ هس.. للأحزاب السياسية التى انعزلت عن الشعب، وعجزت عن اجتذاب وجوه جديدة، فتكلست الدماء فى عروق متآكلة، ولم يعد لكم صوت واكتفيتم بالصراعات الداخلية، ففقدتم تأثيركم بعد أن ثلجت برامجكم فى ثلاجة صدئة، فلم تدعوا الناس للنزول ولم يستمعوا إليكم! ■ هس.. للنخبة التى ترهلت وهرولت للنوم فى فراش السلطة، أى سلطة، بالسهر أمام كاميرات الفضائيات، أو بعصر الليمون الحامض والعفن فى رهانات تعكس سذاجة سياسية أو إغراضاً، أو بتحليلات سياسية لا يقرؤها ولا يشاهدها إلا أهل الكلام، ولا تصل إلى الشعب الذى تصفونه دوماً بالجهل، فلم ولن يسمعكم إلا أنتم، فحديثكم لأنفسكم فى المرآة!! ■ هس.. ل6 أبريل والاشتراكيين الثوريين وما شابههم، اعتقدتم أنكم صانعو الثورة وملاكها، تهدأ وتشتعل بإشارة من أصابعكم، ركبكم الغرور والاستعلاء فأضعتم ما صنعه الشعب، وتكالبتم على جنى الغنائم، ولم تلقوا بذرة فى أرض المستقبل، وارتاب الناس فى ولائكم، فغابت الكاميرات عنكم، وعندما زادت الشكوك حولكم، فعدتم إلى أحضان الإرهابيين على أمل استعادة ما فقدتموه، فخرجتم وحدكم فى شوارع وأزقة ضيقة، تشعلون النار كما تشعلون الفتن، فيما الشعب بعيد عنكم يدافع عن حقه فى الحياة الذى حاولتم أن تسلبوه إياه! ■ هس.. للإعلام الذى شتتنا واعتقد أنه صانع الثورات، فمزق الشعب وغرق فى جب الإخوان وغيب المستقبل، ولم يعد يعرف أو يرى إلا ما كان على حساب ما سيكون! ■ هس.. لقناة الجزيرة التى تكره، كما الدويلة التى تصدرها، هذا البلد وشعبه، أدمنت تزييف الواقع، وتسببت فى قتل المصريين بعضهم بعضاً لأهداف صهيونية، وتصورت أنها قادرة على إحداث الفتنة مرتين، ولكن الشعب العظيم أحبطها، كما أحبط أميرها وأمه الدلوعة! ■ هس كبيرة وصارخة فى وجه الإخوان، تمارسون الكذب كما تتنفسون، تراهنون على سقوط الوطن، تلقون بشباب مصر المخدوعين فى جحيم الموت لتستجدوا التعاطف بدمائهم.. قلتم -كما كل مرة- إن الشعب معكم، فيصفعكم المرة تلو الأخرى، وأنتم لا تفيقون! هسسس لكم جميعاً، فليس لكم رأى ولا فضل، الرأى والفضل والقرار له وحده، بعد الله سبحانه وتعالى، الشعب المصرى العظيم الذى ملأ الميادين، ليقول للجميع: أنا الشعب عندما أتحدث يصمت الجميع، فقد مللت أحاديثكم، ولن أسمح لأحد بعد اليوم، بأن يحدد مستقبلى.. هل فهمتم الرسالة؟!