تواصلت ردود الأفعال الإسرائيلية على إدخال مصر معدات عسكرية ثقيلة إلى سيناء فى إطار عملية تطهيرها من البؤر الإرهابية، حيث اعتبر وزير الخارجية الإسرائيلى ذلك خرقا مصريا لمعاهدة كامب ديفيد. وقال ليبرمان فى لقاء مغلق مع 20 سفيرا إسرائيليا: «على إسرائيل أن تتعامل بحزم مع الانتهاكات المصرية لمعاهدة السلام، حتى لا ننزلق إلى منحدر شديد فى كل ما يتعلق بالحفاظ على المعاهدة». وقال رئيس المخابرات الحربية الإسرائيلية السابق عاموس يدلين، إن المصريين يسعون بقوة لمحاربة الإرهاب فى سيناء، وأضاف يدلين فى مقابلة مع إذاعة الجيش الإسرائيلى: «طالما أن عملية سيناء محددة الأهداف ضد الإرهاب، يتعين على إسرائيل أن تنظر إليها بواقعية، لأنها وافقت بصورة مبدئية فى الماضى على دخول قوات مصرية إلى سيناء خلافا لمعاهدة السلام». وقالت صحيفة «هاآرتس» الإسرائيلية، إن الولاياتالمتحدة تتدخل لأول مرة فى حالة التوتر التى تخيم على العلاقات بين إسرائيل ومصر بسبب العملية الأمنية فى سيناء، ونقلت الصحيفة عن المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية فيكتوريا نولاند قولها إن واشنطن تدعم الجهود المصرية لمحاربة الإرهاب، لكنها تدعو مصر إلى ضرورة تنسيق عملياتها فى سيناء مع إسرائيل والحفاظ على معاهدة كامب ديفيد من أجل توفير الأمن لجيرانهم وللمنطقة بأسرها أيضا. فيما نقلت صحيفة «يديعوت أحرونوت» قلق مصادر سياسية إسرائيلية رفيعة المستوى من عدم تنسيق مصر عملياتها الأمنية فى سيناء مع إسرائيل، وطالبت الولاياتالمتحدة بممارسة ضغوط على مصر لحل المشكلة، كما أعربت عن خشيتها من أن تستغل مصر العملية لاختبار مدى قوة الرد الإسرائيلى على خرق معاهدة السلام، وذكرت تلك المصادر أن إسرائيل تشكك فى الجهود التى يبذلها محمد مرسى رئيس الجمهورية لإثبات أنه يحارب الإرهاب، وزعمت المصادر أن المشكلة التى تواجهها مصر فى سيناء ليست فى حدودها مع إسرائيل، وإنما فى حدودها الأخرى التى تستغلها العناصر الإرهابية فى تهريب الأسلحة إلى سيناء. وأعرب رئيس هيئة العمليات السابق بالجيش الإسرائيلى يسرائيل زيف، عن اعتقاده بأنه لا مفر من إدخال تعديلات على الملحق الأمنى لمعاهدة كامب ديفيد، وقال ل«يديعوت أحرونوت»: «هناك قدر من المصداقية فى المزاعم المصرية بأن معاهدة السلام تعيقهم عن محاربة الإرهاب، عدد قوات حرس الحدود المصرية فى سيناء قليل، ولا يستطيع التصدى للتنظيمات الإرهابية فى سيناء، إذا كانت إسرائيل ترغب فى علاج هذه المشكلة من جذورها، يجب عليها أن تسمح لمصر بإدخال قوات مشاة مدربة، وقوات كوماندوز، ومدرعات». واستبعد زيف اندلاع حرب بين إسرائيل ومصر فى حال إدخال المزيد من القوات المسلحة المصرية لسيناء، حتى على المدى البعيد، وقال إن «الجيش المصرى يمتلك معدات حديثة، لكنه غير مستعد لحالة كهذه من الناحية اللوجيستية، فهم لا يملكون دعما روسيا مثلما كان الحال عليه فى الماضى، كما أنهم يعتمدون بصورة أساسية على المعونة الأمريكية، والولاياتالمتحدة لن تسمح لهم بتهديد إسرائيل، كما استبعد شن إسرائيل هجوماً ضد البؤر الإرهابية فى سيناء. وفى روسيا أكد «يفجينى ساتانوفسكى» رئيس معهد الدراسات الإسرائيلية بموسكو أن مصر لا تستطيع السيطرة على سيناء، وقال: «الإرهابيون ينتمون لفصائل مختلفة، بما فى ذلك المهربون الذين يهاجمون قوات حرس الحدود من أجل عمليات التهريب»، وأشار «ساتانوفسكى» فى مقابلة مع إذاعة صوت روسيا إلى أن تفجير خط الغاز 15 مرة خلال عام واحد يظهر أن مصر لا تستطيع السيطرة على الأمن فى سيناء، وأضاف أن نشر إسرائيل نظام الدفاع الصاروخى (القبة الحديدية) على حدودها مع مصر، الذى تستخدمه فى الدفاع عن مفاعل ديمونة، يظهر تغييرات جذرية فى الوضع الجيوسياسى فى منطقة الشرق الأوسط.