سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
خطاب إقرار الدستور.. "مرسي" يبكي على أطلال إخوانه.. و"منصور" يتطلع لغد أفضل ما بين "كنا وكان".. "مرسي" تحدث بالفعل الماضي في 30 موضعا في خطاب ما بعد الاستفتاء
شتان الفارق بين من يتطلع للمستقبل، ويذهب نحو خطوة جديدة في مشروع بناء الدولة بالقوانين التي تترجم الوثيقة الدستورية الجديدة، ومن ينظر للخلف، ويخرج على الناس بخطاب تبريري، وكأن ما أسماها وقتها بدستور الثورة جريمة تحتاج إلى الدفاع عنها، هكذا كان الوضع بين خطاب "المعزول" و"المؤقت". ففي 26 ديسمبر 2012، وبعد إقرار دستور "الإخوان" بنسبة موافقة 64%، خرج علينا الرئيس المعزول في خطاب وصلت مدته إلى ما يقرب من 30 دقيقة، ليحكي قصة مشروع الدستور منذ بدايتها وحتى إقراره، وكأنه يحاول إقناع الشعب بدستور أقر في يوم وليلة، وخرجت المظاهرات في الميادين ضده، وقتل الشباب من أجله. خطاب "مرسي" كان يعود بالشعب للماضي، وكأنه يحكي "حدوتة" مملة، كل أفعالها وأزمنتها في الماضي، فيقول: "شهدت تلك المرحلة جدلا سياسيا كبيرا حول عملية صياغة الدستور في مراحلها المختلفة، واتخذت القوى السياسية مواقف مختلفة"، ويواصل الخوض في تفاصيل مرت، فيعود بأفعال كان وكنا "وإذا كنا جميعا نرحب بالاختلاف في الرأي، فإننا جمعيا نرفض العنف والخروج عن القانون"، وتستمر العودة بآلة الزمن للخلف. "كان هناك خلال هذه الفترة المؤقتة أخطاء وعثرات من هنا وهناك، وأتحمل معكم المسئولية"، وكأنها محاولة يائسة تتكرر للإقناع، وكأن الدستور لم يمر ولا الجماعة سطت عليه، وهذا يبرز في الخطاب الذي يظهر وكأنه في مؤتمر انتخابي قبل الاستفتاء، يشرح فيه للشعب مزايا الدستور الذي أقر بالفعل، فيقول "إن الدستور الذي أقره الشعب جاء معبرا عن روح ثورة 25 يناير المجيدة، فقد قام على حق المواطنة حيث يستوي الجميع بغير تفرقة ولا تمييز، دستور يعلي .. ، دستور يصون .. دستور يضمن". على النقيض تماما جاء خطاب "منصور" مناشدا المستقبل ويتحدث عن القادم، فيه ثقة من الشعب الذي لم يخذله وصوت عليه بأغلبية 98%، فلم يتحدث كثيرا عما مضى، وإنما يتطلع للجديد، وهذا برز في الخطاب الذي لم تتجاوز مدته 10 دقائق، فيؤكد أن الدستور "كان الخطوة الأولى في مسيرتنا نحو المستقبل وإصرارنا على مواصلة مسيرة الوطن نحو بناء تشريعي ديمقراطي يحيل نصوص هذا الدستور ومواده إلى قوانين ملزمة قابلة للتطبيق ومكسبة للحقوق والحريات"، ثم يسترسل في الحديث عن القادم " مفهوم الثورة لم يقف يوما عند حد التخلص من الظلم أو دفع القهر وتغيير الواقع السيئ وإنما يمتد ليشمل استكمال البناء"، ثم يأتي الحديث عن الخطوة القادمة في الانتخابات البرلمانية والرئاسية ، "أنا على ثقة في أنكم ستحسنون اختياركم على مستوى الاستحقاقين المقبلين (الرئاسية والبرلمانية)".