سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
فايزة واصف صاحبة برنامج «حياتى»: التليفزيون لا يعرض تسجيلاتى.. و«مش عارفة ليه أنا منسية كده» عرضوا علىّ منصب فى التليفزيون مقابل الانضمام إلى الحزب الوطنى بس رفضت
كل تفصيلة فى منزلها تحمل جزءا من شخصيتها، ترفض التنازل عنها، فهنا يوجد جهاز التليفون ذو القرص الدوار الذى ينتمى إلى ستينات القرن الماضى، وهناك على هذا الجانب صورة زفافها وهى ترتدى فستانا أبيض قصيرا حيث الموضة وقتها، تتفاخر أن تفصيله كلفها 50 جنيها كاملة، تجلس بهدوء فى صالون بيتها الذى تبدو عليه ملامح الزمن الذى تنتمى له، تحب الإضاءة غير المباشرة، فتستعين ب«الأباجورات» بدلا من نور «النجف» القوى، «العمر كله صور» تقولها مبتسمة تعليقا على صور أسرتها التى تحتل جدران المنزل.. هى فايزة واصف صاحبة برنامج «حياتى» أشهر برامج حل المشكلات والذى استمر لأكثر من ثلاثين عاما، ما زالت تسمع بهدوء مشكلات الجميع الذين يتصلون بها فى منزلها، أو يتركون لها «جوابات» على «عتب» باب المنزل.. * أين اختفت فايزة واصف عن «حياتنا»؟ - ما زلت أعيش مع مشاكل المواطنين، أقدم حاليا برنامج اسمه «حياتى معاك»، بعد أن قدمت «حياتى» لأكثر من 30 سنة، بالإضافة إلى برنامج «ربيع العمر» الذى يناقش قضايا المسنين، وقبلهما قدمت عددا من البرامج المهمة منذ ستينات القرن الماضى. * كيف كانت بداياتك؟ - أنا خريجة كلية آداب قسم علم نفس واجتماع، ودخلت الإذاعة عام 1963، وحصلت على بكالوريوس فنون مسرحية قسم تمثيل وإخراج. * احكى لنا قصة دخولك عالم الإذاعة؟ - من خلال اختبار للمذيعين، كان على يد الأستاذ القدير حسام الحديدى، وسألنى وقت الاختبار لماذا تريدين أن تكونى مذيعة، فكان ردى «من وأنا صغيرة وأنا بحب أمسك الكوباية وأعملها ميكروفون»، فحذرنى وقتها من قلة دخل المذيعين فى «صوت العرب»، وتم تعيينى على الدرجة السادسة. * بدأتِ مشوارك بتقديم برامج منوعات.. فكيف انتقلتِ إلى «حلال» لمشاكل البشر؟ - هذا صحيح، وكنت باقدم برنامج باسم «أغنية اليوم»، لكن أنا ما ينفعش أقدم برامج منوعات، فى طبيعة تكوينى أحب خدمة الناس وده اللى بيسعدنى، لذلك كان لى عدد من الأخطاء الشهيرة أثناء تقديم برامج الأغنيات، فمثلا أغنية «آه بحبه آه» لنجاة الصغيرة قرأتها «51 بحبه 51»، أما أغنية «هو بس هو» لفريد الأطرش فقرأتها «هويس هو»، وتلك من أخطائى الشهيرة، وحصلت وقتها على لفت نظر، ومهندس الكونترول كان ب«يشد فى شعره منى». * كيف جاءت لك فكرة برنامج «حياتى» الذى كان سببا فى شهرتك؟ - نُقلت للتليفزيون فى بداياته، وكان هناك زميلة لى فى «صوت العرب» تقدم برنامجا اسمه «افتح لى قلبك» يعرض مشكلات المواطنين، فاستأذنتها أن أقدم الفكرة لكن فى التليفزيون ووافقت بالفعل، فقدمت برنامج «رسالة»، كان عبارة عن رسائل تصلنى بالمشكلات أقرأها وأستضيف أصحابها للحديث عنها دون أن يظهر وجههم، وأذكر أن المخرج الكبير حسين كمال كان مخرج البرنامج. * برامج المشاكل كان لها شكل تقليدى قبل بدايتك.. فكيف قدّمتِ «حياتى»؟ - كنت أشعر أن ظهور المواطنين للحديث عن مشكلاتهم غير لائق، ومن الممكن أن يسبب لهم مشكلات، فقدمت مقترحا بتحويله إلى «سيمى دراما»، من خلال عرض المشكلة فى شكل تمثيلى فى حلقة نصف ساعة، ولاقت الفكرة قبولا كبيرا من الجماهير، فكان برنامج «حياتى»، وكنت أعمل على كل تفاصيل البرنامج حتى الإخراج، بالإضافة إلى أننى كنت أكتب سيناريو الحلقة التى سيتم تمثيلها فى أغلب الحلقات. * مَن أشهر النجوم الذين شاركوا فى الحلقات؟ - كل النجوم فى تلك الفترة شاركوا فى البرنامج أبرزهم سميحة أيوب وليلى طاهر وسهير المرشدى، ومن النجوم الرجال حمدى أحمد ويوسف شعبان الذى كان شابا وقتها، وكنا نستعين به كلما احتجنا إلى دور شاب صغير السن، وكان التليفزيون جديدا وقتها وجميع النجوم يقبلون على المشاركة فيه عن طيب خاطر. * ولماذا ابتعدت عن الساحة الإعلامية؟ - أنا لم أبتعد عن الساحة، لكن مسئولين من التليفزيون -لن أذكر أسماءهم- أبعدونى، قالوا لى فى أواخر التسعينات «أنتِ عجّزتِ»، وقوة المذيعة من وجهة نظرى فى لياقتها وليس السن، خاصة أن البرنامج كان يحتاج جهدا شديدا، وهناك العديد من البرامج فى دول العالم يقدمها مذيعون كبار السن لأن طبيعة البرنامج كذلك، خاصة عندما يكون برنامجا للمشاكل. * هل حقق لك «حياتى» ذخرا يكفيك من المال؟ - رغم كل المجهود الذى قمت به لم أكن أحصل على مقابل لأن القانون كان يشترط إذاعة خمس حلقات بشكل متتابع حتى أحصل على مستحقاتى، وكان ذلك لا يحدث بسبب عروض مباريات الكرة فى وقت برنامجى فى أغلب الأحيان. * كيف كان موقف بيتك «ماسبيرو» منك؟ - التليفزيون لا يعرض أى من تسجيلاتى على كثرتها، مش عارفة أنا ليه «منسية كده»، وفى وقت سابق عرضوا علىّ أنضم للحزب الوطنى عشان آخد منصب فى ماسبيرو، «وشريف جوزى قال فهميهم إن زوجة الدبلوماسى لا تنتمى إلى أى أحزاب»، وهو بالطبع أمر غير صحيح، لكننى أردت الرفض بشكل دبلوماسى، وأريد أن أذكر أن هناك «كتيبات» يطبعها التليفزيون سنويا وتتكلف آلاف الجنيهات لأهم الإنجازات والبرامج، ودائما ما يتجاهلون «حياتى» فى قائمة أهم البرامج دون أن يكون هناك سبب واضح، لكننى أكتفى بالنجاح الجماهيرى الذى حققته. * وهل أثر ذلك على مستقبلك وطموحك؟ - حصلت على ترقياتى كاملة، وخرجت وأنا «وكيل أول وزارة»، لكننى لم أحصل على أى منصب بسبب رفضى الانتماء إلى الحزب الوطنى. * هل كنت تعدين برنامج «حياتى» بنفسك؟ - بالطبع لا، حيث كان يعاوننى فى قراءة الجوابات أكثر من 13 زميلة متعلمة، كانت وظيفتهن قراءة الجوابات التى تصل يوميا، والتى تصل إلى أكثر من 400 جواب يوميا، ويقدمن لى ملخصا بها، وبعض المشكلات كان يتم حلها من خلال الاتصال بالمسئولين الذين كنت أجد منهم تعاونا كبيرا، لذلك كان يمكن اعتبار «حياتى» ديوانا للمظالم لكن «على صغير». * رغم انقطاع البرنامج لسنوات لا تزال الموسيقى الخاصة بالتتر مميزة ويعرفها المصريون.. من صاحب الاختيار؟ - قمت باختيار موسيقى البرنامج بنفسى أثناء سفرى إلى إسبانيا، وكان لحن التتر من أغنية «باركو نيجرو» بمعنى «الباخرة السوداء» لمطربة مشهورة اسمها «آماليا ردريجوس» بنفس شهرة أم كلثوم عندنا، والأغنية تحكى بحزن عن سيدة فقدت زوجها وهو فى رحلة بالباخرة. * مرت عليك مشاكل عديدة عبر «حياتى».. ما أبرز القضايا التى كنت تتأثرين بها؟ - كانت دائما قصص «بيت الطاعة» هى الأشد قسوة، حيث كانت الشرطة وقتها تستخدم العنف لتنفيذ الأحكام، وكثير من السيدات عانين من هذا الأمر، أما حاليا فعلى الرغم من أنه لم يتم إلغاء القانون، فإن الشرطة لم تعد تستخدم العنف فى تنفيذه. * وما أكثر المشكلات التى لا تغيب عن ذاكرتك؟ - هناك قصة كوميدية بعض الشىء لطبيب أمراض نساء شهير جدا فى الوقت الحالى لكننى لن أذكر اسمه حفاظا على خصوصيته، بعث لى رسالة يشتكى فيها من غيرة زوجته الشديدة من النساء اللاتى يأتين له، وفى الوقت نفسه وصلتنى رسالة تحمل المضمون نفسه لكن بوجهة نظر أخرى، وكانت المفاجأة أن الرسالة من زوجته، كلاهما راسلنى دون أن يخبر الآخر، فاتصلت بكل منهما على حدة، وجمعتهما فى الاستديو، وقمت بعمل مصالحة بينهما. * هل تغيرت طبيعة المشكلات عبر السنوات العديدة التى قدمت فيها البرنامج؟ - بالطبع اختلفت بعض الشىء، ويرجع ذلك إلى سياسة «الزحام» الموجودة فى مصر، وهناك العديد من المشكلات الأخلاقية التى لم نكن نسمع عنها مثل «زنا المحارم»، بالإضافة إلى العنف الشديد الموجود لدى الأطفال بسبب المسلسلات والأفلام الأجنبية التى تحتوى على مشاهد العنف التى تؤثر على الطفل. * برنامجك بدأ فى الستينات.. ما المشاكل التى عايشتِها ولا تزال بيننا إلى الآن دون حل؟ - الإسكان والبطالة.. مشكلتان موجودتان منذ الستينات، وتتكرران كل عام بنفس التفاصيل، فهناك صعوبة فى الحصول على سكن مناسب، بالإضافة إلى عدم توافر فرص عمل. * وما الظواهر الجديدة التى تلاحظينها فى المجتمع المصرى؟ - «التشفى»، فالجميع الآن ينتظرون أقل غلطة حتى يبدأوا فى التشفى والمعايرة، رغم أن ذلك محرم دينيا، بالإضافة إلى التغير فى تعامل الإنسان المصرى مع الدين، خاصة غير المتعلمين الذين يسمعون أى خطاب دينى ويعتبرونه «قرآنا» لا يقبل المساس، لذلك لا بد أن يكون هناك متابعة من الدولة. * هناك العديد من القضايا التى رُفعت ضدك أثناء تقديمك ل«حياتى».. ما السبب وراء ذلك؟ - كنت أذكر دائما أسماء أصحاب المشكلات بالحروف الأولى، وكل من يشاهد مشكلة يبدأ اسمه بالحرف نفسه يعتقد أنها تخصه، فيقوم برفع قضية على البرنامج، لكننى كنت كسبتها جميعا دون مشاكل. * وبالنسبة للشائعات؟ - تعرضت للعديد من الشائعات أثناء فترة عملى، منها أننى مصابة بحروق فى الرقبة وكان ذلك بسبب الشال الذى أرتديه دائما، كذلك تعرضت لإشاعة تقول إننى مصابة ب«شلل الأطفال» بسبب جلوسى الدائم فى الحلقات، فقال لى أحد المسئولين فى التليفزيون وقتها بأن «أتمشى فى الاستديو» حتى أدحض تلك الإشاعة. * هل كنت تتابعين برنامج «بين الناس» للإعلامى جمال الشاعر الذى كان يحمل نفس فكرة برنامجك؟ - «بين الناس» كان نفس الفكرة فعلا، لهذا السبب لم يعش لفترة طويلة «اللى يتقلد عمره قصير»، ولم أقتنع بطريقة السؤال عن حل للمشكلة من خلال العديد من المواطنين، لأن صاحب المشكلة يحتاج حل حقيقى، وحاولت أكلم جمال لكن لقيته مقتنع برأيه، قلت خلاص «آهو من التليفزيون برضه». * لماذا فضلت تقديم برنامج «ربيع العمر» بصوتك فقط دون الظهور أمام الكاميرا؟ - قدمت «حياتى» لأكثر من 30 سنة، ورفضت أن أظهر فى «ربيع العمر» لأن الظهور الكثير يجعل الجمهور يكره المذيع. * ما ملاحظاتك حول مقدمى البرامج فى الوقت الحالى؟ - المذيعون المصريون يعيبهم أنهم لا يهتمون بملابسهم أو بماكياجهم، فتجد مذيعة تتكلم جيدا، لكن «حاطه جردل جير أبيض على وجهها»، ولا أقصد بالاهتمام بالملابس المغالاة فيها، لكننى أقصد أن يكون «اللبس لايق على بعضه». * من المذيع الذى تحرصين على متابعته؟ - كنت باحب منى الشاذلى وأحرص على متابعتها، بس كلمتها مرة على تليفونها وماردتش، وأنا «استعيبت» الحركة دى، لأن النجومية ليست معناها ألا ترد على التليفونات، أنا عن نفسى كل من هب ودب بيكلمنى لحد الساعة 11 بالليل بيحكوا لى على مشكلاتهم من غير ما أعترض. وتعجبنى طريقة المذيعة لبنى عسل فى برنامج «الحياة اليوم» خاصة أنها فى الأساس من التليفزيون المصرى، ومن الرجال باحب أشوف تامر أمين، وهو من أحسن المصريين الذين يعملون فى مجال الإعلام. * كيف ترين وضع التليفزيون المصرى حاليا؟ - أنا شايفة إن التليفزيون المصرى بدأ يتحسن، البرامج الكتير ميزة لصالح المشاهد. * ما رأيك فى عودة المذيعات المحجبات إلى التليفزيون المصرى؟ - ربنا أمرنا كلنا بالحشمة، لكن اللى عايزة تتحجب وتحترم الزى ما تشتغلش شغلانة فيها «شو»، وشغلة الإعلام عبارة عن «شو» كبير، وقرار عودة المذيعات حلو، أنا عن نفسى مش مغطية شعرى لكننى ملتزمة ب«الاحتشام»، ما تقدريش تقولى عليا مش مسلمة، أنا عملت 23 عمرة. * هل أصبح عندك «مناعة» ضد المشكلات بسبب كثرة سماعها طوال حياتك؟ - تضحك قائلة: «الناس بتكلمنى على مشكلاتهم لحد دلوقتى، وبيجيلى جوابات على باب البيت، وبعتز جدا بثقة الناس فىّ، لكن لسه بتأثر بيها وهى اللى خلت وزنى كده علشان على طول شايلة الهم». * عملك فى التليفزيون كان من نتاج ثورة يوليو فما رؤيتك لثورة يناير؟ - الثورة شىء جميل، وأكثر الأمور إيجابية هو أن عنصر الخوف اتمسح، فى أول الثورة مكنتش فاهمة حاجة، محدش يدعى إنه من أول يوم كان فاهم عشان كده منزلتش التحرير، حسنى مبارك نفسه مكنش متصور إن الاحتجاج بالحجم ده، الثوار طالبين عدالة وعيش وعدم التفرقة ومستعجبة من عدم الرد على أى من طلباتهم لحد دلوقتى. * ما أصعب المواقف التى مرت عليك أيام الثورة؟ - يوم موقعة الجمل مكنتش فاهمة مين اللى بيضرب مين، وكلنا كنا متأثرين بالخطاب العاطفى للرئيس مبارك الذى قال فيه إنه عاش وهيموت على أرض مصر، المستشارين اللى كانوا حول الرئيس هما اللى ضيعوه، لكنه أيضاً مسئول عن رعيته. * ويوم التنحى كيف عشتِه؟ - عندما تنحى مبارك وسمعت عن حجم الفساد قلت فى نفسى «عله يكون خيرا»، لكن أنا رأيى إن الصحافة كانت بتبالغ، فى أحد المرات كُتب عن أحد المسئولين أنه يملك شقتين فى جاردن سيتى، وفى الحقيقة أن الشقق كانت إيجار مش تمليك، وأعرف حقيقة تلك القصة من أحد معارفى يسكن فى نفس العمارة، وامتلاكه «شاليهات» فى الساحل الشمالى، هاتى لى حد فى مصر معندوش فى الساحل الشمالى غيرى؟ هى مارينا بقت وصمة وعار. * زرتِ العديد من بلاد العالم.. ما البلد التى تتمنين أن تصل مصر إليها؟ - لن أطمع وأقول الدنمارك، لكننى أتمنى أن تصبح مصر دولة مثل إسبانيا، أو البرتغال المليئة بالآثار العربية والمساجد الرائعة لكنها لا تحظى بنفس الشهرة السياحية التى لدى إسبانيا، وكمان تركيا دولة جميلة جدا، أتمنى أن تتقدم بلادى وتتفوق على تلك الدول. * ما رأيك فى أداء رئيس الجمهورية دكتور محمد مرسى؟ - أُعجبت به بشدة عندما تكلم عن قضية الصحفية شيماء عادل، وأصر على اصطحابها إلى مصر بطائرته الرئاسية، وتناول الفطور معها.