شهدت مراكز الاقتراع بالإسكندرية، تكدسًا شديدًا من المواطنين والناخبين منذ الساعات الأولى من ثاني أيام التصويت في الاستفتاء على مواد الدستور الجديد، على الرغم من استمرار محاولات أنصار تنظيم الإخوان بالمحافظة، افتعال اشتباكات وأعمال عنف لإعاقة الاستفتاء. وبرز تكدس بشري كبير أمام اللجان الانتخابية بمدارس شرق حي غرب الإسكندرية، على عكس اليوم الأول الذي كان متوسطًا، بخاصة في مدارس الهانوفيل وطلحة بن الزبير والسادات والدخيلة والجيش. ونظم أعضاء تنظيم الإخوان بالإسكندرية، سلسلة احتجاجات لمحاولة إرباك قوات الأمن وإفشال عملية الاستفتاء على الدستور، والتي شهدت إقبالا كثيفا، وحاول العشرات من أهالي منطقة العصافرة شرق المحافظة، التصدي لمسيرة إخوانية وفضها لتحريضها على تعطيل الاستفتاء على الدستور، بعد خروجها من شارع 30 إلى شارع القاهرة لترويج شائعات بمد الاستفتاء حتى غد وعمل اللجان حتى الساعة 12 مساءً، لمحاولة تشتيت الناخبين وتعطيلهم عن التصويت. كما انطلقت مسيرة تضم العشرات من أعضاء تنظيم الإخوان، في ساعة مبكرة من الصباح، شرقي الإسكندرية؛ لدعوة المواطنين إلى مقاطعة الاستفتاء على الدستور، وحمل المتظاهرون لافتات مكتوب عليها، "دستوركم باطل"، ومسيرة أخرى في غرب المحافظة، ردد المشاركون فيها هتافات معادية للقوات المسلحة والفريق أول عبدالفتاح السيسي، القائد العام ووزير الدفاع، واللواء محمد إبراهيم وزير الداخلية، رافعين إشارات "رابعة". ونظم أنصار الجماعة وقفة احتجاجية ببرج العرب لتحريض المواطنين على مقاطعة الاستفتاء على الدستور، حاملين لافتات معادية للدستور والقوات المسلحة مثل "يسقط دستور الدم" و"قاطع دستور الدم" و"يسقط يسقط حكم العسكر". وفرقت قوات الأمن بالإسكندرية، مسيرة نظمها أعضاء تنظيم الإخوان، للدعوة لمقاطعة الدستور في ثان أيام الاستفتاء، استخدمت القوات فيها، قنابل الدخان والغاز المسيل للدموع، لإيقاف المسيرة في منطقة الساعة شرق الإسكندرية، ومنعها من الوصول إلى مجمع مدارس شرق، والذي يحتوي على 5 مدارس تضم عدة لجان انتخابية، وألقت القبض على 6 منهم. فيما تزايد نشاط أبناء الدعوة السلفية وحزب "النور" بالإسكندرية؛ لحث المواطنين على التصويت ب"نعم" على الدستور في اليوم الثاني للاستفتاء، مع تعليق لافتات تدعو لذلك، ومساعدة المواطنين في إحضار بطاقاتهم الشخصية والاستعداد للدخول للاستفتاء. ووضع أعضاء حزب النور، مكاتب لهم في محيط عدد من اللجان الانتخابية في مناطق محرم بك وباب شرق، إلى جانب توافد أفراد منهم يرتدون سترات مكتوب عليها "نظام"، وتحمل شعار حزب النور والدعوة السلفية، ويعملون على مساعدة المواطنين في التعرف على لجانهم وأرقامهم الانتخابية. وقام العشرات من أعضاء الحزب، بتسيير مركبات لدعوة الناخبين للاستفتاء على الدستور مع نقل أعداد منهم إلى اللجان الانتخابية. تنظيميًا، تأخر فتح اللجان في حي وسط الإسكندرية، حتى الساعة التاسعة وثلث، بسبب عدم حضور المستشارين المسؤولين عنها، وسط تواجد للمواطنين خارج اللجان، وشهدت اللجان الخاصة بالمغتربين إقبالًا كثيفًا، وشهدت لجان أخرى، إقبالًا كثيفًا قبل فتحها مثل مدرسة رشدي الثانوي الصناعي، ومدرسة عبدالله النديم. وأعلنت غرفة عمليات الإسكندرية، حدوث كسر في ماسورة مياه أمام اللجنة الانتخابية بمجمع المدارس بسيوف بشارع الجراج خلف شركة إدفينا بمنطقة الرأس السوداء، وأبلغت اللجنة القضائية المشرفة على الاستفتاء باللجنة، اللجنة العامة بالإسكندرية على الفور. وتعامل اللواء طارق مهدي، المحافظ، مع الأزمة على الفور بتكليف مسؤولو شركة المياه بحل الأزمة في أسرع وقت ممكن لمعاودة الأوضاع إلى طبيعتها وتمكين الناخبين من الإدلاء بأصواتهم في اللجنة بسهولة ويسر. كما أعلنت اللجنة العامة للإشراف على الاستفتاء بالإسكندرية، تخصيص لجنة إضافية للوافدين من خارج المحافظة ورفع عدد اللجان من 6 إلى 7 بسبب زيادة الإقبال عليها وتكدس الناخبين أمامها، الأمر الذي اضطر اللجنة إلى محاولة تسيير الأمور فيها.