سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
يا ورنيشك يا «بدرى»: «جزمة الإخوانى بنص جنيه.. وجزمة الوطنى بعشرين.. إنما جزمة مصر مش محتاجة تلميع» 62 عاماً قضاها فى الكد والتعب والشقاء واضعاً أمامه صندوقه الخشبى الذى لازمه طوال رحلة حياته فهو كل رأس ماله فى الحياة
لا يعرف التعب ولا الملل وليس بوسعه سوى السعى وراء لقمة العيش، تجده يجلس أمام مقهى شهير على ناصية كورنيش النيل أمام كوبرى أخميم بمحافظة سوهاج.. فى الحر والبرد.. فى الجو القارس والمطر.. فى مختلف الفصول تجد البدرى حافظ، 72 عاماً، يجلس أمام مدخل المقهى وقد اشتعل رأسه شيباً وصُبغت يداه بلون الأسفلت. 62 عاماً قضاها فى الكد والتعب والشقاء واضعا أمامه صندوقه الخشبى الذى لازمه طوال رحلة حياته فهو كل رأس ماله فى تلك الحياة. يحكى «البدرى» عن حياة الشقاء والتعب، قائلاً: «توفى والدى وعمرى 3 شهور وتزوجت والدتى وتركتنى وأنا عمرى سنتان وتولت جدتى تربيتى وعملت ماسح أحذية وأنا فى العاشرة من عمرى». يتذكر «البدرى» جدته التى اشترت له صندوقاً خشبياً يحوى فُرشة وعلبة صبغة وعلبة ورنيش وفوطة: «كنت بخرج من الصبح وأرجع بعد العشا كان وقتها تمن تلميع الحذاء مليم، وكانت جدتى تستنانى قدام المنزل، وأول ما أرجع أرتمى فى حضنها من كتر التعب وكانت دايما تبكى وتقول لى (إنت صغير يا ضناى على الشغل). لم يشهد «البدرى» عاما كاحلا كالعام الذى حكم فيه مرسى: «لما كنت ألّمع جزمة لواحد من الإخوان كان يدينى نص جنيه وأقوله طيب النص جنيه أشترى بيه إيه يا شيخ فيرد: احمد ربنا ما تبقاش طماع وارضى بقليلك»، ويتذكر «البدرى» أنه عندما كان يلمع حذاء أحد نواب الحزب الوطنى السابقين كان يعطيه 20 جنيها: «عشان الإخوان مايرجعوش تانى لازم نقول نعم للدستور الجديد». ويتمنى «البدرى» أن يجرى عملية مياه بيضاء فى عينيه لأنه لا يرى جيدا، حتى يتمكن أن يختم حياته بانتخابات السيسى.