تقول الرواية، إن الرجل الغلبان كان جعان وعطشان، نزل الميدان مع الطوفان يدور على لقمة ليه ولولاده.. قالوله: حرية قول ورانا مستني إيه؟.. مكنش عارف يعني إيه؟ ولا تطلع بكام؟ ولا قد إيه؟، بس حس إنه بيعمل اللي عليه؟ خلصت الشغلانة واتفض الميدان، ولسه الرجل الغلبان جعان!.. نعمل إيه في الولاد يارب العباد، حد شار عليه، قاله: تعالى أشغلك عندي تاكل وتسترزق، وأهو كله بما يرضي الله!.. يوم ما راح يستلم، لقى المحل اسمه فطاطري الحرية، طيب أنا ما بعرفش أعمل فطير! إيه الحوسة دي يا ربي، ومن زميل في العمل النصيحة اتقدمت: متخفش كلنا هنا من غير أمل، ولا حد فينا بيفهم في الفطير، بس أدينا على باب الكريم، لقمه وهدمة للولاد، وبكره يمكن نشوف الحرير. ومش غريبة على غلبان، داير، حزين وجعان، إنه يقبل بشغلانة، لا فيها بيفهم ولا عارف ليها أصل من فصل.. المهم، إن الولاد تاكل وتتغطى وتلبس، حتى العلام بالصدفة يجي مفيش مانع، ميجيش ولا تفرق.. فتحوا المحل، وقالوا نعمل فطير، كل واحد من الغلابة قال وماله نتعلم، كله بدأ يجرب إزاي الفطير يتعجن، مرة يزيد الدقيق ومرة يزيد اللبن ومرة يحطوا الميه.. إيش حال الفطيرة لما تطلع من الفرن؟!.. أول فطيرة يا عزيزي خرجت كما الصخر، تخبطها في الحيط ترد من القهر، لا نافعة في أكلها ولا نافعة حتى للقطط تتحط!. الغلابة كتير، الكل نفسه يعمل فطير ويبيع ويكسب، ياكل ويلبس الحرير، جالهم كبير المحل، وقال: الحكاية مهياش موال، العجين يتعجن والفرن يتولي اللي جاي، متقلقوش الطريقة بسيطة.. اعملوا عجين الفلاحة، الكل واقف يفكر، هو الفطير إيه علاقتة بالفلاحة؟!، قال الغلبان لصاحبه: يابني كله أصل واحد، العجين عجين سواء كان فطير ولا عجين الفلاحة، والفطاطري ميفرقش وياه إحنا نعمل إيه!!، هو اللي فارق مكسبه فجيبه يساوي قد ايه!! والخساير نشيلها إحنا ما حنا اللي معكوكين في العجين والباقي ليه!!. الخلاصة.. العجين محتاج إيدين عارفة توزن الموازين، وتعرف مقادير الفطير، وتعرف صنعته وخبزته، بدل الفطير ما يطلع كرواسون، ما يعرفوش الغلابة ولا حيلتهم يشتروه.. شفتوا العجين حتى لو واحد، ممكن تطلع فطير وممكن بيه تعمل جاتوه!!. النهاية، لازم الغلبان ده ياكل والولاد تتعشي وتلبس، ولا حد يمس قوت الغلابة ولا يقلب موازينهم، والمفاجأة النهاردة، اللي نزل الميدان غلبان يواجه عسكري مفتري شادد حيلة زمان، النهاردة واقف حامي ظهر المفتري، علشان إنت يالهمام، لا سبت له فرصة يعجن عجين، ولا علمته كيف يكون ولا سبت غيرك يعلمه ويفهمه، لا خدمته ياكل عيش ولا جبتله رغيف، ولا قلتله إن الفطاطري مهنة يتمرن عليها، أصل العجين هو اللي لازم يتقنه.. ضرّيته أكتر ما عملت له، هايعيش كده لا عارف فطير ولا قادر ياكله أو يتعلمه!!.