"ماما ضيلة"، هي في الأصل اسمها فضيلة، لكنها مرتبطة معايا بالطفولة، فأنا لسه مصممة إن اسمها ماما ضيلة.. فاكراها.. كان لونها أسمر وجاية من النوبة.. ست زي العسل، خفة دم وحلاوة روح، وينطبق عليها إن السمار نص الجمال. افتكرتها بريحة نشادر كيكة ماما.. النشادر اللي دايمًا كانت مالية أوضتها عشان شغل ابنها الوحيد هيما.. هيما كان عند سبع إخوات بنات كل واحدة فيهم ليها حكاية هقولكم عليها طعم الفرحة مكنتش بحسه غير هناك عندها، ده ناتج لعمق الرضا في قلوبهم باللي قسمه ربنا. ضيلة كانت ساكنة في "بيتنا" واخدة أوضة في الأرضي إيجارها سبعين قرش بحمام مشترك وفاتحة في شباكها "دُكان" للعلم ضيلة من أيام بابا وماما لما كانوا جيران زمان بس ساعتها كانت لسة شابة صغنونة لحد ما أنا اتولدت ولما كان عمري سنة كان هي عندها اثنين وأربعين سنة، كنت دايمًا أشتري منها الأرواح وبيقولوا كمان إني مكنتش بنام غير في حجرها. صحيح "ماما ضيلة" ست لكن بميت راجل، تحدت عوائق كتير أوي في حياتها وأهمهم إنها علمت أولادها تعليم "عالي" على الرغم من إنها ما بتعرفش تفك الخط، جوزها مش بيصرف عليهم وسايبهم اشتغلت أكتر من حاجة عشان تعليم ولادها. شيماء كلية طب، ولاء تجارة خارجية، منى علوم، هدى تجارة إنجلش، وهدى آداب، وبطة دبلوم صنايع، وإبراهيم إعدادية، "ماما ضيلة" قفلت الدكان وعزلت من الأوضة لشقة أكبر وأفضل عشان ولادها بقوا في جامعات. طبعًا أنا فرحانة إن أولادها ريحوها لكن ساعتها حسيت إن طعم الفرحة في البيت راح وصوت الضحك اختفى، وأحلى تسالي مع مسرحية بليل ولمه عيال البيت كلهم في أوضتها على تليفزيون 14 بوصة راحت، كانت حاجات بسيطة بس كانت فارقة معايا أوي وأنا صغيرة. التصنيفات | التتبع