أكدت القافلة الدعوية لعلماء الأزهر والأوقاف بمحافظة جنوبسيناء، أن "الوسطية" هي روح الإسلام، وأن الغلو والتشدد بعيدان كل البعد عن دين الله عز وجل، فليس من دين الله تعالى التخريب ولا التدمير ولا التفجير، كما اتفق العلماء الذين يعتد برأيهم قديمًا وحديثًا، أن الفقه هو التيسير بدليل، أما التشدد فليس من الفقه في شيء، مشددين أن المسلم الحقيقي هو المسلم الإيجابي الذي يشارك الوطن في كل ما يمر به من آلام وأمال. وقال الدكتور رمضان عبدالرازق إن حب الوطن من الفطرة مستشهدًا بحديث النبي صلى الله عليه وسلم حين خرج من مكة، وأن الواجب الوطني يحتم على أبناء الوطن أن ينهضوا بواجباتهم ومسؤولياتهم تجاه وطنهم، فقد دعا الإسلام إلى الإيجابية فى كل شيء من أجل النهوض بالوطن. وأكد الدكتور نوح العيسوي أن حب الفرد لوطنه واجب ينبغي ألا يتوقف في مرحلة ما، وأنه يتأكد في هذه الأوقات أكثر من ذي قبل، كما ينبغي أن يترجم حب الوطن في عمل بناء، ولا يقف عند حد المشاعر والأحاسيس فقط، ومن أهم الأعمال التي تترجم حب الأوطان الدفاع عنه والمحافظة على مرافقه وموارده الاقتصادية، والحرص على مكتسباته وعوامل بنائه ورخائه، والحذر من كل ما يؤدي إلى تخريبه وهدمه وعدم التفريط فى حقه؛ لأن التفريط فيه خطر جسيم. وطالب الشيخ السيد رضا المواطنين بالاقتداء بالنبي صلي الله عليه وسلم في شعوره بالمسؤولية والمشاركة الإيجابية بالتوجيه والإصلاح والارتقاء بالأمة والمجتمع خاصة، فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم هو المعلم الأول، ورغم كثرة الشدائد والمحن التي تعرض لها هو وأصحابه، كان في غاية الإيجابية، وانطبع ذلك في كل تصرفاته وأعماله، فهو خير نموذج للإيجابية من خلال تطبيقه العملي للقرآن الكريم؛ فقد كان أجود الناس وأشجعهم في نصرة الحق. وشدد الدكتور ماهر علي جبر على عدم الركون إلى السلبية، وأن يجعل الفرد همه رفعة شأن وطنه، مقتديا بخير البرية، وأن يحاول تغيير ما يمكنه تغييره، فالمسلم لا يقف ساكنًا أمام المنكر، ولكنه يتخذ موقفًا إيجابيًا فعالاً فينفع وطنه وأمته. وأكد الدكتورحسني أبوحبيب على أن الإيجابية خُلق دافع للإمام، والأمة اليوم تواجه تحديًا كبيرًا، وتحتاج إلى مواطنين إيجابيين قادرين على العطاء مالاً وجهدًا ووقتًا دون أن يتخلى أحد منهم أو يتقاعس عن تلبية نداء الواجب. وأكد أبوحبيب أن سيرة الحبيب المصطفى تنقل التخويف والتحذير من الوحدة والعزلة، وتدعو إلى الإيجابية حتى آخر رمق من الحياة. وقال الشيخ أحمد البهي، إننا نمر بمرحلة نحتاج فيها أن نبني وطننا، والبناء لن يتم إلا بالمشاركة والايجابية، والمصطفى عليه السلام بنى الأمة بسواعد الصحابة وبمشاركتهم في كل أمر، وهذا دليل على أهمية مشاركة الجميع في بناء الوطن.