سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
أهالى السيدة عائشة يحاربون القمامة بطريقتهم: «إلهى تتقطع إيد اللى يرمى زبالة هنا» كتبوا لافتات وعلقوها فى كل مكان لحث السكان على عدم إلقاء القمامة أبرزها: «يارب ابتلى اللى يرمى الزبالة أمام المسجد أو بين السيارات بالمرض الخبيث»
لم يبق أمامهم سوى «اللجوء إلى الله» لمواجهة الأزمة، التى طالت كل شوارع البلد، فقد أصبح ارتفاع القمامة يفوق البيوت، فى منطقة السيدة عائشة، حتى الحارات والممرات المليئة بالأضرحة والمقامات، لم تشفع لها خصوصيتها من غزو القمامة، بل أحاطتها من كل جانب. أهالى المنطقة حاربوا القمامة بطريقتهم الخاصة، لا بجمعها ولا بمنع إلقائها، إنما على الجدران والمنازل والمحال والأسوار، من خلال لافتات تحذيرية إما معلقة، أو مكتوبة أو مرسومة تنص على «تتقطع إيد اللى يرمى زبالة هنا» و«حسبى الله ونعم الوكيل فى اللى يرمى زبالة فى الشارع». على حائط أحد المساجد علق الشباب لافتات كتبوا عليها «يارب يا مقتدر ابتلى من يرمى الزبالة أمام المسجد أو بين السيارات بالمرض الخبيث».. «لو كنت خايف من الله ارمى الزبالة بعيد عن الجامع قبل ما يبتليك بالمرض اللعين، واوعى ترمى الزبالة فالدعاء جائز»، على اعتبار أن هذه الطريقة جذابة، ويمكن أن تمنع سكان شوارع السيدة سكينة والسيدة نفيسة والحارات المتفرعة منهما، من إلقاء القمامة فى الشارع. إسلام، أحد سكان شارع السيدة سكينة، أكد أن حملة «وطن نظيف» التى يتحدث عنها المسئولون فى كل مكان، لم تصل إلى المنطقة، فقرر الأهالى إطلاق حملتهم الخاصة، ليعيشوا فى مكان آدمى، خالٍ من أكوام القمامة والروائح الكريهة التى تنتج عنها، قائلاً: «بدأنا الكتابات قبل رمضان بأيام قليلة، وبنعملها على حسابنا، كل واحد عاوز يكتب على بيته بيشترى بويات وفرشة والرسام عاطف العجمى يكتبله»، فالشوارع الضيقة، فى رأيه، لا تتحمل إلقاء القمامة فيها «المكان ده من قرفه ما كنتش تعرفه قبل كده». أمام أحد الشوارع الممتدة داخل مقابر «الغفير» من ناحية السيدة عائشة، بيت مكتوب عليه «حسبى الله ونعم الوكيل فى اللى يرمى زبالة»، كتبها صاحب البيت، الذى يعانى من أكوام القمامة الملقاة على رأس الشارع فى مواجهة منزله. «إوعى ترمى حاجة هنا.. أنا قاعد مخصوص عشان كده»، قالها عم «محمد»، ابن حارة السيدة رقية، الذى اعتاد الجلوس على كرسى أمام محل بقالة صغير، ليمنع بنفسه إلقاء أكياس القمامة إلى جوار محله، شاكياً من سلوكيات الناس وإهمالهم، وعدم اهتمام شركات النظافة بجمع القمامة من البيوت بشكل دائم.