استقبل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود في مكتبه بقصر اليمامة في الرياض، اليوم، كلا من وزير الخارجية سامح شكري، ووزراء خارجية جيبوتي محمود علي يوسف، والصومال أحمد عيسى عوض، والسودان الديرديري محمد الدخيري، ونائب وزير الخارجية اليمني السفير محمد بن عبدالله الحضرمي، والأمين العام لوزارة الخارجية الأردنية السفير زيد مفلح اللوزي، الموجودين في الرياض لبحث إنشاء كيان للدول العربية والإفريقية المشاطئة للبحر الأحمر وخليج عدن. وجرى خلال الاستقبال، الحديث عن آفاق التعاون بين الدول ودور إقامة الكيان في تعزيز الأمن والاستقرار والتجارة والاستثمار في المنطقة. وأكد وزير الخارجية السعودي، عادل الجبير، على أهمية إيجاد كيان وآلية تعاون مشتركة تضم الدول المطلة على البحر الأحمر وما يترتب على ذلك من مصالح مشتركة، حسبما نقلت قناة "الاخبارية" السعودية، خلال اجتماع وزراء خارجية الدول العربية والأفريقية المشاطئة للبحر الأحمر وخليج عدن، حيث قال: "إنشاء كيان في البحر الأحمر والقرن الأفريقي لنستطيع أن نتعاون في الأمور الاقتصادية والبيئية والأمنية التي تهم كل دولنا واعتقد أن هذا الكيان سيساهم في تعزيز الأمن والاستقرار بالمنطقة كما أنه سيساهم في تعزيز التجارة والاستثمار في المنطقة ويربط اقتصادنا مع بعض". وتابع الجبير قائلا إن هذا الكيان "سيساهم في إيجاد تناغم في التنمية بين دولنا في هذه المنطقة الحساسة وبالتالي يساهم في منع أي قوى خارجية في أن تستطيع أن تلعب دورا سلبيا في هذه المنطقة الحساسة". ونشرت حسابات وزارة الخارجية السعودية على موقع التواصل الاجتماعي، مقطع فيديو يبين رؤية المملكة إلى البحر الأحمر وأهميته بالتزامن مع بدء جلسات الاجتماع. أنطلق اليوم في العاصمة السعودية الرياض اجتماع وزراء خارجية الدول العربية والأفريقية المشاطئة للبحر الأحمر وخليج عدن، وشارك وزراء خارجية مصر والسعودية واليمن والسودان وجيبوتي والصومال والأردن في الاجتماع. وأكدت وزارة الخارجية المصرية، في بيان قبل الاجتماع، أن الاجتماع الوزاري للدول العربية والإفريقية المشاطئة للبحر الأحمر، يبحث سبل تفعيل التعاون المشترك بين الدول المشاطئة للبحر الأحمر في كل المجالات، حيث يأتي الاجتماع في إطار سلسلة الاجتماعات التي تعقدها الدول العربية والإفريقية المشاطئة للبحر الأحمر لدراسة سبل تفعيل التعاون والتنسيق المشترك بين الدول المشاطئة لهذا الشريان المائي المهم، والذي يعد أحد أهم شرايين التجارة العالمية بين الشرق والغرب، فضلا عن كونه قناة للتواصل الحضاري بين الدول المطلة عليه، حسبما ذكر المستشار أحمد حافظ المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية. وجدير بالذكر، أن مصر استضافت الاجتماع رفيع المستوى الأول حول "السلام والأمن والرخاء في منطقة البحر الأحمر: نحو إطار إقليمى عربي وأفريقي للتعاون" خلال الفترة من 11 – 12 ديسمبر 2017، وذلك بمشاركة كبار المسؤولين بالدول العربية والأفريقية المشاطئة للبحر الأحمر، وهي المملكة العربية السعودية والمملكة الأردنية الهاشمية وجيبوتي وإريتريا واليمن والسودان. وقال هاني الأعصر الباحث المتخصص في الشأن الأمني وأحد العاملين في مجال دراسات الأمن البحري ل"الوطن"، إن مثل هذه الاجتماعات العربية والإفريقية بين الدول المشاطئة للبحر الاحمر، لها أهمية كاجتماعات "استطلاعية" لمواقف هذه الدول إزاء أفكار هامة مثل إنشاء كيانات للتعاون بين دول البحر الأحمر، إلا أنه ينبغي الاخذ في الاعتبار مدى تداخل مصالح القوى الإقليمية والدولية ووجودها العسكري في هذه المنطقة الهامة من العالم. وأضاف أن هناك العديد أشكال من التدخلات الخارجية في تلك المنطقة، التي ربما تخالف مصالحها وجود آلية تعاون مشترك بين الدول المطلة على البحر الأحمر، إلا ان أهمية هذه الاجتماعات تتمثل في التواصل وتبادل الرؤى والأفكار حول مستقبل الأمن في البحر الأحمر، فضلا عن طرح مبادرات التعاون الاقتصادي والسياسي بين دوله، لافتا إلى ان مراعاة توازن القوى في تلك المنطقة يمثل محددا اساسيا لمخرجات تلك الاجتماعات، ولفت إلى أن فكرة انشاء كيان أو منظمة لدول البحر الأحمر سبق ان تم طرحها وشهدت عدة محاولات من قبل، داعيا إلى أهمية دراسة تلك التجارب والاستفادة منها للوقوف على عوامل إخفاقها.