من بين أمنيات إيناس عبدالحليم العشرة، للسنوات الخمس المقبلة، تعلم اللغة الهيروغليفية، بل وإتقانها، أمنية وسط عشر أمنيات تتضمن السفر إلى بلاد بعينها، وافتتاح مشروعها الخاص، وشراء سيارة، تعللها الشابة العشرينية بأنها تمثل نقطة البداية لمن يرغب فى الاتكاء على أساس وطنى قوى «الهيروغليفية هى اللغة الأم، تعلمها فى رأيى يجب أن يبدأ من مرحلة الروضة لأنها بمثابة هوية». محاضر: 6 أشهر لإتقانها أسباب عديدة تحدو الراغبين فى تعلم الهيروغليفية لكن أغربها على الإطلاق كانت تلك التى صرح بها طالبان ل«أحمد حافظ»، محاضر اللغة الهيروغليفية، أما الأول فأخبره بجدية: «عاوز أتعلم هيروغليفى عشان لما أتاجر فى الآثار أكون فاهم»، وأما الثانى فلم تختلف درجة جديته حين قال: «هاتعلم هيروغليفى عشان أعدل على شمبليون لأنى مش مقتنع بترجمته لحجر رشيد». طلبة من تخصصات بعيدة كل البعد عن الهيروغليفية، طلبة إعلام، وتجارة، وعلوم، وتربية، يواصلون التقدم للدورات التدريبية لتعليم الهيروغليفية يقدمها «حافظ» منذ عام 2011 حتى الآن، البعض لا يتخطى المراحل الأولى من التعلم، فيما يبحر آخرون للتعمق، يقول معلم اللغة المصرية القديمة: «تعلم الهيروغليفية يستغرق ستة أشهر من الدراسة المكثفة وأفاجأ دائماً بتخصصات المتقدمين لدراستها وكذلك أسبابهم لذلك أحرص على سؤال الطلبة فى بداية المحاضرات عن سبب المشاركة فى تعلم الهيروغليفية». بالرغم من صعوبتها وعدم وجود نطق معتمد لها فإن الإقبال على دراستها يتزايد حيث يبرز للمعلم السبب الأشهر فى الإقبال: «عشان نقدر نقرا المكتوب على جدران المعابد والأماكن الأثرية والاستمتاع بتاريخ يخصنا ولا نستطيع فهمه»، قالتها له إحدى الطالبات، مؤكدة: «رأيت سائحاً خلال زيارتى للأقصر وأسوان يقوم بترجمة المكتوب بسهولة شديدة فيما كنت أنا واقفة وعاجزة عن فهمه، لذا اتخذت قراراً بتعلم لغتى الأم».
