مهمته هى الأصعب بين كل الأدوار الأخرى، هو الوحيد الذى يشارك فى صناعة بطولة الكلاب بصورة مباشرة، فجسده النحيل هو الطعم المقدم للكلاب لكى تقوى مهاراتها فى الشم، وقدرتها على مواجهة الأشخاص المستهدفة، وعلى نحافة جسده فهو أكثرهم شجاعة، وحده القادر على تحمل مهاجمة الكلاب أثناء التدريب، دوره تمثيلى لكنه محفوف بالمخاطر، إذ يقف متأهباً لمواجهة كلاب الحراسة على اختلاف أنواعها، يرتدى سترة خاصة لتلك الهجمات تغطى معظم أجزاء جسده، لكن وجهه وكفوف يديه تظل مكشوفة فى مواجهة الأنياب القاطعة إلى أن يتمكن بخبرته التى استمرت سنوات طويلة أن يدفعها لمهاجمة ساقيه وساعديه بصورة مختلفة، لغة خاصة يستوعبها كلاهما، لتتمكن الكلاب فى فترة وجيزة من اجتياز فترة التدريب والتمرس على فعل ما هو مطلوب منها. يقف فى منتصف ساحة كبيرة ينطلق فيها أحد الكلاب مسرعا نحوه ويبدأ فى افتراسه بأنياب حادة قاطعة تنهش بعضاً من سترة الهجوم، لكنها لا تصيب صاحبها بسوء، العضات المتتالية يشعر بها المدرب أشبه بوخز مستمر يحاول جاهداً التماسك أمام الكلب ليصبح التدريب ذا فائدة بالغة، يظل الرقيب مدحت قطب السيد هو صاحب المهمة الحديدية الصعبة فى الإدارة العامة لتدريب كلاب الحراسة والأمن، يتميز بوجه باسم رغم قسوة مهمته، يتذكر قطب اللحظات الأولى التى اتخذ فيها قرار العمل كمُهاجَم قبل 11 عاماً تقريباً، وقتها كان يتدرب على مهاجمة الكلاب، فيما هو معروف باسم التدريب الجاف الذى يتدرب فيه على الهجوم مع أحد زملائه، بصورة تمثيلية يجسد أحدهما دور الكلب الذى ينهش بأنيابه أماكن عدة فى الشخص الآخر، يظل قطب يتمرن على تلك الهجمات التى لا تؤذيه فى شىء، لكنها تسمح له بالتعود على الهجوم المضاد من الكلاب التى سيتركونه فى مواجهتها. يقوم قطب بعمله مرتين يوميا لمدة 6 أشهر كاملة فى مواجهة الكلاب إلى أن يتمرس الكلب بشكل منتظم على مهاجمة البشر والمناطق التى ينبغى مهاجمتها، يصبح الكلب قادراً على القيام بعمله ككلب حراسة، بالإضافة إلى التخصص الذى يتدرب عليه فى الإدارة ما بين كلب متفجرات أو مخدرات أو إنقاذ، لكنها جميعاً يتم تدريبها على كيفية الهجوم والمناطق التى ينبغى مواجهتها، يقول قطب «إذا ما كنش عندك قلب جامد مش هتقدر تشتغل الشغلانة دى»، يتحدث قطب عن كل الكلاب التى دربها على كيفية الهجوم مفتخراً بنفسه، معتبراً أنه حلقة رئيسية فى التدريب لا يمكن تجاوزها أبدا وندرة المقبلين على المهنة جعلته متفرداً بين غيره من زملائه. قطب الذى كان يكره التعامل مع الكلاب قبل أن يصبح له دور رئيسى فى تدريبها يتحدث عن حبه الذى نشأ للكلاب على اختلاف أنواعها وعن قدرته الفائقة على مواجهة الكلاب وقدرته على التعامل معها، يقول «حبى للكلاب بدأ بعد ما بقيت متخصص فى تدريبها على الهجوم، وشاهدت عن قرب إخلاصها وحبها لمدربيها ودفاعها عنهم حتى لو كلفها الأمر حياتها». قطب الذى شارف على الأربعين من عمره يجد أن مهنته على ندرة الراغبين فيها محببة لقلبه، لأنه وكما يقول «تزيد من جرأته وشجاعته على مواجهة الحيوانات مهما كانت قوتها أو شراستها، مشقة المهنة ليست فى كون المتطوع يقدم نفسه لتفترسه أنياب الكلاب الحادة، لكنها تبدأ من رحلته اليومية وقتما يترك أبناءه الأربعة الصغار ثم يستقل أحد أوتوبيسات النقل العام ليقله من المنوفية إلى مقر عمله بأكاديمية الشرطة فى التجمع الخامس. مسافة طويلة يقطعها قطب يومياً ليقوم بأداء دوره التمثيلى الذى يزيد به قوة الكلاب وكفاءتها وقدرتها على المهاجمة والتمرين على الحراسة بصورة جيدة. أخبار متعلقة: الكلاب البوليسية على «خط المواجهة» مع الإرهاب جولدن وليبرادول وجرمن شبرد فى «امتحانات صعبة» لدخول «الخدمة» كلب ينتحر حزناً على فراق مدربه.. وآخر يدافع عن صديقه حتى الموت «بركو».. بطل لا تزال صورته معلقة على حوائط إدارة التدريب أكبر مستشفى لعلاج الكلاب.. رعاية لا تتوفر لبشر تاريخ سلاح الكلاب البوليسية: 82 سنة من الخدمة الشاقة اللواء مدحت الحريشى: الإرهاب رفع الطلب على «كلاب المفرقعات» بعد 30 يونيو